أكد الأمين العام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد أن هناك دورا خطيرا تقوم به الجماعات الإرهابية في مخيم عين الحلوة يهدد الأمن الفلسطيني والأمن الوطني اللبناني، وبخاصة أنها مرتبطة بمشاريع خارجية.
ولقد سبق لهذه الجماعات ونشاطاتها الإرهابية أن ادت الى شطب بعض المخيمات؛ مثل اليرموك ونهر البارد، وهي الآن تهدد مخيم عين الحلوة ووجوده.
كما اعتبر سعد أن هناك خطرا من توسع الاشتباكات في مخيم عين الحلوة وامتدادها من حي الطيري الى كامل المخيم والى خارجه ، بخاصة وأن هذه الجماعات الإرهابية لها خلايا في معظم أحياء المخيم، وقد تسعى الى المزيد من توتير الأوضاع، كما قد تحاول إرباك الجيش اللبناني الذي يعمل على المحافظة على الأمن في محيط المخيم.
كلام سعد ورد في ردوده على أسئلة قناة الميادين.
وردا على السؤال: ما إذا كان الحل العسكري هو الحل لانهاء الاشتباكات في المخيم؟
قال سعد: إن الحل العسكري ليس هو الحل الأنسب في هذا الوضع، لأن العمل العسكري له نتائج كارثية على المخيم وعلى محيط المخيم وعلى صيدا والجنوب وعلى مجمل الأمن الوطني اللبناني، مشيرا إلى تحصن الجماعات الإرهابية بين الأهالي والسكان.
ولفت سعد إلى أن سياسات الحكومات اللبنانية المتتالية، وتراجع العمل الوطني الفلسطيني في المخيم، والانقسام الفلسطيني، وتردي الأوضاع الاجتماعية ، أدت كلها الى اهتراء الأوضاع في المخيم، كما لفت إلى أن الأمن بالتراضي ليس هو الحل لأنه يؤدي الى تكرار الأحداث والاشتباكات.
وأشارسعد الى أنه على الرغم من فشل المساعي السابقة من أجل وقف اطلاق النار، كان هناك مسعى ليلاً يستند إلى وقف إطلاق النار، وإعادة ترتيب أوضاع القوة الأمنية الفلسطينية، وانتشارها في حي الطيري. غير أن هذا المشروع باء بالفشل أيضا نتيجة هجوم مضاد شنه بلال بدر على حي الطيري فجر اليوم، وأدى الى تفجير الوضع من جديد.
ولفت سعد الى وجود محاولة جديدة لوقف اطلاق النار اليوم وأن اجتماعا سيعقد خلال بعض الوقت لهذه الغاية..
وحول هذه الجماعات وعدم استجابتها للمساعي، أكد سعد أن هدف هذه الجماعات هو السيطرة على المخيم وفرض وجودها بالقوة. وللأسف هناك نوع من المسايرة لها من قبل أطراف لبنانية وفلسطينية وشخصيات في السلطة.
وطالب سعد بتوحيد الموقف الفلسطيني لأننا في صيدا نشعر بالألم شديد، ونحن نتضرر مثل المخيم. وهذه الجماعات كانت السبب في تفجير الأوضاع في المخيم، ولا بد من وضع حد لهذا الأمر عبر موقف فلسطيني موحد، وعبر موقف لبناني موحد، مع عدم المسايرة من أطراف في السلطة اللبنانية، فنحن من يدفع الثمن في المخيم وفي صيدا والشعب لا يزال يداوي جراحه من الجولة الأخيرة من الاشتباكات في المخيم .
وأكد سعد في الختام بأنه من الصعوبة الوصول الى حل نهائي لهذ الأوضاع في المخيم، وانما الحل يكون الآن عبر وقف اطلاق نار فوري، وحفاظ القوة الأمنية على مواقعها، وتحصين الوضع عبر توحيد الموقف الفلسطيني، وعبر سياسات حكومية مدروسة تجاه المخيم لإعادة المناخ الصحي إليه، وعبر مسعى جدي ومخلص من جميع الأطراف لوقف اطلاق النار ومحاصرة هذه الجماعات سياسياً قبل أي اجراء أمني أو عسكري.
من جهة أخرى، وفي إطار المساعي الهادفة لوقف إطلاق النار ووضع حد للاشتباكات، استقبل سعد في مكتبه الشيخ ماهر حمود الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، والشيخ زيد ضاهر مسؤول حزب الله في صيدا، وذلك بحضور ناصيف عيسى، ومحمد ظاهر، وبلال نعمة أعضاء الأمانة السياسية للتنظيم الشعبي الناصري.
كما أجرى سعد للغاية ذاتها اتصالات بعدد من المسؤولين المعنيين، من بينهم: سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، ورئيس مكتب مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد فوزي حمادي، وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات.