أيها الإخوة المواطنون
يا أبناء صيدا والجنوب والمخيمات والإقليم وكل لبنان...
أيها الأوفياء لنهج معروف سعد... نهج المقاومة والتحرير... ونهج النضال والتغيير.... السلام عليكم وألف تحية لكم.
في الذكرى الحادية والأربعين لاستشهاد رائد من رواد المقاومة في لبنان وفلسطين... نتوجه بالتحية إلى المقاومين البواسل... إلى أبطال جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، والمقاومة الإسلامية، والمقاومة الفلسطينية... إلى أولئك الميامين الذين بفضل تضحياتهم تحررت صيدا وبيروت... وتحرر الجبل والبقاع الغربي والجنوب... وإلى أولئك الأبطال الذين يقفون بالمرصاد للعدو الصهيوني... مستعدين لاستكمال تحرير لبنان... ومتأهبين للدفاع عن شعب لبنان، وسيادة لبنان.
والتحية للعسكريين البواسل في الجيش والقوى الأمنية الذين يقدمون الشهداء الأبرار... ويدفعون عن لبنان والشعب اللبناني خطر الظلامية والإرهاب.
ومن صيدا قلعة العروبة والمقاومة والثورة... نوجه تحية الأخوة والتضامن والنضال إلى الشعب الفلسطيني الصامد والمنتفض والثائر... التحية لشعب فلسطين، وشباب فلسطين، وأطفال فلسطين... إلى الزهرات والأشبال الذين يتصدون باللحم الحي للغزاة الصهاينة... ويجابهون العدو الصهيوني دفاعا عن القدس وفلسطين والأمة العربية.
أيها الأخوة
في ذكرى استشهاد أبي الفقراء... القائد الشعبي المدافع عن حقوق المنتجين والكادحين والمظلومين... والمناضل العروبي ضد النظام الطائفي العفن... ومن أجل التغيير السياسي وصيانة مصالح كل فئات الشعب....في هذه الذكرى نستلهم نهج الشهيد لمواجهة نظام الفشل والعجز والفساد... ومواجهة مافيات الحكم والسلطة... مافيات حيتان المال وزعامات التحريض الطائفي والمذهبي.
تلك القوى السلطوية المالية والطائفية... تلك القوى التي تتصارع في ما بينها على تقاسم الحصص والمغانم من أموال الناس... وتلجأ إلى استنفار العصبيات وتقسيم صفوف أبناء الشعب... وتدخل البلاد في أزمات سياسية طاحنة... وتقوم بتأجيل الانتخابات مرة بعد مرة....وبتعطيل المؤسسات الدستورية.
الخلافات بين تلك القوى يدفع ثمنها الشعب من حياته وأمنه واستقراره... أما التوافق في ما بينها فلا يكون إلا على حساب الشعب، وإلا على حساب حق المواطن بالعيش الكريم.
سلطة عاجزة عن إيجاد حل لمشكلة النفايات، لا لأسباب فنية أو بيئية، بل بسبب الخلاف على تقاسم العمولات والصفقات!!
سلطة تدفع بالخدمات العامة: من ماء وكهرباء ونقل عام، ومن صحة وتعليم... تدفع بها نحو التردي والسقوط والانهيار... وذلك بهدف الاستيلاء عليها وتقاسمها... وبهدف نهب المال العام وجيوب المواطنين.
وفي الوقت الذي تزداد فيه مافيات الحكم ثراء وبطرا... ينخفض مستوى معيشة اللبنانيين... وترتفع معدلات الفقر والعوز... وتتصاعد ظاهرة البطالة وهجرة الشباب... وتتفاقم حالات الطرد من العمل بذريعة مفتعلة، أو من دون أي ذريعة... ويترك الجيل الصاعد عرضة للاستغلال من قبل المتاجرين بالدين والمذهبية... وعرضة للضياع والإحباط والانحراف.
