في ظل الشغور الرئاسي والفراغ السياسي والمؤسساتي، بدأت تلوح في الأفق بعض بوادر الأمل والحلحلة، فوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق حدد مواعيد اجراء الانتخابات البلديات والاختيارية، الأمر الذي ذكر اللبنانيين أننا لا زلنا نعيش في بلد ديمقراطي، وأن لهم الحق في اختيار من يمثلهم، أقله على المستوى البلدي.
كما ان المشنوق حدد يوم ٢٢ ايار ٢٠١٦ موعدا لانتخابات جزين الفرعية، وبالتالي فان المنطقة على موعد مع استحقاق نيابي، كون المقعد الماروني فيها لا يزال شاغرا بعد وفاة النائب ميشال الحلو عام 2014.
ولكن الوضع اليوم بات مختلفاً، لا سيما في ظل التقارب الأخير بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. وأسئلة عدة تطرح نفسها: هل سيكون لهذا التقارب تأثير وانعكاسات مباشرة على الانتخابات في منطقة جزين؟ وهل سيتأثر واقع التحالفات الجديدة بين القوى السياسية في المنطقة؟ وهل سيحافظ التيار من جديد على المقعد؟
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور أمل أبو زيد، في حديث خاص لموقع "ليبانون فايلز"، أن "المسؤولين السياسيين يؤيدون إجراء الانتخابات البلدية، وفق تصريحاتهم الأخيرة، وفي حال حصول هذه الانتخابات، ستكون الانتخابات النيابية من ضمنها".
وشدد على أن "معظم الكتل السياسية التي أعلنت عن نيتها إجراء الانتخابات، لا تضمر عكس ما تصرح به، ورغم ان هناك حديث ان اجراء الانتخابات لا يناسب تيار المستقبل، لا سيما في ظل بعض الأحاديث عن الخسائر التي ممكن أن يتكبدها في حال حصول الانتخابات البلدية، الا انني لا أعتقد أنه سيعرقل أو يمتنع عن المشاركة في الانتخابات".
وتابع أبو زيد: "حتى الساعة، لا قرار رسمي بتبني ترشيحي عن المقعد الماروني الشاغر في جزين، أو إعلانه، لأن الوزير نهاد المشنوق لم يعلن بشكل رسمي حتى الآن دعوة الهيئات الناخبة، وسيتم الاعلان عن اسم المرشح لملء المقعد الشاغر فور الاعلان عن دعوة الهيئات الناخبة".
ولفت إلى أن "لقاء معراب في 18 كانون الثاني، وضع حجر الأساس على بداية التفاهم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على أمور كثيرة، من ضمنها الانتخابات البلدية"، مضيفاً: "حاليا، هناك نوع من الاتصال المباشر بين التيار والقوات، لتنسيق خطواتهما على جميع الأراضي اللبنانية، ولا نخفي أن الخيارات قد حسمت في عدة مناطق، وهناك اتصالات مباشرة أيضاً في جزين للتوصل إلى قناعة مشتركة بين الطرفين"، متسائلاً: "ما الذي يمنع أن يسود مناخ التعاون في الانتخابات النيابية، كما هو سائد في الانتخابات البلدية"؟
وتابع أبو زيد: "لم أقم حتى الساعة بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولكنني بالتأكيد أنوي زيارته قريباً، فالوضع السياسي اليوم في لبنان متأزم، وبري كان خارج لبنان، وكما قمت بزيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وغيرهما، فمن الطبيعي أن أقوم بزيارة بري، لأنه من الأشخاص الأساسيين في الحركة السياسية في منطقة جزين".
وأضاف: "بالعودة إلى السابق، الجميع يعلم أن الرئيس بري كان داعماً للنائب السابق سمير عازار، وهذا الأمر معروف بحكم العلاقة التاريخية الطويلة التي تجمع بينهما، ولكنني اليوم لست من الأشخاص الذين بإمكانهم أن يجيبوا عما اذا كان هناك نية لدى الرئيس بري بدعم ترشيح عازار".
وأشار إلى أن "النائب الراحل ميشال الحلو كان محسوباً على التيار الوطني الحر، ولا ممانعة اليوم ان يبقى المقعد للتيار، ولا استبعد هذا الأمر".
أما عن علاقته مع حزب الله وحركة أمل، فقال: "علاقتي مع الطرفين جيدة، كوني ابن البيئة، وابن منطقة جبل الريحان، ونحن نعيش سوياً بسلام، كما اننا على تواصل دائم في كل المناسبات الاجتماعية والسياسية".
وعن علاقته بأبناء منطقة جزين، أكد أبو زيد أنه "منذ العام 2009 وحتى اليوم، علاقتي جيدة بهم، لأنني أتعاطى معهم من "مواطن إلى مواطن"، فأوضاع أبناء منطقة جزين تهمني، لأنني ابن المنطقة، وأشعر بالمشاكل التي يشعرون بها، وأشاركهم في كل المناسبات، وبالتالي: "همهم همي، وهمي همهم".
وختم قائلاً: "ما يحكى عن خلافات بين قيادات التيار الوطني الحر في جزين، يمكن وضعها في إطار "تباين في الرؤية" في مواقف بعض المسؤولين، ولكنني أؤكد أنه، عند الاستحقاق الأساسي، سيجتمع أبناء التيار الوطني سويا، وسيعملون يدا بيد، لأن ذلك من ضمن الاستراتيجية الأساسية التي يعمل عليها التيار".
وبالتالي، هل ستكون جزين هذه المرة على موعد مع تنافس تاريخي في الانتخابات، على غرار العام 2009؟ وهل سيعلنها العماد عون والدكتور جعجع معركة انتخابية بوجه الرئيس بري في المنطقة؟ أم سيقف بري على الحياد؟ أسئلة كثيرة لا يمكن الاجابة عنها قبل التأكد فعلاً من أن الكلام عن حصول الانتخابات البلدية والاختيارية والفرعية في جزين لن يبقى حبراً على ورق؛ وعندها: "... لكل حادث حديث"!