قرأنا تصريحاتك لمعرفة المقصّرين في قضية العسكريين المخطوفين (الشهداء) ومطالبتك بمحاكمة المسؤولين عن التقصير الذي حصل بحق العسكريين الأسرى لدى "داعش".
جميعنا تلقينا خبر استرجاع جثامينهم إلى أهاليهم بحرقة وحزن كبير، لأنّنا نحن أهالي المخطوفين والمفقودين في الحرب اللبنانية مازلنا ننتظر خبرا عنهم، وذلك من التي خطفت أحباءنا.
أنا زوجة المخطوف محيي الدين حشيشو أضع بعض الأدلة في عهدتك ربما تستطيع الكشف عن ملابسات الخطف.
1- كتب محمد علي المقلّد في جريدة "المدن" الإلكترونية في 27/08/2016 تحت عنوان "أسرار في شهر بشير الجميل":
في 15 أيلول 1982 خطفت القوات اللبنانية محيي الدين حشيشو من بيته مع مئات آخرين اختفوا انتقاما لاغتيال بشير الجميّل. يقول المقلّد كنتُ أسكن في الحي ذاته مع الرفيق محيي الدين والخاطفون عناصر قواتية من جيراننا، زرت بيتهم مساءً لأطمئن على مصيره. استقبلني والدهم وحاول أنْ يزيل مخاوفي قائلا بأنّ الأمر لا يعدو كونه كم سؤال وجواب.
ويقول حرفيا: الحقيقة إنّ شابا من الجيران رأى بأم عينه عملية الخطف والخاطفين وسارع إلى تنبيهي فخرجت من منزلي وعدتُ بعد أسبوع غير أنّ محيي الدين غادر مع الخاطفين ولم يعد. ملاحظة: مكان السكن هو الهلالية - صيدا.
يقول المقلّد أيضاً: لم تكن المرّة الأولى التي أنجو فيها من قرار القوات اللبنانية باغتيالي.
في المرّة الثانية كانت نجاتي على يد مقاتل من القوات قادم من واجب الحراسة في موقع قد يكون الموقع الذي دفنوا فيه حادثة الخطف وضحايا آخرين. أتاني لاهثا خائفا ينبّهني. كان قد قرأ إسمي "المقلد" في عداد لائحة مُعدّة للقتل.
2- السيد جعجع، إنّ العائلة التي ذكرها المقلد في المقال هي من آل صافي، وهم جيران مشتركين في الحي نفسه.
3- هناك إفادة من أحد الجيران مسجّلة عند الكاتب العدل في صيدا يحدّد فيها الشاهد أنّ ناصر م. من لبعا كان بين المجموعة الخاطفة التي كان يتجاوز عددها العشرين.
4- تسجيل صوتي لشخص من آل محفوظ من لبعا يؤكد أنّ كمال ش. من لبعا أيضا من ضمن هذه المجموعة.
السيد سمير جعجع هل نرى ونسمع منك أخباراً عن مصير محي الدين وسائر المخطوفين وعددهم كثير جدا؟، ألا يحق لنا أنْ نرتاح بعد عذابات مدتها أعواما؟، لتكن المبادرة الأولى من جهتكم في كشف مصير الذين خطفتموهم كي يتجرّأ الآخرون بالحذو حذوكم والعمل على إغلاق هذا الملف الذي يعني آلاف العائلات اللبنانية.
ملاحظة: هل تكون "داعش" المجرمة أجرأ وتعلن عن مكان جثامين العسكريين المخطوفين الذين نقدّر معاناة أهاليهم. نحن نعيش نفس الحالة ٣٥ عاما.
إنّني أعتبر هذه الأدلة بمثابة إخبار للجهات المسؤولة لكشف الحقيقة. الرحمة لنا ولأولادنا وأحفادنا!