أيها الأخوة أبناء صيدا
ماذا قدمت لكم الحكومات المتعاقبة غير البطالة والركود والكساد...وغير تراجع النشاط الاقتصادي والحرفي... وغير الحرمان من الوظائف العامة؟
أين التنمية الحقيقية التي تنشط الحركة الاقتصادية، وتوفر فرص العمل للشباب؟ وماذا قدمت لصيدا شعارات الانعزال والتقوقع؟ وماذا قدمت حملات التحريض الطائفي والمذهبي؟
لم تقدم إلا التوترات، وإلا المزيد من التراجع على جميع المستويات!!
إلا أننا انطلاقا من ثقتنا الكبيرة بأصالة أبناء صيدا... وبوفائهم لتراثها الوطني المتسامح المنفتح... وتمسكهم بموقع المدينة ودورها... إن هذه المدينة ترحب بالجميع... وتدعوهم لتعزيز حضورهم في حياتها اليومية.. .وتفعيل المشاركة في مختلف أوجه النشاط العام الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والفني، وغيرها من أوجه النشاط.
ونؤكد أن صيدا تفتح ذراعيها وقلبها لجوارها في الشرق والجنوب والشمال، كما نؤكد أن مشاريع الفتنة، ومشاريع التقوقع والانعزال قد فشلت، ولن يكتب لها النجاح لأن الغالبية الساحقة من الصيداويين ترفضها، وسوف تتصدى لها كما تصدت على الدوام لأي مشروع انعزالي وفتنوي.
كما أننا على ثقة تامة بشباب صيدا، وبدورهم في التغيير السياسي والاجتماعي... وصيدا ستبقى على عهدها رائدة في معركة التغيير... كما هي رائدة في معركة التحرير... وستبقى أمينة لنهج معروف سعد... نهج الانفتاح والتقدم... ونهج الإخلاص لمصالح الشعب والوطن.
أيها الأخوة المواطنون
نظام الطائفية والعجز والفساد هو أصل البلاء... وقوى السلطة ومافياتها هي وراء كل المشاكل التي يعاني منها اللبنانيون... فلنوحد صفوفنا... ولنناضل من أجل التغيير... ومن أجل إقامة الدولة المدنية الديمقراطية... دولة العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية... ولنطالب بإجراء الانتخابات النيابية والبلدية... وبقانون عصري للانتخابات قائم على النسبية والدائرة الوطنية الواحدة.
ونحن في التنظيم الشعبي الناصري، وفي سائر القوى الوطنية والتقدمية، مطالبون بتفعيل تحركاتنا، وتزخيم نشاطنا وسط الناس من أجل تحقيق مطالب مختلف فئات الشعب، وصيانة مصالح الوطن.
ومن المؤكد أن الشعب الموحد قادر على صنع المعجزات... وأن التغيير قادم لا محالة... والأجيال الصاعدة ستصنع مستقبلا أفضل وفق إرادتها الحرة. كذلك فإن القوى العروبية التقدمية في سائر الأقطار العربية مطالبة بمواجهة الهجمة الاستعمارية الرجعية التقسيمية وأدواتها الإرهابية... كما هي مطالبة بالمزيد من الانخراط وسط الحركة الشعبية... وبالتصدي لأنظمة الاستبداد والفساد... ومجابهة الطائفية والظلامية التي تعمل على تفجير السلم الأهلي وتدمير الدول وتمزيق المجتمعات...ولنعمل جميعا من أجل وقف الحروب العبثية التدميرية في الوطن العربي...ولنعمل من أجل وضع حد لاستنزاف طاقات الأمة وثرواتها.... ولنتوجه نحو قضيتنا المركزية، قضية فلسطين... ولنناضل من أجل توفير الحياة الحرة الكريمة لأمتنا وشعوبنا.
ختاما، نكرر توجيه التحية لروح الشهيد معروف سعد، ونجدد العهد على مواصلة السير على نهجه... ونعبر عن الثقة والتفاؤل بتحقيق النصر على الأعداء... وهزيمة الاستعمار والصهيونية والرجعية والإرهاب.
كما نعبر عن الثقة والتفاؤل بالتغيير القادم على أيدي الشباب، وعن الأمل ببناء لبنان الغد... وطنا للحرية والديمقراطية والعدالة والكرامة لكل أبنائه.
والسلام عليكم.