الاثنين 28 آب 2017 09:18 ص

أهالي "الطيري" صُدِموا من هول الدمار والخسائر.. ودعوات للإسراع بالتعويض


* هيثم زعيتر

يترقّب أبناء مخيّم عين الحلوة مدى الإلتزام بما تمَّ التوافق عليه خلال اللقاء الذي عُقِدَ في دارة مجدليون، بدعوة من النائب بهية الحريري، ومشاركة فاعليات صيداوية، وممثّلين عن مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية، الوطنية والإسلامية، وتنفيذ البنود الأربعة التي تم التوافق عليها في ما عُرِفَ بإسم "وثيقة مجدليون".
وتنص الوثيقة على تثبيت وقف إطلاق النار، دعم وتعزيز "القوّة المشتركة"، ملاحقة جميع المطلوبين من مختلف الجنسيات من قِبل موقعي الوثيقة، تنظيم اجتماعات دورية بين القوى الفلسطينية وبينهم وبين المسؤولين الأمنيين اللبنانيين، لا سيما مخابرات الجيش اللبناني، بلسمة جراح أهالي حي "الطيري" بأسرع وقت ممكن.
ويأمل أبناء المخيّم أنْ تكون جولة الاشتباكات التي وقعت، الأخيرة، وألا تُخرق مجدّداً كلّما أراد بعض الإسلاميين المتشدّدين ذلك، لحسابات شخصية، أو تنفيذاً لأجندة محلية أو خارجية.
جولة الاشتباكات التي كانت شرارتها اعتداء "مجموعة بلال العرقوب" على مقر "القوّة المشتركة" في "قاعة سعيد اليوسف" أسفرت عن خسائر فادحة بسقوط 6 ضحايا وحوالى 50 جريحاً، وتدمير عدد كبير من المنازل والمحال بشكل كلّي أو جزئي، والبعض منها كان قد تمّت إعادة ترميمه إثر اعتداء "مجموعة بلال بدر" على "القوّة المشتركة" (7 نيسان الماضي)، أثناء محاولة نشرها عند المدخل الفوقاني لسوق الخضار.
هذا فضلاً عن تدمير وتضرّر أعداد كبيرة من السيارات والبنى التحتية )من أسلاك التيار الكهربائي وخطوط الإنترنت وخزانات وقساطل المياه(، ناهيك عن اضطرار عدد كبير من العائلات للنزوح عن منازلها في أحياء: الطيري، الصحون، الراس الأحمر، الصفصاف، سوق الخضار وجبل الحليب، إلى أماكن أكثر أماناً داخل المخيّم وخارجه.
وخلال يومي السبت والأحد قام الأهالي في هذه الأحياء بتفقّد مساكنهم، فصُدِموا من هول الدمار والخسائر.
في غضون ذلك، استمر تواجد "قوّات الأمن الوطني الفلسطيني" في حي "الطيري"، حيث سمح للأهالي بالدخول إلى الحي للإقامة في المنازل غير المتضرّرة، أو الاطمئنان ومعاينة منازلهم، ومنع دخول غير أبناء الحي إليه لمنع السرقة، فيما سُجّل انكفاء مسلّحي مجموعتَيْ "بلال بدر" و"بلال العرقوب" إلى حي "الصفصاف".
وأقفل أهالي حي "الطيري" الطريق الرئيسية في الشارع الفوقاني بالعوائق الحديدية والأتربة، مطالبين بدفع تعويضات مالية عن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم من منازل ومحال تجارية جرّاء الاشتباكات الأخيرة.
فيما شهد سوق الخضار بالمخيّم حركة نشطة، حيث أصدر أصحاب المحلات بياناً أكدوا فيه، أنّه على الرغم من كل ما حدث من أضرار جسيمة إلا أنّ السوق سوف يعاود فتح المحلات ليلاً مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك.
إلى ذلك، أعاد عناصر الجيش اللبناني على حاجز "مستشفى صيدا الحكومي" عند مدخل مخيّم عين الحلوة الفوقاني، فتح الطريق أمام السيارات بعد إغلاقه لفترة قصيرة، بسبب إشكال فردي حصل بين عناصر الجيش وأحد أبناء المخيّم عند الحاجز، ما أسفرعن إغلاقه أمام السيارات واستنفار عناصره.
وشُهِدَ في المقابل انتشار لـ"قوّات الأمن الوطني الفلسطيني" لضبط الوضع داخل المخيّم، وفق إصرار على تسليم المعتدي الذي أشهر السلاح بوجه الجيش اللبناني.

