الجمعة 4 آب 2017 09:31 ص |
القاع تحتضن اسرى حزب الله... وهذا ما سيقوله نصرالله اليوم |
* ابراهيم ناصرالدين «نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون»، معادلة أطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل سنوات، في خضم الحرب المفتوحة مع اسرائيل، وجرت ترجمتها بالامس في سياق المواجهة مع التنظيمات التكفيرية، حيث عاد الاسرى الخمس من ادلب، وطويت بذلك المرحلة الثالثة من شروط الاستسلام التي فرضها الحزب «بالنار» على «جبهة النصرة». وقد تم الاعلان رسميا من قبل الاعلام الحربي عن تنظيف الجرود اللبنانية من مجموعات «القاعدة» بعد الدخول الى آخر مواقعها في جرود عرسال...وفيما أرجأ السيد نصرالله كلمته في مناسبة الانتصار الى مساء اليوم بعد عوائق لوجستية أخرت الافراج عن الاسرى، ينتظر ان يدخل الى حيز التنفيذ خلال الايام المقبلة «التفاهم» مع «سرايا اهل الشام» لمغادرة مسلحيها مع عائلاتهم الى الداخل السوري، وهو ما اكد عليه مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم بالقول «ان الامر سيحصل قريبا جدا»... في هذا الوقت كثفت وحدات الجيش قصفها التمهيدي على مواقع مسلحي «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك، ودخل «طابور خامس» للتشويش على التحضيرات للعملية العسكرية المرتقبة من خلال تسريبات عن دور لقوات خاصة اميركية في مساعدة المؤسسة العسكرية على مواجهة «التنظيم»، فيما فككت «تفاهمات» سياسية «الالغام» من امام جلسة الحكومة التي خلت من اي تجاذبات حول معركة الجرود وزيارة الوفد اللبناني الى واشنطن... فقد نجح حزب الله مجددا في ادارة عملية عسكرية وامنية متكاملة بدأت في جرود عرسال وانتهت في ادلب معقل «جبهة النصرة»، ومع عودة الاسرى موسى كوراني، واحمد مزهر، ومحمد ياسين، ومحمد شعيب، وحسن طه، عبر معبر السعن في ريف حماه الى القصير وثم معبر جوسيه، والاحتفاء بهم في بلدة القاع، مع ما يحمل هذا الامر من دلالة بالغة تدل على حجم الاجماع الوطني حيال ما قام به حزب الله من انجاز في الجرود، وبعد تحول مقاتلي النصرة «واميرهم» الى مجرد ارقام في باصات ذهبت الى «المجهول»، يكون قد أسدل الستار على واحدة من اكثر صفحات الحدود الشرقية قتامة، دون اغفال البعد الاستراتيجي لهذه المعركة التي سيكون لها تداعياتها الكبيرة بعد القضاء على «داعش» قريبا. «عبث» اميركي
هذه المواجهة الواقعة حكما، ما لم يقبل التنظيم الارهابي بالتفاوض على خروجه من الجرود، تعرضت بالامس لمحاولة «عبث» مقصود في مسرح العمليات، من خلال تسريب «مشبوه» عبر تلفزيون الحرة الاميركي لمصدر مجهول «معلوم» تحدث عن وجود نحو 70 جنديا من القوات الخاصة الاميركية لمساعدة الجيش في حربه ضد «داعش»، مع العلم ان هذا العدد المفترض من عناصر القوات الخاصة الاميركية موجود منذ فترة طويلة في لبنان وهو يقوم بمهام تدريبية وتقييم تدريب ومراقبة جودة العتاد المسلّمْ للجيش، بحسب توضيحات مصادر أمنية لبنانية.. نصرالله... ودعم الجيش
في غضون ذلك أرجأ السيد نصرالله كلمته الى مساء اليوم بعد تعقيدات لوجستية أخرت عودة الاسرى المحررين، ووفقا لاوساط مطلعة فان خطاب الانتصار على جبهة النصرة سيحمل في طياته عناوين عديدة اهمها وحدة الموقف الوطني حول عملية المقاومة، مع شرح مستفيض لاهمية الانجاز على المستوى الداخلي والاقليمي، مراحل التفاوض واهمية النصر الميداني في فرض الشروط، والتزام المقاومة بعهودها من خلال تأمين المواكبة الناجحة لهذا العدد الكبير من الحافلات في عملية امنية شاقة ومنهكة، كما سيتم التاكيد على عهد المقاومة بعدم ترك أي أسير خلفها مهما غلت التضحيات... «تفكيك الغام»
