وسط حشد كبير من الفاعليات السياسية والمخاتير وكوادر التنظيم الشعبي الناصري ضاقت بهم قاعات المكتب، عقد الأمين العام للتنظيم الدكتور أسامة سعد اليوم في مكتبه مؤتمراَ صحفيا تناول فيه الأحداث الأمنية بين أصحاب المولدات الكهربائية في صيدا ليلة الإثنين الماضي، كما تناول تداعيات تلك الأحداث.
في مستهل مداخلته عبر سعد عن الحزن والأسى لسقوط الشابين المرحومين إبراهيم الجنزوري وسراج الأسود ضحية السلاح المتفلت وضحية التنازع بين مافيات المولدات، وتوجه إلى آل الجنزوري وآل الأسود بالتعازي القلبية الصادقة، داعياً الحضور في المؤتمر الصحفي لتلاوة الفاتحة عن روحي الفقيدين. كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى.
واعتبر سعد أن الهدف الأساسي الذي نعمل من أجله في هذا الوقت، وفي هذا اللقاء الصحفي، هو وقف التداعيات السلبية التي نجمت عن أحداث ليل الاثنين، ووضع حد لذيول تلك الأحداث. وذلك بهدف استعادة صيدا لأجوائها الطبيعية، وعودة المياه إلى مجاريها في مختلف المجالات والقطاعات.
وهذا ما يستدعي بداية توقيف كل المشاركين في الأحداث، واستكمال التحقيقات من دون أي تأخير، وتقديم المتورطين إلى المحاكمة فيأخذ كل ذي حق حقه، ويعاقب كل مذنب. ومن الضروري محاسبة كل من شارك في إطلاق النار، وكل من تسبب في سقوط الضحايا، وكل من شارك في أعمال الشغب والتعدي على الممتلكات.
كما تستدعي استعادة الأجواء الطبيعية وقف محاولات التوظيف السياسي لما جرى خدمة لغايات سياسية فئوية خاصة. فمحاولات التوظيف السياسي تؤدي إلى توتيرالأجواء، كما تساهم في تضييع التحقيق في ما جرى وأسبابه، وحرفه عن مساره الأصلي باتجاه الصراعات السياسية. .
وأكد سعد أن مدينة صيدا هي بأمسّ الحاجة لاستعادة أوضاعها الطبيعية، كما أن سكان المدينة هم بأمسّ الحاجة لاستعادة ظروف الحياة الكريمة. فلا يخفى ما يعانيه أبناء صيدا جراء التراجع في الحركة الاقتصادية والتجارية، والارتفاع الهائل في معدلات البطالة، والتردي والانهيار في مجال الخدمات العامة الصحية والاجتماعية وعلى صعيد الماء والكهرباء وغيرهما من القطاعات. يضاف إلى ذلك الأحداث الأمنية المتكررة في مخيم عين الحلوة، وما تتركه من انعكاسات سلبيةعلى كل مناحي الحياة في منطقة صيدا.
وقد جاءت أحداث ليلة الإثنين المشؤومة لتزيد الطين بلّة. كما جاءت محاولات التوظيف السياسي لتلك الأحداث لتضاعف من تداعياتها وانعكاساتها.
وعبر سعد عن الأسف لكون الشكاوى المزمنة والمتكررة لأبناء صيدا من الإهمال والتهميش والظلم اللاحق بهم لا تجد آذانا صاغية لدى المسؤولين؛ من التقنين الظالم للتيار الكهربائي ومشكلة المولدات التي تحولت إلى احتكارات، كما تحوَّل قسم من أصحابها إلى مافيات لا تتوانى عن استخدام السلاح لفرض احتكاراتها، مروراً بأزمات المياه المفتعلة، وصولاً إلى التساهل والتراخي تجاه تجار المخدرات، وفارضي الخوات، وعدم توقيف عشرات المطلوبين الآخرين الذين يحظون بالحماية السياسية.
وأكد سعد أن أبناء صيدا الصابرين الصامدين الأباة... صيدا الرائدة في المقاومة وفي النضال الوطني والاجتماعي والشعبي...أبناء صيدا لا يرضخون للظلم، ولا يسكتون عن امتهان الكرامة.
وهم يرفضون السلاح المتفلت، ولا يرون وظيفة للسلاح إلا في مواجهة العدو الصهيوني، كما يرفضون زج مدينتهم في صراعات المحاور.
ونحن في التنظيم الشعبي الناصري وقفنا، ونقف على الدوام إلى جانب أبناء صيدا، وإلى جانب كل اللبنانيين، دفاعاً عنهم وعن مصالحهم وكرامتهم. ونؤكد أننا لم، ولا، ولن نقبل بأي تعد على الناس، ولا بأي ظلم يلحق بهم، ولا بأي تجاوز على حقوقهم وكرامتهم.
وأضاف سعد:
لقد تحركنا بواسطة الاتصالات والعرائض والاعتصامات والتظاهرات، مع القوى الوطنية التقدمية، إلى جانب الناس ضد التسعيرة الظالمة المنفوخة للمولدات، كما نواصل التحرك رفضاً لبدعة تحميل المشتركين كلفة إنارة الشوارع، ومن أجل تركيب عدادات للمشتركين.
هذه هي مواقفنا وتحركاتنا التي يعرفها الجميع في موضوع المولدات الخاصة. كما يعرف الجميع رفضنا للاحتكار والممارسات المافيوية من قبل بعض أصحاب المولدات، ويعرفون أيضا اعتراضاتنا على أساليب التغطية والمسايرة التي اتبعتها معهم الهيئات والأجهزة الرسمية وبعض الفاعليات السياسية.
من هنا اعتبر سعد أن المحاولات الحالية لبعض السياسيين، ولبعض وسائل الإعلام، الهادفة لإقحام اسم التنظيم الشعبي الناصري في ميدان حماية بعض أصحاب المولدات، أو التدخل في النزاعات في ما بينهم، هي محاولات لا تمت إلى الحقيقة والواقع بأي صلة. كما لا صلة للتنظيم بأحداث ليلة الإثنين المشؤومة، لا من قريب ولا من بعيد. وأي كلام مغاير هو مجرد تجن وافتراء وتشهير سياسي.
وختم سعد بالقول:
لقد بذلنا، ولا نزال نبذل، إلى جانب قادة الأجهزة الأمنية، كل جهد ممكن من أجل تسليم المطلوبين ووضع حد لذيول الأحداث الأخيرة. ونحن نأمل أن نتوصل في أقرب وقت لإنهاء كل التداعيات لكي تستعيد صيدا حياتها الطبيعية العادية.
كما نؤكد أننا سنواصل التحرك بكل الأساليب الشعبية الديمقراطية من أجل إزالة كل أشكال الظلم والتهميش والتمييز ضد صيدا، فمصلحة المواطنين هي التي توجه على الدوام عملنا.
كما سأل الله عز وجل أن يتغمد الفقيدين برحمته، وأن يلهم عائلتيهما الصبر والسلوان.
وكرر التمني بالشفاء العاجل للجرحى.