برعاية وحضور معالي النائب السيدة بهية الحريري ومشاركة رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ، وبدعوة من رئيس وأعضاء المجلس البلدي ، أقيمت في قاعة الحاج مصباح البزري الكبرى في القصر البلدي ندوة بيئية لطرح حل متكامل لأزمة النفايات عرضها الخبير الأستاذ جمال عبدالقادر عيتاني ، صاحب براءة اختراع وشهادة بتسجيل أثر أدبي وفني في هذا الخصوص . وتخلل الندوة تكريم رئيس إتحاد بلديات صيدا الزهراني رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي تقديرا لإنجازات بلدية صيدا البيئية في عهده.
وتقدم حضور الندوة : ممثل رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة المهندس طارق بعاصيري، ممثل النائب علي عسيران الدكتور عزيز عسيران، ممثل محافظ بيروت الأستاذ زياد شبيب الحاج عصام برغوت، الأرشمندريت جهاد فرنسيس ممثلا راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي بشارة الحداد، والمونسنيور الياس الأسمر ممثلا راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، سفير جامعة الدول العربية الأستاذ عبدالرحمن الصلح، ومديرعام جمعية الصناعيين في لبنان الأستاذ طلال حجازي ممثلا رئيس الجمعية الأستاذ فادي الجميل ، وصاحب شركة الشرق الأوسط للتنمية وكيل سيارات هاينو السيد علوان شراباتي ، وشخصيات وممثلون عن هيئات سياسية وإقتصادية وبلدية وبيئية إجتماعية وتربوية وأمنية وعسكرية وصناعية وتجارية ونقابية وشبابية واعلامية ومنتديات ومهتمون .
وكان في إستقبال الحضور رئيس البلدية المهندس السعودي ونائبه الأستاذ إبراهيم البساط وأعضاء المجلس البلدي: رئيس اللجنة البيئية الدكتور حازم بديع والمهندس علي دالي بلطة والدكتور ناصر حمود والأستاذ محمد القبرصلي والمهندسان محمد البابا ومحمود شريتح والأستاذ إبراهيم الراعي والأستاذ كامل كزبر ومستشار الأستاذ السعودي المهندس محمد الزين.
وقائع الندوة
بداية النشيد الوطني اللبناني ، فترحيب من الأستاذ كزبر ، الذي أكد بأن موضوع الندوة هو موضوع الساعة وكل ساعة لأنه مرتبط بصحة الإنسان والبيئة التي نعيش فيها ، وبخاصة وأن بلدية صيدا برئاسة الأستاذ السعودي أعطت الهم البيئي الأولوية فكانت الإنجازات البيئية تسجل لصيدا ولبلديتها والهم اليوم التخلص من العوادم الناتجة عن عمليات معالجة وفزر النفايات وإن شاء الله يتحقق ذلك قريبا.
السعودي :
ثم تحدث رئيس البلدية المهندس السعودي فقال: زميلي الأستاذ كزبر تحدث عن النفايات وكيف كانت صيدا سباقة في حلها، ولكن برزت عندنا مشكلة عوادم النفايات التي لا يريد أحد ان يستقبلها او يساعدنا في ذلك ، ولكن إن شاء الله سنصل لحل هذا الأمر أيضا بالمتابعة الدؤوبة .
وقال: يشكل الموضوع البيئي هما أساسيا يشغل بال كل المعنيين في الشأن العام، سواء على المستوى الرسمي في الدولة ومؤسساتها، او على المستوى الشعبي وجمعياته الأهلية. من هنا كان ضروريا وجود تكامل بين القطاعين الخاص والعام لكي لا يحصل اي ازدواجية في المجهود او سوء تنسيق يؤدي إلى عدم الوصول إلى الأهداف المرجوة او يضيع فرصة الوصول إلى أهداف أعلى .