في هذه الاثناء، مرت جلسة الحكومة بهدوء، بفعل تفاهمات «ضمنية» حصلت قبل موعد انعقاد الجلسة، وافضت الى عدم اثارة ملفات خلافية «ذات بعد وطني»، وبحسب اوساط وزارية بارزة، فان اللقاء بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ، حسم الخطوط العامة لمسار الجلسة، فرئيس الحكومة تعهد بعدم اثارة الاسئلة الاشكالية حول عملية حزب الله في جرود عرسال، مقابل ابتعاد وزراء حزب الله والحلفاء عن اثارة الملاحظات الكثيرة حول زيارة رئيس الحكومة الى واشنطن، وهكذا تم تعطيل «لغمين» اساسيين كانا مرشحين للانفجار امس..مع العلم ان ظروف العملية العسكرية في جرود عرسال تمت الاحاطة بها خلال لقاء رئيس الحكومة مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم امس الاول، وبدا رئيس الحكومة اكثر تقبلا «للامر الواقع»، فيما تولى وزير الخارجية جبران باسيل مهمة شرح كل الملابسات التي احاطت بزيارة واشنطن، لقيادة حزب الله... مسألة القاضي شرتوني
كما نفضت جلسة مجلس الوزراء امس الغبار عن احد ملفات الفساد التي مسرحها قصور العدل في لبنان. فاثناء النقاشات وعند طرح بند تعيين محافظين، ومع الوصول الى مركز محافظ البقاع المرشح لشغله القاضي رولان شرتوني، الذي يشغل منصب رئيس محكمة السير في بعبدا، فضلا عن محكمة الاحداث، فجر وزير الداخلية نهاد المشنوق قنبلة معلنا ان المرشح المعني محال الى التفتيش القضائي للتحقيق معه في ملف فساد مرتبط باختلاس اموال تعود لصندوق محكمة السير في بعبدا، رغم ان اي قرار عن التفتيش لم يصدر بعد رغم الاستماع الى افادة القاضي شرتوني من قبل قاضي التحقيق المعين في القضية، عندها طلب تأجيل بت الموضوع الى جلسة اخرى دون ان يكون لوزراء التيار الوطني الحر اي تعليق رغم ان شرتوني مرشح التيار لهذا المركز، هو الذي انتمى اليه منذ كان تلميذا في الجامعة. «المستقبل يراوغ» انتخابيا وفي ملف الانتخابات الفرعية، اكد وزير الداخلية نهاد المشنوق انه سيتم مناقشة الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان في الجلسة المقبلة... لكن لمصادر الوزارية اكدت ان تيار المستقبل يراهن على بدء معركة تحرير جرود القاع ورأس بعلبك مطلع الاسبوع المقبل، للتذرع بالوضع الامني لتأجيل الانتخابات... تعقيدات «السلسلة» وحول سلسلة الرتب والرواتب، كشف وزير المال علي حسن خليل ان هناك امكانية لتصحيح بعض البنود في السلسلة خلال مناقشة الموازنة، معلنا الاتفاق على اعادة تفعيل اللجنة الوزارية المكلفة وضع خطة اقتصادية شاملة... ووفقا للمعلومات فان الايام العشرين المتبقية لرئيس الجمهورية لحسم موقفه ستنتهي بتقديم قانون معجل مكرر لتصحيح بعد الثغرات في البنود المتعلقة بالاساتذة، والمتعاقدين... «خلية» العبدلي قضية خلية «العبدلي» اثيرت في الجلسة، وفي هذا السياق اكد وزير الشباب والرياضة محمد فنيش ان هذه الاتهامات التي وجهت الى حزب الله، «غير صحيحة»، مؤكدا الحرص على العلاقات مع دولة الكويت... ووفقا لاوساط مطلعة على هذا الملف، فان التهم الموجهة لحزب الله «فارغة» ولا ادلة عليها، خصوصا ان الملف برمته تشوبه الكثير من علامات الاستفهام والثغر القانونية، وقد خلصت جمعيات حقوقية دولية الى اعتبار هذا الملف مسيس، وكل الادلة غير موثقة بشكل قانوني، جمعت من قبل ضباط أمنيين استخدموا وسائل غير مشروعة في التحقيقات، وهي لا تثبت اي اتهامات ضد المعتقلين بانشاء خلية تخريبية لصالح ايران او حزب الله... المصدر :الديار |