وأرخت نتائج الاجتماع اللبناني - الفلسطيني الموسّع، الذي عُقِدَ بدعوة  من النائب الحريري في دارة مجدليون بظلالها.
شارك في الاجتماع: الرئيس فؤاد السنيورة، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومشرف الساحة اللبنانية عزام الأحمد، سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن فوزي حمادة، قائد منطقة الجنوب الإقليمية للدرك العميد سمير شحادة، رئيس مكتب مخابرات الجيش في صيدا العميد ممدوح صعب، نائب رئيس المكتب السياسي لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان الدكتور بسام حمود والمسؤول الاجتماعي حسن أبو زيد، منسّق عام "تيار المستقبل" في الجنوب الدكتور ناصر حمود والمسؤول التنظيمي المحامي محيي الدين الجويدي، رئيس "جمعية تجار صيدا وضواحيها" علي الشريف  وعدنان الزيباوي.
وفلسطينياً حضر:
- عن فصائل "منظّمة التحرير الفلسطينية" أمين سر قيادة الساحة اللبنانية لحركة "فتح" فتحي أبو العردات، أمين سر الحركة في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، عضو المكتب السياسي لـ"جبهة التحرير الفلسطينية" صلاح اليوسف، عضو اللجنة المركزية لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" عدنان أبو النايف، مسؤول "حزب الشعب الفلسطيني" غسان أيوب، مسؤول "الجبهة العربية الفلسطينية" محيي الدين كعوش، مسؤول "جبهة النضال" تامر عزيز، مسؤول "جبهة التحرير العربية" حسين رميلي، مسؤول حزب "فدا" مصطفى مراد ومسؤول "اللجان الشعبية الفلسطينية" في لبنان أبو إياد شعلان.
- وعن "تحالف القوى الفلسطينية": المسؤول السياسي لحركة "حماس" في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي ومسؤول الحركة في منطقة صيدا أيمن شناعة، مسؤول العلاقات السياسية لـ"حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان شكيب العينا ومسؤول الحركة في منطقة صيدا عمار حوران، مسؤول "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" غازي دبور، مسؤول حركة "فتح – الانتفاضة" حسن زيدان، مسؤول منظّمة "الصاعقة" أبو الحكم معروف ومسؤول "جبهة النضال" خالد كردية.
- وحضر عن "القوى الإسلامية": رئيس "الحركة الإسلامية المجاهدة" الشيخ جمال خطاب، مسؤول "عصبة الأنصار الإسلامية" الشيخ أبو طارق السعدي ونائب الأمين العام لـ"حركة أنصار الله" محمود حمد.
الحريري
استهلت النائب الحريري اللقاء بكلمة رحّبت فيها بجميع الحاضرين، معتبرة أن "هذا المشهد الذي نراه في هذا اللقاء، هو ما يجب وما نريد أن يبقى دائماً يجسد الحرص المشترك بين كل الأخوة الفلسطينيين على كل ما يجمع، وفي مقدّمها قضية فلسطين، القضية المركزية للشعب الفلسطيني وأمن أهلنا في المخيّمات، ولا سيما عين الحلوة، وأمن أهلنا في الجوار ولا سيما صيدا، حاضنة القضية والشعب الفلسطيني بكل فخر واعتزاز، كما هو تجسيد للتعاون الفلسطيني اللبناني، وتعزيز العلاقات المشتركة بما يساهم في تحصين أمن لبنان والمخيّمات".
ورأت أنّ "الأحداث الأخيرة والمتكرّرة في مخيّم عين الحلوة، وما نتج عنها من مآسٍ ومعاناة لأبناء المخيّم، ومن تداعيات على المدينة والجوار، تتطلب من الجميع بما نلمس لديهم من شعورٍ عالٍ بالمسؤولية، والحرص على القضية والشعب الفلسطيني وأمن المخيّم والجوار، العودة إلى العمل الفلسطيني المشترك من أجل التصدي لكل الأخطار التي تحدق بمخيّمهم وقضيتهم، ولذلك فنحن نأمل أن نخرج بهذا اللقاء بآليات عملية تعبّر عن هذه المسؤولية وبالتعاون مع القوى الأمنية والعسكرية الحاضرة اليوم معنا، والذين نثمّن جهودهم عالياً".
مقرّرات اللقاء