وعلى هذا الأساس انطلقنا في بلدية صيدا في شراكة مع القطاع الخاص لحل أزمة النفايات في المدينة، والتي أدت إلى إزالة جبل النفايات الذي كان نتيجة سياسة معالجة خاطئة للنفايات على مدى سنين . وقد وصلنا الآن إلى مرحلة من التعاطي مع هذا الملف أدت إلى أن تكون صيدا خارج دائرة المعاناة مع النفايات في الوقت الذي كان لبنان كله في فترة معينة يعاني من تكدسها في شوارع المدن وحتى العاصمة بيروت والتي وصلت تغطيتها الإعلامية إلى كل العالم في مشاهد منفرة أساءت كثيرا إلى صورة لبنان البيئية في الخارج.
هذه التجربة النموذجية في صيدا والرائدة في لبنان تم دراستها من قبل الكثير من البلديات ووزارة البيئة للاستفادة منها وتطبيقها في نطاق بلديات أخرى ومع ذلك نحن نقر أن صيغتنا ما زالت بحاجة إلى بعض الخواتيم لكي تكون ليست فقط نموذجية بل مثالية.
وفي هذا المجال تبرز الكثير من الجهود لاسيما ما وضعه الخبير البيئي السيد جمال عبد القادر عيتاني، والذي يشرفنا أن نستضيفه اليوم في بلدية صيدا ونتطلع للتعرف إلى ما عنده من إضافات تغني تجربتنا وتوصلنا إلى آلية لحل متكامل لأزمة النفايات. ونأمل أن تكثر هذه المبادرات من قبل المواطنين الفاعلين وذوي الخبرة لان القطاع العام غالبا ما ينحصر دوره في تطبيق الآليات وليس المبادرة إلى وضعها . وبإذن الله بهمة كل الغيورين على المصلحة العامة نأمل أن نورث أبناءنا بيئة نظيفة لهم والأجيال التي ستأتي من بعدهم . باسمي وباسم بلدية صيدا أرحب بكم جميعا .
عيتاني
ثم تحدث الخبير البيئي الأستاذ جمال عيتاني الذي إستهل كلمته منوها "بما قام به مجلس بلدية صيدا برئاسة الأستاذ محمد السعودي من إنجازات بيئية وأهمها التخلص من جبل النفايات وإقامة حديقة عامة مكانه، وغيرها من الإنجازات البيئية التي تسجل لبلدية صيدا ولهذه المدينة المعطاءة والتي بفضل رعاية السيدة بهية الحريري وفاعليات المدينة كانت هناك الكثير من المبادرات التي تم إحتضانها وتبنيها.
لذلك إرتأيت أن أتي إلى صيدا لأعرض فكرة براءة إختراعي لعل هذه الفكرة ترى النور وتطبق في مدينة صيدا فتكتمل وترتقي ببيئتها إلى أعلى المستويات ، فيما الكثير من المناطق والبلدات في لبنان لا تزال تعاني من أزمة النفايات وكيفية التخلص منها ومعالجتها .
وقال : لقد واكبت تغير الأنماط و الطرق المتعددة لرفع النفايات منذ نشأتي في الستينيات , وما اثار فضولي و تركيزي حاليا هو الحال الغير مقبول الذي وصل اليه موضوع النفايات و تعاظمه السلبي المستقبلي المحتم .
لقد أصبح المواطنون محاصرون بمضار النفايات أينما حلوا, في الطرقات و الأجواء و البحر و الطبيعة و حتى في المزروعات و المياه الجارية و الجوفية و في الهواء الذي يتنشقونه , والنتيجة تفشي الأوبئة والأمراض المؤذية التي تصيب الصغار والكبار كما تصيب الوطن في اقتصاده و تشويه صورته.
ان الحال المذري والمتدهور لواقع النفايات الحالي , لا يعود على المتواجدين في لبنان بشكل عام وعلى المواطنين بشكل خاص , على مدار الساعة , الا بالاضرار بهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة , و كذلك بالتأثير السلبي المتعاظم على الوضع الصحي و البيئي و السياحي والاقتصادي للمجتمع بكامله .
