تشهد العاصمة المصرية، القاهرة، غداً (الثلاثاء) انطلاق الاجتماعات الثنائية بين وفدَيْ حركتَيْ "فتح" و"حماس" بهدف تفعيل المصالحة، عبر استكمال باقي الخطوات المتعلّقة بها.
ويصل وفدا حركتَيْ "فتح" و"حماس" اليوم (الإثنين) إلى القاهرة، حيث أنهيا تجهيز الملفات كافة، في وقت كان الفلسطينيون يتابعون المباراة التي تأهّل بنتيجتها منتخب مصر إلى تصفيات كأس العالم في موسكو العام المقبل، بعد فوزه على منتخب الكونغو، بتجمّعات أُقيمت في العديد من المناطق الفلسطينية، حيث تسمّروا أمام شاشات عملاقة وهم يحملون الأعلام المصرية ويشجعون منتخبها.
ويبرز الحرص المصري ومن الحركتين أيضاً، على حُسن تنفيذ بنود المصالحة، لكن المتضرّرين من ذلك على الساحة الفلسطينية وعربياً وإقليمياً ودولياً، يسعون إلى "التقنيص" و"التشويش" عليها عبر "فبركة" أخبار غير صحيحة.
ومنها أنّ مصر ترفض استقبال أمين سر حركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب على رأس وفد الحركة، وهو خبر لا أساس له من الصحة، ونفاه الرجوب.
فوفد "فتح" برئاسة عضو اللجنة المركزية للحركة ومسؤول ملف المصالحة عزام الأحمد، ويضم أعضاء اللجنة المركزية للحركة: حسين الشيخ، أحمد حلّس "أبو ماهر" وروحي فتوح، رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج ونائب أمين سر المجلس الثوري للحركة فايز أبو عيطة.
فيما يترأس وفد "حماس" نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري (الذي جرى انتخابه في هذا المركز مؤخّراً، وما يعنيه ذلك، فهو مطلوب إسرائيلياً وأميركياً)، ويضم ممثّلين عن المناطق الحركية الثلاث: قطاع غزّة، الضفة الغربية والشتات الفلسطيني، وهم: قائد الحركة في غزّة: يحيى السنوار ونائبه خليل الحيّة، صلاح البردويل، عزت الرشق، حسام بدران وموسى أبو مرزوق (الذي كان يترأس وفد مفاوضات الحركة سابقاً).
وفي موقف هام، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، أنّ "التحرّكات المصرية لرأب الانقسام الفلسطيني، بداية مرحلة تمهّد لسلام عادل بين فلسطين وإسرائيل".
ترأس الرئيس السيسي اجتماع أمن قومي أمس، ضمَّ: رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل، وزيرَيْ الدفاع صدقي صبحي والداخلية مجدي عبد الغفار، رئيس المخابرات العامة اللواء خالد فوزي.
وأوضح بيان رئاسي صدر عقب الاجتماع أنّه تناول "تطوّرات الجهود التي تبذلها مصر على صعيد تحقيق المصالحة الفلسطينية، وما أسفر عن تلك الجهود من اتخاذ الفصائل الفلسطينية خطوات ملموسة لإنهاء الانقسام ورأب الصدع".
ووفقاً للبيان، قال الرئيس السيسي: "التحرّكات المصرية الرامية لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين في بدء مرحلة جديدة من وحدة الصف الفلسطيني، تمهد للانطلاق نحو سلام عادل بين فلسطين وإسرائيل".
وطالب بمواصلة تلك التحرّكات التي "ستساعد على إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، بما يلبي طموحات الشعب الفلسطيني المشروعة في حياة أمنة ومستقرة ومزدهرة".
من جهته، شدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة العمل بكفاءة ومهنية عالية لتعزيز سيادة القانون في دولة فلسطين وعلى المستوى الدول"، مشيراً إلى "أهمية انضمام فلسطين إلى (الإنتربول) الدولي".
جاء ذلك، خلال استقبال الرئيس عباس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، أمس، الوفد الفلسطيني الذي شارك في أعمال الدورة الـ86 للإنتربول، والتي انضمّت خلالها دولة فلسطين إلى منظّمة الشرطة الجنائية الدولية (إنتربول)، بحضور وزير الخارجية رياض المالكي.
وهنّأ الرئيس الوفد المشكّل من وزارتَيْ الخارجية والداخلية، برئاسة اللواء محمد الجبريني، وعضوية السفير عمار حجازي والعقيد محمود صلاح الدين.
وقدّم المالكي شرحاً للرئيس، حول الجهود التي قام بها الوفد خلال العامين الماضيين، والتي تُوّجت بنجاح دولة فلسطين بالانضمام إلى (الإنتربول).
من ناحيته، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أنّه يريد أنْ يعطي فرصة لإحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
وقال: "إذا أمكننا تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل فأعتقد بأن ذلك سيؤدي إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط في نهاية المطاف، وهو الأمر الذي يجب أن يحدث".
إلى ذلك، نظّمت "نساء يصنعن السلام" و"لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" التابعة لـ"منظّمة التحرير الفلسطينية" مسيرة في أريحا - قرب البحر الميت، بمشاركة حوالى 30 ألف مشاركة من الفلسطينيين والإسرائيليين بإشراف الاتحاد الأوروبي.
والمسيرة من إعداد وتنظيم مجموعة نسائية بدأت صغيرة وكبرت، وتطالب بالتوصّل إلى حل متّفق عليه بين الفلسطينيين و"إسرائيل" من أجل إنهاء الصراع في المنطقة.
وألقت إحدى الناشطات كلمة نيابة عن الرئيس عباس قالت فيها: "جئناكم ونحن نفتح قلوبنا ونمد أيادينا من أجل سلام حقيقي وعادل".
وأشار الرئيس الفلسطيني في كلمته إلى أنّنا "لن نقبل بالعيش تحت الإحتلال إلى الأبد، فالإحتلال زائل لا محالة، ليس أفضل من حل الدولتين، دعونا نواصل العمل معاً من أجل إنجاح هذا الحل قبل أنْ تجرفنا الوقائع على الأرض إلى دوائر صراع متجدّد لا نعرف كم ستكلفنا جميعاً في المستقبل".
هذا، وزعم جيش الإحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، أنّ صاروخاً أُطلِقَ من غزّة وسقط داخل القطاع، وليس في أشكول.
ودوت صفارات الإنذار في المنطقة، إثر سقوط الصاروخ.