ثم كانت مداخلات لممثّلي القوى الفلسطينية والفاعليات الصيداوية المشاركة تطرّقت إلى الأحداث الأخيرة، ووجهة نظر كل من الأفرقاء الفلسطينيين منها، حيث انتهت إلى طرح أفكار ومقترحات لمعالجة أسباب وتداعيات تلك الأحداث بالتعاون بينهم وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية.
وجرى التوافق على نقاط عدّة أعلنها الأحمد، قائلاً: "صباحاً (الجمعة) التقيت بالأخت "أم نادر" في مكتبها ببيروت وأبلغتني عن اقتراح هذا الاجتماع، فرحّبنا بحرارة بالمشاركة فيه بحضور كل الفصائل الفلسطينية دون استثناء، قوى وطنية وإسلامية وفاعليات صيداوية، وفي مقدّمتهم الأخت "أم نادر" صاحبة هذا المنزل، الذي بالفعل هو بيت لكل اللبنانيين والفلسطينيين، وتؤكد حرصها على الوضع الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وأمن واستقرار مخيّم عين الحلوة ومدينة صيدا ومحيطها، وأيضا حضور رئيس بلدية صيدا والرئيس السنيورة ومشايخ صيدا، أكد على التلاحم الفلسطيني اللبناني في مدينة صيدا بشكل ينحني الإنسان له احتراماً، ويؤكد على أننا أصحاب قضية واحدة، القضية الكبرى، القضية الفلسطينية، وضرورة المحافظة عليها، وقطع الطريق على كل محاولات ضربها من الإحتلال الصهيوني أو عبر طرق أخرى، لذلك جرى بحث الأوضاع المؤسفة الأخيرة التي جرت في حي "الطيري" في عين الحلوة نتيجة تصرفات بعض الخارجين عن القانون، والمطلوبين سواء للقوى الفلسطينية أو للدولة اللبنانية، الذين تسببوا بخسائر فادحة في حي "الطيري" وهجروا أهل في ظل هذا الصيف الحار وأصبحوا مشردين هنا وهناك".
وأضافك "اتفقنا بعد النقاش بشكل ملزم للجميع على:
1- التمسّك بالعمل الفلسطيني المشترك وبـ"القوّة الأمنية المشتركة"، وتعزيز دورها ومساندتها، خاصة من قِبل "الأمن الوطني الفلسطيني" وهو القوة الأمنية التابعة لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" والتي تتواجد وتقوم بواجباتها وفق الاتفاق مع الدولة اللبنانية.
2- اعتبار جميع المطلوبين والخارجين عن القانون في المخيّم، سواء فلسطينياً أو لبنانياً، هم هدف للموقّعين على هذه الوثيقة، ومطلوبون يجب استمرار البحث عنهم وتسليمهم للدولة اللبنانية.
3- تنظيم اجتماعات دورية بين القوى الفلسطينية وبينهم وبين المسؤولين الأمنيين اللبنانيين، ولا سيما مخابرات الجيش اللبناني، وتكون هناك اجتماعات دورية باستمرار لبحث كل المشاكل المتعلّقة بالمحافظة على وحدة الموقف الفلسطيني وأمن واستقرار المخيّم، ووحدة الموقف الفلسطيني اللبناني الصيداوي أولاً باعتباره أساساً للأمن في لبنان كله، وجزء لا يتجزأ من أمن واستقرار لبنان، الذي تحاول القوى التخريبية والتكفيرية والارهابية تخريبه لصالح أعداء لبنان وأعداء فلسطين وأعداء الأمة جمعاء.
4- بلسمة جراح أهلنا في حي "الطيري"، وتسهيل عودتهم بأسرع وقت ممكن إلى منازلهم، وحتماً القيادة السياسية لن تتركهم، ومعروف أنّ هناك لجنة مشتركة من كافة القوى يتولّى مسؤوليتها ماهر شبايطة، ستتابع هذا الموضوع لتعجيل عودتهم بأسرع وقت ممكن، وبحث كل الأضرار التي سببتها الخلافات والخسائر، لنعمل على معالجتها بأسرع وقت ممكن، وأهم مساعدة لهم ألا تتكرّر مأساة نهر البارد، ولا تتكرّر مأساة مخيّم اليرموك، هذه أكبر مكافأة لهم، لكن لن نتركهم وحيدين يجابهون الالتزامات التي هم بأمس الحاجة إليها، هذه النقاط ستترجم بتأمين عودتهم ومساعدتهم على إصلاح الأضرار".
 


وشهدت مدينة صيدا جولات عدة لقوى فلسطينية التقت قيادات صيداوية سياسية وروحية وحزبية وأمنية لاطلاعها على حقيقة اشتباكات مخيم عين الحلوة ومخاطرها.

 

المصدر :اللواء