الأحد 30 تموز 2017 10:58 ص

«المستقبل»: زيارة الرئيس الحريري الى واشنطن كرّست حضور لبنان في ادارة ترامب


* جنوبيات

اعتبرت مصادر نيابية في تيار «المستقبل»، أن زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى واشنطن تشكّل بداية ومدخلاً إلى مرحلة جديدة من الأداء السياسي ستظهر مفاعيلها على الساحة المحلية بعد انقشاع غبار المعارك في الجرود ضد التنظيمات الإرهابية. وإذا كانت المصادر ترفض كل ما تناول هذه الزيارة من تعليقات لجهة الإعداد للملفات التي جرى طرحها مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، فهي كشفت أن السبب الأساسي وراء ما سجّل في المواقف الأميركية، ولا سيما موقف الرئيس ترامب أمام البيت الأبيض، مصدره واقع هذه الإدارة كونها لا تزال في مرحلة صياغة السياسة تجاه ملفات الشرق الأوسط، كما أنها لا تزال تعمل على تشكيل وتعيين الشخصيات القادرة على الإمساك بالعلاقات مع المنطقة العربية، وخصوصاً في سوريا وغيرها. واعتبرت المصادر النيابية، أن الرئيس الأميركي يكتفي بالتركيز على محاربة الإرهاب، وتحديداً تنظيم «داعش»، وهو لذلك أطلق مساراً من التعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لترتيب الأوضاع في سوريا، وذلك بمعزل عن أي عنوان آخر.
وفي هذا المجال، فإن التخبّط الذي تعيشه هذه الإدارة نتيجة المناخ الداخلي في الولايات المتحدة، وتحديداً داخل الكونغرس الذي يسير بعكس توجّهات الرئيس الأميركي، قد أثّر على كل الملفات الأميركية التي تقاربها هذه الإدارة محلياً ودولياً. وبالتالي، تقول المصادر نفسها، أن الإنشغال بالوضع الداخلي والحاجة إلى دور موسكو لتكريس التفاهمات حول التسوية السورية، شكّل عاملاً أمام التركيز على مقاربة الملف اللبناني بكل عناوينه، مع العلم أن الدعم الأميركي السياسي والعسكري للجيش وللدولة اللبنانية لم يتراجع، وهو الخطوة الأبرز التي سجّلت في الأسبوع الماضي.
وبصرف النظر عن الإنحياز الأميركي إلى إسرائيل، والتشدّد إزاء إيران و«حزب الله»، لا يتعدّى الموقف المبدئي للإدارة الأميركية، كما أضافت المصادر النيابية، التي اعتبرت أن هذا الواقع ينسحب على قانون العقوبات المالية ضد «حزب الله»، والتي تشبه إلى حدّ كبير الموقف الأميركي المتشدّد من الإتفاق النووي مع إيران، والذي استقرّ أخيراً على الموافقة على هذا الإتفاق والتعاطي معه كأمر واقع رغم كل الوعود السابقة التي أطلقها الرئيس ترامب، وتحدّث فيها عن إلغائه ووقف العمل به.
من هنا، فقد أكدت المصادر ذاتها، أن الزيارة الرسمية لرئيس الحكومة والوفد المرافق إلى واشنطن قد حقّقت أهدافها ونجحت في الحصول على ثلاثة نتائج وهي:
ـ تكريس الدعم للجيش اللبناني رغم تخفيض هذا الدعم لدول عدة كانت تدعمها الإدارة الأميركية في السنوات السابقة.
ـ الحصول على دعم مالي، ولو بسيط، لمساعدة لبنان على استضافة مليوني نازح سوري على أرضه.
ـ تخفيف آثار وتداعيات العقوبات المالية التي سيفرضها القانون المرتقب صدوره في الخريف المقبل ضد «حزب الله» على القطاع المصرفي وعلى الإقتصاد في لبنان.
وخلصت المصادر النيابية نفسها، إلى أن لبنان بات حاضراً اليوم أكثر في السياسة الأميركية، وذلك بالمقارنة مع وضعه خلال عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إذ على الرغم من التشدّد الذي يبديه الرئيس ترامب تجاه أكثر من طرف إقليمي، فهو أبدى اهتماماً من حيث الشكل أولاً بالوفد اللبناني وبالرئيس الحريري، وذلك في رسالة واضحة إلى استمرار الحرص على لبنان ودوره كنموذج للتعايش والتحالف بين عدة طوائف وتوجّهات في إطار تسوية سياسية تحافظ على الدولة ومواطنيها.

المصدر :فادي عيد - الديار