تسابق الوضع في مخيّم عين الحلوة بين إصرار المجموعات الإسلامية المتشدّدة بالتوتير تنفيذاً لمخطّط التفجير، وبين الجهود السياسية الهادفة إلى تطويق ذيول الاشتباكات وحصرها وعدم تمدّد رقعتها، وصولاً إلى حل جذري لحالة التفلت التي يشهدها المخيّم بين الحين والآخر، جرّاء الاعتداءات والتصرّفات العبثية والتوتيرية التي تقوم بها "مجموعة بلال بدر" وعدد من مناصريه، ما يؤدّي إلى توتير الأوضاع وسقوط ضحايا وجرحى وتهجير أهالي، فضلاً عن الأضرار المادية الجسيمة في المنازل والمحال والممتلكات والبنى التحتية.
وشهد مخيّم عين الحلوة أمس خرقاً جديداً للإتفاق الثالث الذي أعلنت عنه القيادة السياسية الفلسطينية بإطلاق "مجموعة بلال بدر" النيران والقنص في الشارع الفوقاني من المخيم، وردّت "قوّات الأمن الوطني الفلسطيني" وعدد من عناصر "القوّة المشتركة" على مصادر النيران بإطلاق الهاون والأسلحة الرشاشة والمتوسّطة وقذائف الـ"آر بي جي"، كما استُخدِمَتْ في الاشتباكات القنابل، ما أدّى إلى سقوط عدد من الجرحى بينهم المسؤول في "قوات الأمن الوطني الفلسطيني" العقيد أبو شادي سبربري، حيث نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأدت الاشتباكات إلى احتراق صيدلية أحمد صليبي في الشارع الفوقاني، فيما وصل الرصاص الطائش من المخيّم إلى غرفة للتيار الكهربائي تقع بالقرب من "مستشفى دلاعة" في صيدا، ما أدّى إلى احتراقها.
وفيما استمر التوتّر مخيّماً على أجواء المخيّم يوم أمس، حيث شهد الشارع الفوقاني اشتباكات عنيفة، ارتفعت حدّتها داخل حي الطيري، وسُمِعَ انفجار القذائف مترافقاً مع أصوات الرصاص بشكل كثيف، ما أسفر عن سقوط 4 جرحى جدد، تواصلت المساعي اللبنانية الفلسطينية من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في مخيّم عين الحلوة بعد الخروقات المتتالية بين الحين والآخر.
فقد عقدت قيادتا حركة "فتح" وحركة "حماس" اجتماعاً طارئاً، بحضور سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، أمس الثلاثاء، في مقر السفارة، لمتابعة تطورات الأوضاع الأمنية في مخيم عين الحلوة.
وكانت وجهات النظر متطابقة لناحية مواجهة التطرّف والمخلّين بالأمن وأدوات الفتن في المخيم، واتفق الطرفان على العمل بموقف وطني موحّد، وجهدٍ مشترك وجماعي يحقّق مصالح الشعب الفلسطيني وأمنه واستقراره من جهة وأمن الجوار من جهةٍ أخرى.
كما تمّ الإتفاق على مواصلة الإجتماعات الثنائية ومع باقي الفصائل الوطنية والقوى الإسلامية لضمان تثبيت الأمن في المخيم وبلسمة جراح أهلنا فيه.
وثمّن المجتمعون جهود الإخوة في القيادة السياسية في منطقة صيدا لجهة المتابعة الحثيثة للأحداث في المخيم والعمل الدؤوب لتثبيت الأمن والإستقرار فيه.
بدوره، أجرى رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود اتصالا برئيس مجلس النواب نبيه بري وضعه في أجواء الاتصالات واللقاءات والتوافق الفلسطيني على التهدئة.
فيما انطلقت مسيرة جماهيرية من "مسجد النور" في الشارع التحتاني بمخيّم عين الحلوة إلى الشارع الفوقاني لفرض وقف إطلاق النار بعد وقوع اشتباكات جديدة وانهيار وقف إطلاق النار.
المسيرة الجماهيرية تعبر شوارع المخيّم طلباً لوقف إطلاق النار