الأحد 6 آذار 2016 10:46 ص |
ما لا تعرفه عن جزين: أسمهان وفريد الأطرش وكميل شمعون |
مدينة جزين موطن الكرم والبيئة الصنوبرية الخضراء وملتقى الفكر والحياة القروية الهادئة ومسكن الشلال ومصيف الباشاوات ومصدر الصناعات الحرفية الفريدة من نوعها.. عروس الشلال أيضاً ملاذ الحكام والقيادات الوطنية في أزمنة الإضطهاد وفيها اختبأ الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير هرباً من العثمانيين. تبعد مدينة جزين 32 كلم عن صيدا و76 كلم عن بيروت وترتفع 950 م عن سطح البحر وهي مشهورة بصناعاتها الحرفية التي منها قدمت الهدايا للملوك والرؤساء وكبار الشخصيات والتي منها تصنع سيوف الضباط المتخرجين في المدرسة الحربية. هذه الصناعات التي تفردت بها جزين في لبنان والمنطقة والتي أظهرت مدى الإبداع الحرفي والمواهب الفردية عمل فيها سابقاً حوالى 150 شخصاً وهي اليوم عرضة للإنقراض إذ لا يعمل بها أكثر من 6 عائلات وليس بين الجيل الجزيني الشاب أي إستعداد لتعلمها والإستمرار بها. أما الشلال فهو ينبع من نبع جزين ويصل إلى شيرها الصخري الكبير المطل على واديها الأخضر والفسيح على علو 950م ثم ينحدر عامودياً بطول 83 م ليصب في نهر الأولي شمالي صيدا.. وهو أعلى شلال في الشرق الأوسط وخامس أعلى شلال في العالم. وقد أقيمت قديماً على شالوف الشلال مهرجانات وحفلات أحياها كبار الفنانين بينهم أسمهان وفريد الأطرش اللذان كانا يقصدان مزرعة عزيبة في المدينة لممارسة هواية الصيد والتي كان الرئيس كميل شمعون يقصدها أيضاً للغاية نفسها. إشارة إلى أن هذه المزرعة هي لألبرتو سليم عم المغترب اللبناني كارلوس سليم الذي زار جزين في السنوات الأخيرة. ومن مشاهير هذه المدينة البطريرك المعوشي وفيها قصر سرحال الذي بناه نائب المنطقة الراحل فريد سرحال إضافة الى نواويس أثرية ستسلط الأضواء عليها قريباً. ولإسم عروس الشلال أكثر من تفسير بينها الجزئين بما أن نهرها يقسمها إلى جزئين حتى يصل إلى نقطة تجمع المياه ثم ينحدر عامودياً على الشالوف الصخري ويجري في الوادي حتى مصبه شمالي صيدا. أما الطبيعة الخضراء المحيطة بمدينة جزين والتي تميز هذه المنطقة فهي أكثر ما تتجمع في محمية بكاسين الطبيعية التي تعتبر أكبر حرج صنوبري مثمر في الشرق الأوسط. ويشير رئيس جمعية تجار وحرفيي جزين أنطوان رزق إلى أن الحركة السياحية في جزين مقبولة في ظل الظروف الراهنة وهو ما ينسحب على الواقع العقاري المحصور إجمالاً بأبناء المدينة وجوارها. ويوضح رزق لـ"لبنان 24" أن مهرجانات جزين متميزة سنوياً لكنها تحتاج إلى ظروف أفضل على الصعيدين الوطني والإقليمي بعدما كانت عروس الشلال مقصداً لباشاوات فلسطين ومصر الأمر الذي توقف بسبب نكبة فلسطين عام 1948. هذا ولا يزال في جزين أتيل مصر واوتيل الأهرام وأوتيل الشالوف إلى جانب فنادق أخرى وعدد من المطاعم والشقق المفروشة. أما الحدث الأكثر أهمية على الصعيدين السياحي والثقافي فسيتجلى بتسليط الأضواء على المغارة التي إختبأ فيها الأمير فخر الدين المعني والتي تقع في الشير الصخري للشلال. ويلفت رزق إلى أن هذه الخطوة متقدمة ويجب أن تتبعها خطوات أخرى حتى يتم تأهيل المغارة وتفتح للزوار والسياح.
المصدر :لبنان 24 |