كشفت قناة تلفزيونية تركية امس أن "قوات خفر السواحل اليونانية أوقفت سفينة محمّلة بالأسلحة قبالة سواحل جزيرة كريت، كانت محملة بست حاويات، منها 2 مملوءتان بالأسلحة والذخيرة، كانت متجهة من تركيا إلى لبنان.
وبحسب تلك القناة فان السلطات اليونانية احتجزت طاقم السفينة وهم 11 شخصاً، هم ستة سوريين وأربعة هنود ولبناني.
وكانت السفينة انطلقت من مرفأ مرسين في تركيا قبل أن توقفها السلطات اليونانية قرب سواحل كريت.
ولفتت صحيفة "السفير" ان السفينة تشبه الى حد ما السفينة "لطف الله 2" التي كانت متجهة الى مرفأ طرابلس في نيسان من العام 2012، وأوقفها الجيش اللبناني بعد دخولها الى المياه الاقليمية.
وتحمل السفينة اسم "ترايدر" وكانت ترفع علم توغو، وقد باشرت السلطات اليونانية التحقيق معهم لمعرفة مصدر السلاح والجهة التي كانت ستتسلمه في لبنان.
وبحسب الصحيفة فقد ترك توقيف هذه السفينة سلسلة تساؤلات حول الجهة المرسلة إليها؟ ومن هي الجهة التي دفعت ثمنها؟ وهل هي إشارة الى أن ثمة قرارا بتفجير الوضع الأمني في بعض المناطق اللبنانية؟ وهل هذه الحمولة هي عبارة عن شحنة أولى؟ وهل يتعلق الأمر بما أشيع عن اقتراح عربي بفتح الجبهة الشمالية على الحدود اللبنانية ـ السورية في وادي خالد بعكار لإرباك الجيش السوري؟ أم هو للاستخدام في الداخل اللبناني من أجل زعزعة الاستقرار في ظل السخونة السياسية الحاصلة؟
في المقابل اشارت مصادر أمنية واسعة الاطلاع، الى ان السلطات اللبنانية تنتظر نتائج التحقيقات التي تجريها السلطات اليونانية مع الأشخاص الذين كانوا على متن السفينة، وأن لا معلومات حتى الآن حول المرفأ الذي كانت سترسو على رصيفه، مشددة على أن وصول كميات الأسلحة هذه الى مرفأي بيروت وطرابلس هو بمثابة انتحار لأصحابها، لأن المرفأين مجهزان بآلات الكشف (سكانر) على كل البضائع للكشف على كل ما تتضمنه الحاويات، لا سيما في مرفأ طرابلس الذي بدأ حديثا باستقبال الحاويات على رصيفه الجديد.
ورجحت المصادر أن يكون السيناريو هو تفريغ الحاويتين المحملتين بالسلاح في عرض البحر، ومحاولة إدخال الكميات عبر زوارق بحرية الى أماكن أو شواطئ غير مراقبة، ونقلها من هناك الى المستودعات المخصصة لها لافتة الانتباه الى أن هذا الأمر قد يكون ممكناً لكنه صعب وفيه مخاطرة كبيرة جداً، لأن الرقابة الأمنية بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة.
وفي هذا الاطار أكد مدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر، أن السفينة "ترايدر" لم يسبق لها أن رست في مرفأ طرابلس، وأن وصولها لم يكن منتظراً، مؤكداً أن الإجراءات الأمنية من قبل مخابرات الجيش والأمن العام شديدة للغاية، وأن كل الحاويات والبضائع التي تصل الى المرفأ تخضع لتفتيش دقيق جداً، وبالتالي فإن إدخال السلاح عبر مرفأ طرابلس يعتبر من سابع المستحيلات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الحكومة اليونانية تاكيده احتجاز سفينة تحمل أسلحة كانت متجهة إلى أزمير، موضحاً أن محطتها النهائية كانت لبنان، وأن "عملية احتجاز السفينة قبل يومين تمّت بناء على معلومات حصلت عليها الأجهزة الأمنية اليونانية"، مشيراً إلى فتح تحقيق في الموضوع.
في المقابل أكد مسؤول يوناني آخر احتجاز السفينة، لكنه أشار إلى أن "حمولتها عبارة عن بنادق صيد".
وفي السياق قالت مصادر أمنية لبنانية لصحيفة "الاخبار" إن الكشف عن السفينة التي تحمل اسم "ترايدر" يعني أن لبنان ساحة مستهدفة، خصوصاً في ظل الفرضية الأقرب إلى أن "جهة رسوّ السفينة ستكون لبنانية"، لأن "ليس بالإمكان أن يكون الهدف نقل السلاح إلى سوريا، نتيجة عدم وجو ممرّ آمن يتيح ذلك".
ورأت المصادر أن في هذا التطور تأكيداً على أن هناك جهات تسعى إلى تفجير الساحة اللبنانية بالتزامن مع احتدام الأزمة. وفي هذا الإطار افادت المعلومات أن "الأتراك قاموا بعمل إحصائي في لبنان، وجمعوا معلومات عن وجود 84 ألف لبناني من أصول تركمانية، وعن أماكن وجودهم وأنواع أعمالهم وحضورهم السياسي".