السبت 22 تموز 2017 10:22 ص

خطّة ثلاثيّة دفاعيّة للجيش.. و"الرضوان" تتقدّم بسرعة نحو أهدافها


* جنوبيات

كتب ميشال نصر في صحيفة "الديار": معركة تطهير الجرود من المسلحين "تتحدث عن نفسها" كما اعلن الاعلام الحربي "وستسير وفقا لمراحل تمّ التخطيط لها".


فسير العمليات العسكرية في اليوم الاول من حيث التقدم السريع لعناصر حزب الله نحو مواقع الارهابيين يساندهم الجيش السوري بقصف عنيف كانت نتيجته صدمة وترويعاً للارهابيين.

فعملا بالموعد المحدد منذ قرابة الاسبوع من قبل القيادة العسكرية المشتركة بين الجيش السوري وحزب الله، وبعد تحقيق المرحلة الاولى من العملية التطهيرية هدفها، بعد نجاح القصف الجوي والبري السوري، لمواقع المسلحين لانهاكهم، وبعد افشال خطتهم في تطويل امد المفاوضات، انطلقت عند الساعة الخامسة والنصف فجر اول من امس العملية العسكرية من محوري الشرق من فليطة تحديدا،حيث استشهد للحزب 6 مقاتلين في كمين نصب لهم، ومن الجنوب باتجاه مناطق سيطرة "النصرة" عبر قصف تمهيدي عنيف من الجيش السوري استمر زهاء ساعتين، قبل ان تتقدم "قوات الرضوان" الخاصة المقدرة بـ 2500 عنصر تواكبها عناصر الهندسة في حزب الله، بمساندة من مدفعية الـ 130 المباشرة المحمولة وسلاح المضاد للدروع بصواريخه الموجهة، لتنجح بعد معارك ضارية مع المسلحين، بالسيطرة على منطقة سهل الرهوة وموقع ضهرة الهوّة، ووادي دقيق، ووادي زعرور، ومواقع رعد 1 و2 و3 في جبل الانزح، فضلا عن سيطرتها بالنار على وادي الخيل من الجهة الجنوبية، مكبدة المسلحين عشرات القتلى بينهم مسؤول موقع الهوة واثنان من مرافقيه، كما تمكنت من اسر عدد منهم.

وتكشف مصادر مطلعة على سير العمليات ان خطة حزب الله ترمي الى الفصل بين مناطق تواجد "داعش"، التي تبلغ ضعفي المساحة التي تسيطر عليها "النصرة" والتي لم يتحرك مسلحو "الدولة" حتى الساعة رغم المصالحة التي تمت مع "الجبهة"، و"فتح الشام"، وثانيا عزل المواقع الاساسية ذات الثقل بالنسبة لـ "النصرة" في كل من كسارات عرسال، ضهر الهوة، وادي الخيل، ووادي حميد، (يبلغ عديد مقاتليها الـ 400 مسلح)، من خلال احكام الحزب على مناطق حاكمة لابطال مفعول القناصين المنتشرين بكثافة، متجنبا سلوك الممرات العادية خوفا من وجود اي كمائن.

وتشير المصادر الى ان مدينة الملاهي تشكل نقطة محورية، اذ انها عقدة المسالك عبر عدة خطوط يستعملها المسلحون:

-مدينة الملاهي - وادي عجرم "المستشفى الميداني" - مراح الشيخ - وادي الزمراني.

-وادي عجرم خربة يونين - وادي الريحان - وادي الدم.

-وادي الريحان - وادي العويني - وادي الرهوة (النقطة التي انطلق منها الهجوم لجهة الجنوب للوصول الى عزل منطقة الكسارات الاستراتيجية عن جرود عرسال).

واكدت المصادر ان من بين الاهداف المرسومة عدم السماح بانتقال تلك المجموعات نحو مناطق "داعش"، رغم ان لا شيء يثبت حتى الساعة صحة الادعاءات عن مبايعة بعض المسلحين لتنظيم الدولة، ومن جهة ثانية عدم تمكينهم من النزول باتجاه مواقع الجيش، وبالتالي حصرهم بين فكي كماشة عبر فصل المواقع عن بعضها البعض وقضمها تباعا وفق مقتضيات سير المعارك، معتبرة ان لا حل امام المسلحين غير الاستسلام او الموت، مشيدة باداء المقاتلين "اذ تسير العملية وفقا للمرسوم لها والمخطط تماما" مبدية اعتقادها بان تستغرق بحدود السبعة ايام لانهاء تواجد "فتح الشام" و"النصرة" قبل الانتقال الى المرحلة الثانية لتطهير الجرود من "داعش"، كاشفة ان قرار انطلاق المعركة عبر الاجهزة اللاسلكية صدر من احد القياديين الجهاديين في غرفة العمليات.

انطلاق المعركة اذا، جاء بعد ساعات طويلة من المفاوضات والطروحات التي حملها الوسطاء من الجرود وآخرهم الشيخ مصطفى الحجيري والتي انتهت الى رفض حزب الله والقيادتان السياسية والعسكرية في لبنان ، لمطالب ابي مالك التلي التي اعتبرت غير مقبولة، سواء لجهة انسحابه مع مسلحيه عبر مطار بيروت، وان كان دون سلاح، وهو المسؤول عن اراقة دماء اللبنانيين والعسكريين، او عبر احد المرافئ البحرية مع سلاحه كما طلب.

المصدر :ميشال نصر | الديار