مع التنويه , لقد أثر الاكتظاظ السكاني الهائل و النمو العمراني المتسارع الى التدني الملحوظ في عدد مواقع حاويات النفايات المنتشرة على الطرقات تحديدا في المناطق السكنية والاقتصادية والسياحية وفي الأسواق التجارية , ذلك نتيجة لرفض المواطنين الدائم لوجود الحاويات في مناطقهم بسبب وضعها الحالي , مما أدى الى حصر وجود غالبية مواقع الحاويات أمام وحول المستشفيات والمدارس والجامعات ودور العبادة والحدائق العامة والملاعب الرياضية وعلى الطرق الرئيسية البارزة وغيرها .
لذلك , ولمعالجة الوضع الحالي لواقع النفايات والحد من مخاطره الجسيمة, يستوجب علينا جميعا العمل معا والاسراع بتغيير و تنظيم أنماط وأشكال وجود حاويات النفايات المنتشرة على الطرقات, و طريقة تفريغها ونقلها وأسلوب فرز محتوياتها , والاستفادة من مختلف أنواع النفايات بتأمين حمايتها المدروسة من أي عبث أو فرز مسبق .
هذا ما دفعني على التصميم في التوصل الى حل ينقذ المواطن و الوطن من المحنة القاسية و الأزمة المتفاقمة التي ينتجها عبئا عليهم الوضع الحالي لواقع النفايات .
وأضاف: من هذا المنطلق كانت فكرة إختراعي الذي قمت بتسجيله والحصول على براءة إختراع من وزارة الإقتصاد والتجارة برقم 9702 تاريخ 8-6-2012 ، وكأثر أدبي وفني في الوزارة بتاريخ 5-7-2012، والمتضمن " طريقة جديدة لتغيير وتنظيم طرق وأساليب عمليات رفع النفايات ووضعية حاويات النفايات المنتشرة على الطرقات، وطريقة تفريغها ونقلها وفرز محتوياتها المحمية من أي عبث أو فرز مسبق، للتخلص من الأضرار الجسيمة الناتجة عن واقع النفايات الحالي وذلك لمدة عشرين سنة إعتبارا من تاريخ تسجيل طلب البراءة .
ثم عرض الأستاذ عيتاني لمجمل فكرة براءة الإختراع والتي تتلخص بتأمين سيارات حاويات خاصة مختلفة الأحجام وبداخلها مستوعبات مختلفة الألوان لنقل النفايات بحيث يتم جمع النفايات فيها بدلا من مستوعبات الطرقات، وبعد إمتلائها يتم تأمين سيارات بديلة في نفس المكان وتتوجه الأساسية إلى معامل الفرز لتفريغ حمولتهها حسب نوع النفايات.
ولفت إلى أن لتطبيق الإختراع ألية خاصة تتضمن تدريب العاملين والسائقين وتحديد نقاط مواقع وقوف الأليات واستخداث محطات إستبدال ، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الفرز من المصدر وترشيد خفض كمية النفايات وضبط النفايات الطبية والعيادية والمخبرية والصيدلية ، وفصل النفايات حسب نوعها ، والحصول على نفايات عضوية مميزة بدون شوائب، وتشجيع صناعة النفايات بعدم الإحتكار وبيع أنواع النفايات بطريقة المزايدة شهريا إبتداءا بالسعر المحدد من المراجع المختصة.
