الاثنين 30 تشرين الأول 2017 07:01 ص |
جماعة الاسير في لائحة ثالثة تشويشاًَ «عللي خذلنا» |
* محمود زيات
العلاقة المتأرجحة بين «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، والتي عكست مؤخرا، ارتفاعا في منسوب المراهنة على تحالف انتخابي في دائرة صيدا ـ جزين يجمع الطرفين، اعادت التشققات السياسية التـي تعيـشها الساحة الداخلية، لتخلط الاوراق من جديد، بالرغم من ان اي بحث تفصيلي لم يجر بين اي من الطرفين، ولا هما ارسيا قواعد اللعبة الانتخابية وحجم حصصهما من المقاعد الخمسة النيابية، في الدائرة المؤلـفة من مقعدين سنيين في صيدا، ومقعـدين مارونيـين ومقعد كاثوليكي في جزين، لقناعة الطرفين بان الوقت ما زال مبكرا ..وان الاوراق ستبقى خاضعة للخلط ، طالما ان الحسابات السياسية والانتخابية لم تتبلور بعد، لكن كل المؤشرات تشير الى تبدلات لاطراف اساسية في تموضعها الانتخابي وهو معاكس للتموضع السياسي. تشابك في الحسابات الانتخابية .. وتصادم في المصالح السياسية
لكل طرف حساباته وتحالفاته الانتخابية، تقول الاوساط نفسها، وما تفرزه التحالفات الانتخابية في دائرة صيدا ـ جزين، سيكون نتيجة للمصلحـة السياسـية بالدرجة الاولى، لكن المشكلة التـي سيواجـهها اي فريق يطمح بالابقاء على حصـته النيـابية في «عروس الشلال» وفي عاصمة الجنوب، ستكون على عكس صورة التحالفات الانتخابية التي بُنِيت، وتسأل.. هل في حسابات «المستقبل» انه قادر عـلى ايصال مرشحين اثنين للمقعدين السنيـين في صيـدا، فقط بالاستناد الى التحالف مع «التيار الوطني الحر»؟، وهل «المستقبل» قادر على التخلي عن القوة الانتخابية التي تتمتع بها الجماعة الاسلامية، وازدياد التوتر مع الجمهور المشتت للحالة الاسيرية في المدينة؟، وماذا عن اسقاط عائلات صيداوية مؤثرة من حساباته؟، كل المعطيات تؤكد ان لا مصلحة لـ «تيار المستقبل» بالمطلق، في خوض انتخابات بقانون «النسبية» والصوت التفضيلي، ما يعطي للانتخابات حساسية مفرطة له.
لائحة ثالثة لـ «الحالة الاسيرية»..
لا لائحة ثالثة في دائرة صيدا ـ جزين، وفق ما ترى الاوساط، الا تلك التي يتحدث عنها رموز «الحالة الاسيرية» في صيدا، وهي خطوة يُعِدُّها انصار الشيخ احمد الاسير، المحكوم بالاعدام على خلفية تورطه وجماعاته المسلحة في الهجوم على حواجز واليات الجيش اللبناني في صيدا وفي بلدة عبرا في حزيران العام 2013، وتكشف ان «الشخصيات السلمية» من انصار الاسير سيخوضون الانتخابات بترشيحين عن المقعدين السنيين في المدينة، منطلقة بذلك من سعيها لتكريس نفسها داخل الخارطة السياسية في المدينة، ويبرز منها نائب الامين العام السابق للجماعة الاسلامية في لبنان الدكتور علي الشيخ عمار، والمضي في «رحلة التنقيب» عن حلفاء مسيحيين مرشحين عن مقاعد جزين، انطلاقا من الشعور بضرورة تكريس هذه الحالة، ومعاقبة «تيار المستقبل» على سلوكه تجاه الملف القضائي للاسير ومناصريه، وتلفت الاوساط الى ان الحماسة التي يُظهرها «السلميون» من انصار الاسير في خوض الانتخابات، مرتبطة بحالة الاحباط والشعور بـ «اليتم» السائدة لديهم، بعدما اُقفلت ابواب من سبق ان قدموا له الدعم الانتخابي سلَّفوهم في الدورة السابقة، وقد بيَّنت التظاهرات الاخيرة التي نظمها انصار الاسير، مدى انعزال حالتهم على عكس ما كانت الحال، يوم كان مسجد بلال بن رباح «القبلة» الانتخابية لـ «تيار المستقبل»، بالرغم من التقاط الانفاس التي دلت عليها التحركات والتظاهرات التي شهدتها شوارع صيدا تضامنا مع الاسير وجماعته، قبل صدور الاحكام القضائية بحقهم في 28 ايلول الماضي وبعده، وتشير الى ان هؤلاء كانوا خاضوا الانتخابات البلدية قبل اكثر من عام، في لائحة ثالثة تمكنت من الحصول على اكثر من 2500 صوت، الامر الذي ازعج «تيار المستقبل». المصدر :الديار |