الجمعة 28 تموز 2017 22:19 م |
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الجمعة في 28-7-2017 |
* جنوبيات * مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان" بين معركة جرود عرسال المنجزة ومعركة جرود رأس بعلبك المنتظرة، ترتيبات متواصلة لتنفيذ صفقة إخلاء مسلحي النصرة مع اعداد من المدنيين واستعادة حزب الله الاسرى الخمسة وجثامين الشهداء الاربعة من ادلب السورية.
تنفيذ ذلك مرتقب في اليومين المقبلين واللواء عباس ابراهيم يشرف على الترتيبات. وعلى وقع كل ذلك انهى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري زيارته الرسمية لواشنطن والتي رافقه فيها وزير الخارجية جبران باسيل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. ولقد اثمرت الزيارة تفهما اميركيا للمرحلة التي يمر بها لبنان وسط التطورات الكبيرة في المنطقة. وتتواصل هذه التطورات في ظل تصاعد الخلاف الاميركي الروسي واعلان موسكو ان واشنطن ستضطر الى ان تسحب مئات الدبلوماسيين. كذلك فان تطورات المنطقة ترافقت مع اعتداءات اسرائيلية على المسجد الاقصى ثاني القبلتين وثالث الحرمين.
انقضى اسبوع جرود عرسال ولم يعد يتبقى منه سوى اللمسات الاخيرة على اتفاق ترحيل المجموعات المسلحة من جبهة النصرة، لكن ساعة الصفر ما زالت السر الاكبر وهي في ذهن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم. وفي انتظار بدء التنفيذ تتوزع انظار الاهتمام بين الجرود التي جرت السيطرة عليها وبين الجرود التي تنتظر للسيطرة عليها سواء من خلال معركة الدفاع عنها او من خلال انسحاب مسلحي داعش منها وهي جرود القاع وراس بعلبك. وحدات الجيش اللبناني في جهوزية تامة وقرار ساعة الصفر في يد القيادة التي لا تاخذ في عين الاعتبار سوى الظروف الميدانية والمعطيات على الارض، اما الايحاءات الاخرى والمحاولات السياسية للتاثير في الواقع الميداني فهي لا تلقى اذانا مصغية لدى القيادة. في غضون ذلك يبدا الاسبوع الطالع بكباش سياسي على خلفية مضمون زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري واشنطن والمواقف التي رافقتها والانتقادات المبطنة واحيانا العلنية لبعض المواقف، وكانت لافتة تغريدة وزير الخارجية جبران باسيل الذي كان في عداد الوفد والذي جاء فيها "علمتني الايام ان الصمت احيانا جريمة وان الكلام احيانا مصيبة" وواضح من كلام باسيل انه يصوب على من انتقد صمت الوفد اللبناني حيال بعض كلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن الارهاب الذي وضع حزب الله في خانة النصرة وداعش. الاختبار الاول لتداعيات ما قيل في واشنطن سيكون على طاولة مجلس الوزراء الاربعاء المقبل، خصوصا بعد جملة المواقف التي اعلنها وزير المال علي حسن خليل في برنامج كلام الناس امس .
من اعالي النصر المزروع رجالا بعد اقتلاع الارهاب القاعدي من لبنان، انقشاع بالرؤية حتى ساحات الاقصى حيث الهدف الاسمى، ورايات فلسطين التي تنازل الارهاب الصهيوني، وتراقص رايات النصر التي اذلت الارهاب التكفيري في جرود عرسال.. هو النصر المثلث الابعاد، للّبنانيين كل اللبنانيين، لعرب ومسلمين مخلصين منتمين الى محور لن تقدر عليه فتن السنين، وقبلهما وبعدهما وفي كل حين لاقصى الاحلام وحقيقة الايام للمسجد الاقصى وقدسه وكل فلسطين.. انتظم المشهد اللبناني على وقع انجازات رجال الله، ولم يعد للنصرة من ينصرها الا تنفيذ اتفاق الانسحاب الذي أكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم للمنار ان العمل جار لتنفيذه على قدم وساق وفق المرسوم له.. وبعد كسر ساق النصرة، بل رأس مشروعها، يبقى على اخوتها الاعداء من داعشيين واتباع ان يلفوا الساق بالساق ويتركوا الجرود، قبل ان يشربوا من الكأس الذي شربها المكابرون.. في باحات القدس تكبيرات اليوم علت على كل اجراءات الاحتلال، رفعت محاريب الصلاة في كل اروقة الاراضي المحتلة من الضفة الى غزة.. فاستكمل الفلسطينيون هبتهم لاجل مساجدهم وكنائسهم وكل مقدساتهم بوجه محتل صهيوني قتل اليوم اثنين من الفلسطينيين فارتقوا شهداء، فيما يحاول بعض العرب انزاله عن شجرة القدس، فوقعا معا، وكانت الهتافات في باحات الاقصى من الفلسطينيين ضد نتانياهو والحكام السعوديين.. حكام اصموا الآذان عن كل نداءات المنظمات الحقوقية للكف عن التنكيل بمواطني المنطقة الشرقية ، حيث تواصل السلطات السعودية شن حرب حقيقية ضد المدنيين العزل في العوامية والقطيف. تهدم بيوتهم، وتعتقل شبابهم، وتصدر احكام الاعدام وفق رغبات الحكام ..