أما عن فوائد ونتائج الإختراع فعرضها الخبير عيتاني كالتالي: تحقيق العيش في بيئة نظيفة وصحية وحضارية ، والحد من تفاقم أزمة النفايات والإنتهاء من أضرارها ، تحويل النفايات من واقع ضار إلى واقع منتج وإستثماري ، والإنتهاء من تكاثر جبال ومطامر النفايات والمكبات العشوائية، والقضاء على تلوث البحر والأنهار ومصادر المياه الجارية والجوفية، تحقيق التوصل إلى نفايات عضوية سليمة ومفيدة، تأمين فرص عمل لائقة، خلو الأجواء من الهواء الملوث وحماية المزروعات ، وتحقيق المحافظة على تاريخ ومستقبل وصورة الوطن.
درع تقديري
بعد ذلك قدم الخبير عيتاني درعا للمهندس السعودي تقديرا لعاطاءاته على رأس المجلس البلدي والإنجازات التي تحققت في عهده. وكتب في الدرع:هناك أشخاص بوجودهم فقط يكتمل معنى الحياة.
الحريري
ثم تحدثت معالي النائب الحريري فقالت :أتوجّه بالشّكر والتّقدير إلى سعادة رئيس المجلس البلدي لمدينة صيدا .. والسادة أعضاء المجلس البلدي .. على دعوتهم الكريمة إلى هذا اللقاء لتهنئة الأستاذ جمال عيتاني على ابتكاره طريقة جديدة في رفع النفايات وتفريغها .. ويأتي هذا الإبتكار تعبيراً عن الواقع البيئي المتطور في مدينة صيدا والذي أصبح يستدعي عمليات دائمة من التّطوير والإبتكار كي لا نقع مجدداً في حال من الإهمال والتراجع .. ويجب أن نحفّز التفكير الدائم على الأساليب والأدوات الجديدة والمبتكرة.. لكي يكون الموضوع البيئي في صيدا محل إهتمام الجميع بدون إستثناء .. ولا بدّ أن أثني على شابات وشباب البرنامج التدريبي لنموذج محاكاة مجلس الوزراء على حسن إهتمامهم بالأمور البيئية ..
وإنّني أدعو الجميع إلى مواكبة كلّ تطوّر في هذا المجال .. لأنّنا نريد دائماً أن تبقى صيدا البيئة صديقة للبيئة .. وادعو كلّ المدارس والأندية والجامعات إلى تعزيز الوعي البيئي لرفع مستوى المسؤولية البيئية الفردية والجماعية لكلّ أهالي صيدا والجوار ..
وإنّني أهنئ الأستاذ جمال عيتاني على براءة إختراعه الجديد .. وعلى روح المسؤولية العالية لديه.. وأكرّر شكري إلى رئيس وأعضاء مجلس بلدية صيدا.. وعشتم وعاش لبنان
وفي مداخلة لها ردا على احد الأسئلة التي طرحت خلال اللقاء قالت النائب الحريري :
هذه الفكرة التي طرحت جديدة وولكنها تحتاج إلى أن تقوم على عمل تعاوني من كل الأطراف الموجودة والبلدية هي الحاضنة لهذا الموضوع . ولقد اختار الأستاذ جمال صيدا لعرض الفكرة لأن صيدا حلت جزءا من مشكلتها البيئية وطموحنا ان يكون حلا مثاليا وليس فقط آنيا وكل مشروع تقوم به انت بحاجة لتطويره وحتى خطة المعالجة تحتاج لتفكير دائم بالمستجد لأنك عندما تطبق قد تحصل لديك مشاكل في التطبيق ، والأستاذ جمال اختار ان ياتي الى المدينة ويعرض هذا الموضوع والبلدية ستحدد عدة ورش عمل بمشاركة إختصاصيين لتعرض آلية التطبيق وهناك عدة خطوات قادمة والفكرة ستناقش ولا شي لا يناقش ولم نات لنقول لكم ان المشهد مثالي .لدينا مشكلة حقيقية ؟. يحب ان نحدد هذه المشكلة ونضع خطوات لتطبيقها .
بعد ذلك عرض الخبير عيتاني لألية جمع النفايات أمام عدد من السيارات المخصصة لنقل الحاويات وفقا لبراءة إختراعة.