احتفل محرك البحث الأشهر «غوغل»، أمس، بيوم المرأة العالمي، إذ نشر الموقع عبر صفحته الرئيسية مقطع فيديو لعدد من السيدات حول العالم يتحدثن عن تطلعاتهن وأحلامهن المستقبلية تحت شعار «في يوم من الأيام حَ كون...».
وتعاونت شركة «غوغل» مع ٢٥ امرأة وفتاة عربية لصنع مقطع فيديو قصير، يعبّرن فيه عن آمالهن وأحلامهن، إلى جانب عدد من الفتيات اللاتي يمثلن نماذج ناجحة للمرأة على مستوى العالم، مثل ملالا يوسف زاي الحائزة على جائزة «نوبل»، والعالمة الكبيرة جين جودال. يذكر أن اليوم العالمي للمرأة يوافق 8 اذار من كل عام٬ وفيه يحتفل عالمياً بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء في الوطن العربي والعالم أجمع.
ورغم الاختلافات الدينية والعرقية والثقافية والاقتصادية، وحتى تلك التي تصادف في نطاق الحدود الوطنية، تجمع هذه المناسبة نساء العالم حول الاحتفال بيومهن واستعراض التاريخ الطويل من النضال من أجل نيل المساواة وغيرها من الحقوق على امتداد عقود من الزمن.
وجاء الاحتفال بهذه المناسبة إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام ١٩٤٥، إلا أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة جاء على إثر بعض إضرابات نسائية حدثت في الولايات المتحدة الأميركية عام ١٨٥٦، حيث خرجت النساء بالآلاف للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كنُ يجبرن على العمل تحتها. ورغم أن الشرطة تدخّلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسؤولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية.
وفي يوم ٨ اذار من عام ١٩٠٨٬ عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك الأميركية، لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها، واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار «خبز وورود». وطالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل الرسمية للموظفات، ووقف تشغيل الأطفال، ومنح النساء حق الاقتراع. شكّلت تظاهرات «الخبز والورود» بداية حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعت شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب.
وبدأ الاحتفال بالثامن من آذار كـ «يوم للمرأة الأميركية» في العام التالي ١٩٠٩، تخليداً لخروج تظاهرات نيويورك، وقد ساهمت النساء الأميركيات في دفع الدول الأوروبية إلى تخصيص الثامن من اذار في كل عام كـ «يوم للمرأة». ولم توافق منظمة الأمم المتحدة على تبنّي تلك المناسبة إلا سنة ١٩٧٧ عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة، فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من آذار.
وتحوّل ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في تظاهرات للمطالبة بحقوقهن.