الجمعة 25 آب 2017 11:11 ص

هل يثبت الهدوء في مخيم عين الحلوة؟!


* ثريا حسن زعيتر

شهد اليوم الثامن من اندلاع الاشتباكات في مخيّم عين الحلوة بين مجموعات «البلالين» بدر والعرقوب، وعناصر من حركة «قوات الأمن الوطني الفلسطيني» وبعض المشاركين في «القوّة المشتركة»، حالة من الهدوء، استمرت حتى ساعة صفر وقف إطلاق النار، الذي صمد هذه المرّة إثر عدد من جولات اختراقه، ليعيش أهالي المخيم من جهة، وصيدا وجوارها من جهة أخرى، ليلاً هادئاً لم يُسمع خلاله أي أصوات لإطلاق النار والقذائف، في وقت ثبّتت «القوّة المشتركة» انتشارها داخل «حي الطيري»، إثر معالجة عقبات اعترضتها.
وبدا الشارع الفوقاني، الذي كان مسرحاً للاشتباكات العنيفة، هادئاً إلا من حركة خفيفة صباحاً، نشطت خلال النهار، حيث عاد الأهالي إلى تفقد منازلهم وممتلكاتهم كما محالهم التجارية، لتكون الكارثة أشبه بزلزال ضرب المنطقة من الخسائر المادية.
وكانت الاشتباكات قد حصدت أمس الأول قتيلين لحركة «فتح» و7 جرحى، فيما أفادت مصادر أمنية في المخيّم بأنّه تمَّ العثور في بستان «الطيار» المحاذي لـ»حي الطيري» على جثّة هامدة، ذُكِرَ أنّها تعود إلى أحد مرافقي الإرهابي المطلوب المتواري داخل المخيم شادي المولوي.
رسالة وصور بدر
ولم يخرق هدوء نهار المخيّم، إلا انتشار رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي منسوبة إلى بلال بدر، يعلن فيها انسحابه من حي الطيري «لدفع المفسدة عن الناس».
ومما جاء في الرسالة المنتشرة: «إنّ العين لتدمع وإنّ القلب ليحزن لما حدث لحي الطيري من تدميره كمخيّم جِنين بطريقة وحشية وتهجير أهله ولا حول ولا قوة إلا بالله».
وتابع: «فمن أجل عدم تكرار هذه المأساة في حي الرأس الأحمر أو غيرها من أحياء المخيّم، وحفاظاً على الأرواح وخاصة ونحن في الأشهر الحرم التي كان أهل الجاهلية يُقدّرونها ونحن على أعتاب عيد الأضحى المبارك، فمَنْ أجل أهل المخيّم قرّرتُ أنْ أترك حي الطيري ليس خوفاً من أحد ولكن لأنّ الأمر دين وفيه دفع مفسدة عن الناس.. أخوكم بلال بدر .. أبو مالك».
كما أرفقت الرسالة بصور يبدو فيها بدور ومناصروه ملثمي الوجوه، وكان من بينهم عمر الناطور.
إضرام نار
وسُجّل إضرم نار في أحد منازل «جبهة التحرير الفلسطينية» في «حي الطيري»، بعد وقت قصير من الدخول إليه وتفقّد الأضرار التي لحقت به وهي جسيمة، وهو ليس المنزل الوحيد الذي تعرّض للحرق منذ اندلاع الاشتباكات الخميس الماضي.
فيما تبادلت حركة «فتح» والناشطون الإسلاميون التهم بإحراق المنازل في الحي انتقاما وفق الانتماء السياسي.
وأبلغ مسؤول فتحاوي إنّ قيادتَيْ حركة «فتح» و»الأمن الوطني الفلسطيني» عمّمت على عناصرهما أوامر صارمة ومشدّدة بالحفاظ على منازل وممتلكات أبناء المخيّم، وخصوصاً المناطق التي يتواجدون فيها وفي حي الطيري تحديدا بما فيها منزل الإسلامي المتشدّد بلال بدر ومنازل كافة المنتمين له.
في وقت باشر فريق صيانة الكهرباء في اللجنة الشعبية لفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» بالمخيّم، مهامه في إصلاح الأضرار التي نالت الشبكة الكهربائية جرّاء الاشتباكات.
وتأتي مبادرة فريق الصيانة بعد حالة الهدوء التي بدأت تسود أرجاء المخيّم، لاسيما في الشارع الفوقاني، بمرافقة أمين السر اللجنة وعدد من أعضائها، على أمل إعادة التيار الكهربائي بأسرع وقت ممكن.
لقاءات ومواقف
{ وفي المواقف، شدّد نائب رئيس المكتب السياسي لـ»الجماعة الاسلامية» في لبنان الدكتور بسام حمود، على «الدور المعوّل للعمل المشترك بين جميع الفصائل والقوى سياسياً وأمنياً لتحقيق الأمن والاستقرار في مخيّم عين الحلوة ومنطقة صيدا».
ولفت خلال استقباله في مركز الجماعة بصيدا، المسؤول السياسي لحركة «حماس» الدكتور أحمد عبد الهادي، يرافقه مسؤول منطقة صيدا أيمن شناعة، ومسؤول العلاقات اللبنانية زياد حسن، بحضور رئيس مكتب «هيئة علماء المسلمين في صيدا» الشيخ علي السبع أعين، وعضو اللجنة السياسية لـ»الجماعة» أحمد الحبال، وجرى التداول بالأحداث المؤسفة الأخيرة في مخيم عين الحلوة، إلى أن «الجماعة» آثرت «عدم إصدار أي بيان أثناء الأحداث المؤسفة التي حصلت، لأننا كما كل المواطنين سئمنا من الإدانة والاستنكار في الوقت الذي تستباح فيه الحُرمات وتسفك فيه الدماء في حروب عبثية، الخاسر الأول فيها هو الشعب الفلسطيني بكل ألوانه السياسية، وتدفع القضية الفلسطينية ومشروع حق العودة الثمن الباهظ من هذه الخسارة بعد الأرواح والممتلكات».
وأضاف: «لذلك كانت كل اتصالاتنا تصب في خانة وقف اطلاق النار ووأد الفتنة وتغليب مصلحة المخيم والتشديد على القرار الفلسطيني الموحد والمرجعية الأمنية المشتركة لضبط الأمن داخل المخيم وبينه وبين الجوار ورفض أي اخلال بالأمن في لبنان انطلاقاً من المخيم».
وختم: «الآن وبعد انتهاء هذه المحنة نشدد على الدور المعول على العمل المشترك بين جميع الفصائل والقوى سياسياً وأمنياً لتحقيق الأمن والاستقرار في المخيم ومنطقة صيدا».

المصدر :اللواء