أهي لحظة تخل ام جشع ام تراه شيطان المال الذي رسم ملامح المشهد المأساوي في العبادية اليوم؟ ففي العام 2017، تجددت قصة قايين وهابيل بنسخة لبنانية. فسمير الذي يبلغ ستين عاما، اطلق النار على شقيقه موريس الذي يصغره بعشر سنوات، فأرداه بسبب خلافات على الارث. هذه المأساة التي استيقظ عليها اللبنانيون صباح اليوم، لم تنسيهم مشاهد السلسلة الشرقية وترقبات الأيام المقبلة. فبعدما انتهت معركة جرود عرسال في الميدان، لتختتم غدا مبدئيا بعملية التبادل والانتقال المنتظرة، باتت العين على جرود القاع ورأس بعلبك، حيث تتكثّف استعدادات الجيش لتطهير المنطقة من وجود داعش. اما تحديد الساعة الصفر فيبقى للقيادة العسكرية. ماذا عن التفاصيل؟
جرود عرسال في قبضة الهدوء حيث عناصر حزب الله على تلالها فيما ما تبقى من مسلحي النصرة الموجودين في محيط وادي حميد ومدينة الملاهي ينتظرون الترجمة العملانية لاتفاق وقف النار ما يستتبعه من خروج لهم ولعائلاتهم باتجاه ادلب بالتزامن مع اطلاق سراح عدد من عناصر حزب الله المأسورين لدى النصرة. اما الجرود المحيطة بمناطق القاع وراس بعلبك فتنتظر تبلور الصورة في ضوء مغادرة مسلحي النصرة ودخول وحدات الجيش في تماس مباشر مع مسلحي داعش وفي هذا السياق تعزز الوحدات العسكرية المنتشرة في اعالي مناطق القاع وراس بعلبك مواقعها لمواجهة ارهابيي داعش ومنعهم من التسلل الى مخيمات النازحين في جرود عرسال. وقد سجل اليوم تبادل للقصف المدفعي بين الجيش والارهابيين في وقت تفقد رئيس الأركان في الجيش الوحدات العسكرية واطلع على أوضاعها وإجراءاتها الميدانية وأكد أن حرب الجيش ضد الإرهاب ستبقى مفتوحة حتى تحرير آخر شبر من الحدود الشرقية والمعركة المقبلة ستكون فاصلة. سياسيا ينهي رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الليلة لقاءاته في واشنطن بعدما اجرى محادثات مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب وعقد سلسلة اجتماعات في الكونغرس قبل أن يزور مقر صندوق النقد الدولي. اقليميا ادت اعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلي على المصلين في الضفة الغربية والحرم القدسي الى سقوط عشرات الجرحى في وقت اعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية عن فتح سلطات الاحتلال جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك امام المصلين.
لبنان في مرحلة ما بين معركتين، فمعركة جرود عرسال انتهت مبدئيا على الصعيد العسكري وفي مرحلة وقف اطلاق النار الجميع في حال انتظار في ان يتم تطبيق بنود الاتفاق الذي اسكت المدافع في الجرود. لكن سكوت المدافع لا يعني ابدا سكوت عدد من الاطراف السياسية عن عدد من الاسئلة التي طرحتها ظروف المعركة ومنها لمن قرار الحرب والسلم في لبنان؟ وهل يجوز بعد اليوم بقاء سلاح غير سلاح الجيش اللبناني؟ توازيا، يستعد الجيش للمعركة الثانية معركة تنظيف جرود رأس بعلبك والقاع من داعش وفي معلومات الـmtv ان استعدادات الجيش تتكثف على كل الصعد وان المؤسسة العسكرية تتصرف على اساس ان المعركة واقعة حكما لان امن الجرود جزء لا يتجزأ من الامن اللبناني. سياسيا، الرئيس الحريري انهى زيارته والوفد المرافق الى واشنطن وقد اولى القطاع المصرفي اهتمامه، مشددا على اهمية استقرار النظام المصرفي اللبناني في ظل التلويح بتشديد العقوبات الاميركية.
النصرة الى الباصات الخضر واسرى المقاومة وجثامين شهدائها الى القرى والمدن وساحات تنتظر عودتهم فاتفاق خروج المسلحين الى ادلب ينهي اليومين الاخيرين بعد اتمام الترتيبات وممرات العبور التي يتابع مجرياتها اللواء عباس ابراهيم الامين العام للتفاوض والرجل المتعاقد مع الخواتيم السعيدة. وبشبه صمت يدير ابراهيم التفاوض بجهود لبنانية يكتبها خط منتصر، اما النصرة فهي في موقع البحث عن موطئ نزوح في ادلب بلد الاعداء حتى اقامة الحد اذ ان تنظيماتها المتشددة وعلى رأسهم داعش ينتظرون ابو مالك التلي وفروعه الارهابية على احر من الجمر. وبنهاية النصرة واقتلاع جذورها من الجرود جرود عرسال عبر الهجوم والتفاوض معا فان لداعش في الجرد تعاملا خاصا وسيجري تميزها من اقرانها في الارهاب عبر خصها بمعركة من دون تفاوض اذ تؤكد معظم المعطيات ان انهاء داعش لا يكون عسكريا من دون فتح ابواب لاستدارج عروض المفاوضات لاسيما ان تاريخها الدموي الحديث كان يبقيها على حد السيف. والسيف العربي لم يشهر في القدس حيث الفلسطينيون سجدوا في الأقصى عنوة عن إرادة عدوهم الذي طارد آذانهم وصلوات عشائهم وراقه الصمت العربي من أقصاه إلى أقصاه عن انتهاكات مقدساتهم. جمعة النفير لثالث الحرمين نفذها الفلسطينيون اليوم، ركعوا ساجدين على تقويم عربي يسجد لإسرائيل، ويبتهل لها سياسيا، وحده صوت المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس كان يجول بين أعمدة القدس ويدعو رؤساء الكنائس المسيحية في العالم أجمع إلى نصرة الأقصى، معتبرا أن من يهددون الأقصى هم انفسهم الذين يهددون المقدسات والأوقاف المسيحية. والصامتون العرب كانوا من فئة المعتدى عليهم وفي عقر دارهم حيث يكاد الملك الأردني عبدالله الثاني يقرأ فعل الندامة لاسرائيل موجها إليها مواقف خجولة لا ترقي إلى مستوى جريمتها معلقا بدبلوماسية على سلوك بنيامين نتنياهو ولا كأنه طرف ثالث أو ملك محايد، أما الغضب الذي هدد به فلا يمكن صرفه لأنه غير قابل للتنفيذ.
وكأنها معهم صلى المقدسيون صلاة الجمعة في ارضهم بعدما افترشوها على مساحة الوطن، فيما بقي نتنياهو راكعا امام توحد القلوب والقبضات للمؤمنين الذين كسروا قراراته التي دخلها من البوابات وعادت واخرجته عاريا امام مجتمع الداخل وعالم الخارج. انتقم وبطش وقمع وظن ان دخان قنابله سيغطي فلسطين، لكنه لم يدرك ان اصحاب الارض والقضية لا يمنعهم لا ترهيب ولا تهديد ولا قتل عن تلبية نداء القدس. ومن القدس الى الضفة وغزة كان الصوت واحدا والصلاة واحدة والدم واحدا يروي ارض فلسطين، وفيما يتواصل الارهاب الاسرائيلي حيث يسقط الشهداء والجرحى كل يوم تترقب جرود عرسال التي صلى اليوم اهلها والجوار صلاتهم من دون تهديد بتفجير او بخطف آمنين تترقب هذه الجرود تطهير اخر ما تبقى من رقعة حوصر داخلها ارهابيو النصرة مع بدء تنفيذ الخطوات التي تولاها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم لخروج كل المسلحين مع عائلاتهم الى ادلب. وقالت مصادر على اطلاع على الاتفاق الذي تم للnbn ان اخراج هؤلاء الارهابيين ونقلهم سيتم بمواكبة الصليب الاحمر الدولي وسيسلك خط سيرهم معبر الجوسي حمص ريف حماه وصولا الى ادلب. مصادر سورية قالت لمحطتنا ان باصات من عندها ستشارك في اتمام عملية الانتقال وانها تفضل ان يتم نقل المسلحين بالباصات الخضر، اما اذا تجاوزت الاعداد قدرة تلك على الاتساع فقد تلجأ السلطات السورية الى الاستعانة بباصات من الوان اخرى. وعلى خط مواز تتجه الانظار الى راس بعلبك والقاع حيث دك الجيش اللبناني تحركات داعش رصدت في جرودها قبل ظهر اليوم ما ينذر بجبهة ساخنة قريبا يحرر الجيش فيها تلك المناطق اذا لم تتوصل الاتصالات التي تقضي بخروج المسلحين الى دير الزور ومحيط تدمر الى اي نتيجة. ما رشح من معلومات للnbn تقول ان حركة الاتصالات لا زالت في مرحلة تمهيدية مشيرة الى وجود عقبات اكبر من التفاوض الذي جرى مع النصرة. المصدر : جنوبيات |