باشرت حكومة الوفاق الوطني برئاسة الدكتور رامي الحمد الله عملها كاملاً في قطاع غزّة، كما في الضفة الغربية، بعد مرور 3 أسابيع على تسلّمها مهامها، تنفيذاً للتفاهمات التي وُقِّعَتْ بين حركتَيْ "فتح" و"حماس" في العاصمة المصرية، القاهرة، لتنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية.
وأعلن نائب رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور زياد أبو عمرو عن أنّ "الوضع في الوزارات بغزّة أشبه بورشة عمل، فالكل ملتزم والعمل يسير وفق المطلوب، وسيظهر ذلك من خلال النتائج التي تنعكس على المواطن الفلسطيني بالإيجاب".
وأوضح أنّه "بحث مع المسؤولين النرويجيين في غزّة، التعاون مع السلطة الفلسطينية، من أجل توفير الدعم للمصالحة بشكل عام، وتحديداً كيفية تمويل ملف الموظّفين واللجان القانونية والإدارية، خصوصاً بعد تسلّم الحكومة قطاع غزّة، لا سيما أنّ النرويج ترئس لجنة الدول المانحة لخزينة السلطة".
من جهته، وتعليقاً على "صفقة العصر" التي يجري الحديث عن أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيطلقها لحل القضية الفلسطينية، أكد الحمد الله أنّ "أي حل أو صفقة سلام، يجب أنْ تكون ضمن "مبادرة السلام العربية"، بحيث تضمن حلاً عادلاً وشاملاً للقضية الفلسطينية، وتكفل كامل حقوق أبناء الشعب".
وشدّد على "ضرورة ضغط المجتمع الدولي على إسرائيل، لإلزامها بوقف الاستيطان، وإيصال رسالة بأنّه ما من حلٍّ بديل عن حل الدولتين".
وطالب بـ"وجود شريك حقيقي للسلام"، منوّهاً بالتزام "الجانب الفلسطيني بمتطلّبات العملية السلمية، في سبيل تحقيق السلام والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
وفي إطار الممارسات التعسّفية والتوغّل الاستيطاني، أصدرت قوّات الإحتلال الإسرائيلي أمس (الإثنين)، قراراً بالاستيلاء على أراضي المواطنين من قرية النبي صالح - شمال غرب رام الله الواقعة قرب مستوطنة (حلميش)، حيث فوجىء المزارعون أثناء توجّههم لقطف ثمار الزيتون بمنعهم من الدخول إلى أراضيهم تحت حجج وذرائع واهية، ووزّعت سلطات الإحتلال على المزارعين منشوراً ذكرت فيه أنّ وضع يدها على الأراضي، جاء بسبب ما أسمتها الضرورات الأمنية بالمنطقة.
وتأتي مصادرة الأراضي ضمن سياسة التوسّع الاستيطاني في محيط مستوطنة (حلميش)، منذ مقتل 3 مستوطنين قبل أشهر عدّة.
وفي قمّة تاريخية غير مسبوقة، استقبل بابا الفاتيكان فرنسيس، أمس (الإثنين)، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس، في حاضرة الفاتيكان.
وتهدف الزيارة إلى حماية "الستاتيكو" التاريخي ومواجهة التحديات والعمل المشترك من أجل العدل، الإخاء والسلام في الأراضي المقدّسة، حيث استحوذت قضية القدس الحيز الأكبر من المحادثات.
وتم التأكيد على ضرورة الحفاظ على الفسيفساء باعتبار المدينة المقدّسة العاصمة الروحية للديانات الثلاث، و"ستاتيكو" الوضع القائم القانوني والتاريخي بالإضافة إلى قرارات الشرعية الدولية.
ونقل البطريرك تحيات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشيراً إلى الرسائل التي بعثها إلى رؤساء العالم، ومنها إلى البابا حول ميدان عمر بن الخطاب - باب الخليل، مثمّناً الدور الهاشمي بقيادة الملك عبدالله الثاني، الداعم للحضور المسيحي في الشرق، بصفته صاحب الوصاية على المقدّسات المسيحية والإسلامية في المدينة المقدّسة.
من جهته، شدّد البابا على أنّ "عدم الإلتزام بالوضع القائم وعدم التفاهم بين الفرق القاطنة معاً في الأراضي المقدّسة، سيتسبّب بعدم استقرار واضح وتقييد للحقوق الأساسية لأصحاب الأرض الذين لن يجدوا حلاً سوى الهجرة وترك أراضيهم"، مؤكداً "أهمية الدفاع عن الوضع القائم "الستاتيكو" في المدينة المقدّسة والحفاظ عليه بحيث يستطيع الجميع العيش بسلام، وإلا فإنّ معاناة كبرى ستطال الجميع".