ارتياح غير مسبوق انتظرته الساحة الفلسطينية لأكثر من 10 سنوات، ليُنهي الانقسام الذي أضرَّ كثيراً بقضية العرب والمسلمين المركزية.
ويعوّل الفلسطينيون كثيراً على تنفيذ خطوات المصالحة الداخلية برعاية وشراكة مصرية، ومتابعة الخطوات المقرّرة.
وبعد إنجاز خطوتَيْ حل اللجنة الإدارية التي كانت قد شكّلتها حركة "حماس" في قطاع غزّة، وتسلّم حكومة الوفاق الوطني برئاسة الدكتور رامي الحمد الله مسؤولياتها في غزّة، فإنّ الأنظار تتّجه إلى الخطوة الثالثة المتمثّلة بعقد الاجتماع الثنائي بين حركتَيْ "فتح" و"حماس" في العاصمة المصرية، القاهرة، الثلاثاء المقبل، لتقييم ما تمّ إنجازه، والبحث بالخطوات اللاحقة، في طليعتها تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء الانتخابات العامة، الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني.
على أنْ تستضيف القاهرة بعد ذلك اجتماعاً موسّعاً للفصائل والقوى الفلسطينية.
وشهد أمس (الخميس) نشاطاً مكثّفاً، كان محوره الرئيسي المصالحة الفلسطينية.
فقد افتتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أعمال الدورة الثانية للمجلس الثوري (دورة الشهداء ربيح الخندقجي ومحمد الرازم "فتحي البحرية")، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، والذي سبقه ترؤسه اجتماعاً للجنة المركزية لحركة "فتح".
وأكد الرئيس أنّ "الوحدة الوطنية هدف سامٍ بالنسبة لنا، ونعلّق عليها آمالاً كبيرة وعريضة، لأنّه من دونها لا توجد دولة فلسطينية"، مشدّداً على أنّ "المصالحة الوطنية هي أولوية فلسطينية نسعى لتحقيقها بكل السُبُل الممكنة، وذلك لحماية المشروع الوطني الفلسطيني، وتحقيق آمال وتطلعات شعبنا بالحرية والاستقلال، ونحن ذاهبون إلى القاهرة وكلنا عزم وتصميم على إنجاح اتفاق المصالحة وتحقيق خطوات ملموسة على هذا الصعيد".
ولفت إلى "اجتماع هام سيُعقد في القاهرة الأسبوع المقبل بين حركتَيْ "فتح" و"حماس" لوضع الأسس، والبحث في التفاصيل الخاصة بتمكين حكومة الوفاق الوطني من أداء مهامها بكل حرية في قطاع غزّة، بالإضافة إلى الخطوات المقبلة للسير في طريق طي صفحة الانقسام وتوحيد الوطن الواحد، وهذا يحتاج إلى جهد وتعب ونوايا طيبة، ونرجو أن تتوفر هذه النوايا عند الجميع"، مشدّداً على أنّ "الطريق مفتوحة الآن للحديث حول الوحدة الوطني".
وجدّد الرئيس عباس ترحيبه بـ"الجهود المصرية الساعية لإنهاء الانقسام، باعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية وهامة للأمن القومي المصري"، مشيراً إلى أن "كل المساعدات التي ستُقدّم لغزّة يجب أن تمر عبر حكومة الوفاق الوطني صاحبة الولاية على الأراضي الفلسطينية".
إلى ذلك، اختتم رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، أمس، جولته في قطاع غزّة، بزيارة بيت الشهيد الرئيس ياسر عرفات، وتفقّد "مستشفى الشفاء" ومشروع محطة التحلية المركزية في غزّة، يرافقه نائب رئيس الوزراء الدكتور زياد أبو عمرو، وعدد من الوزراء والمسؤولين والشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وأكد الحمد الله خلال جولته أنّ "الحكومة ستسخّر كل إمكانياتها لدعم جهود المصالحة، والقيام بواجباتها والتزاماتها تجاه المواطنين في قطاع غزّة"، معرباً عن أمله "في نجاح الاجتماعات المقبلة لحركتَيْ "فتح" و"حماس"، بالإضافة إلى الفصائل والقوى الوطنية، والخروج باتفاق نهائي وعملي يمكّن الحكومة من الاضطلاع بمسؤولياتها على أكمل وجه".
وقد استجاب الحمد الله لنداء الطفل "رامي الحمد الله" الذي سُميَّ تيمناً به، حيث استقبل "إبنه" كما يُطلق عليه والده في غزّة في فندق المشتل، والتزم بوعده الذي قطعه قبل عامين، بأن يزوره في أول زيارة له إلى غزّة.
من جهته، وجّه عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الأسير مروان البرغوثي، رسالة إلى حركتَيْ "فتح" و"حماس" للدخول في حوار معمق ومكثف وصادق، يستند على كافة الاتفاقيات السابقة، وذلك بهدف تنفيذها نصاً وروحاً.
وشدّد على "ضرورة الخروج باستراتيجية فلسطينية توافقية جديدة تعيد الاعتبار لوحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وأن تكون قادرة على استنهاض طاقاته الوطنية وتعيد الاعتبار للتمثيل الفلسطيني الموحد في إطار "منظّمة التحرير"، والتي تضم كافة القوى السياسية وممثلي التجمعات الفلسطينية في كل مكان، وأن تقود إلى إجراء إنتخابات رئاسية وتشريعية ولعضوية المجلس الوطني لتجديد النظام السياسي الفلسطيني".