الثلاثاء 31 تشرين الأول 2017 18:38 م |
روسيا تنفي التدخل في الانتخابات الأمريكية بعد توجيه القضاء اتهامات لمعاوني |
أكدت موسكو الثلاثاء أن لا دليل على تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016، بعد توجيه القضاء الأمريكي اتهامات لثلاثة من مساعدي دونالد ترامب بينهم مدير سابق لحملته الانتخابية، فيما هاجم الرئيس ا الأمريكي وسائل الاعلام وخصومه الديموقراطيين، ووصف أحد المتهمين بانه “كاذب”. ومثل الأثنين امام المحكمة المدير السابق لحملة ترامب الانتخابية بول مانافورت، ومساعد آخر لترامب هو ريتشارد غيتس، ورفضا تهمة التواطؤ ضد الولايات المتحدة وغسيل الاموال وعددا آخر من التهم، بعد نشر عريضة الاتهام المتعلقة بالتدخل الروسي. وفي خطوة منفصلة، اعترف عضو سابق في فريق ترامب هو جورج بابادوبولوس بأنه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بشأن اتصالاته مع شخص مرتبط بالكرملين، بحسب ما جاء في اتفاق مع الادعاء كشف عنه الاثنين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي “يتهموننا بلا اي دليل بالتدخل في الانتخابات، ليس في الولايات المتحدة وحدها بل وفي دول اخرى”، مجددا نفيه اي تدخل لروسيا في الانتخابات الامريكية. وسخر لافروف من الاتهامات لبلاده قائلا إن هناك تقارير تفيد “أننا نتدخل ليس في الانتخابات وحسب، بل كذلك نتلاعب بالطقس ونتسبب بفيضانات، الجميع يحب التحدث ولكن لا أحد قادر على تقديم أي حقائق”. من جهته، قال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألا أساس لأي اتهامات توجه لموسكو. وأضاف أن “أي اتهامات ناتجة عن تحقيقات في الولايات المتحدة بخصوص مواطنين أمريكيين لا تعنينا: هذا شأن داخلي أمريكي ونحن بكل بساطة نكتفي بمتابعة الامر باهتمام”. واتهامات الاثنين هي الاولى التي يوجهها المحقق الخاص روبرت مولر الذي يدير تحقيقا في التدخل الروسي، بعد أشهر من التكهنات بشأن تواطؤ محتمل بين حملة ترامب وموسكو. وفيما لم يتم تقديم اية ادلة دامغة على وجود مؤامرة على اعلى مستوى، إلا ان التهم تشير الى سعي محتمل لمجموعة من كبار معاوني ترامب للتعاون مع روسيا وحلفائها لتحقيق مكاسب سياسية ومالية. واتُهم مانافورت (68 عاما) وريتشارد غيتس (45 عاما) بإخفاء ملايين الدولارات التي كسباها من العمل مع الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش وحزبه السياسي الموالي لموسكو. وأطلق سراح الرجلين بكفالتين بقيمة عشرة ملايين دولار وخمسة ملايين دولار على التوالي، وفرضت عليهما الاقامة الجبرية. واعترف بابادوبولوس، المستشار السابق لترامب في شؤون السياسة الخارجية، أنه حاول التستر على اتصالاته باستاذ جامعي مرتبط بموسكو عرض الكشف عن “فضائح” تتعلق بمنافسة ترامب الديموقراطية هيلاري كلينتون. واستدعى الكشف عن التهم ردا غاضبا من ترامب، الذي رفض الاتهامات بالتواطؤ وطالب أن يشمل التحقيق كلينتون. ليس هناك تواطؤ كتب ترامب على تويتر “عذرا، لكن هذا الامر يعود لسنوات خلت، قبل ان يصبح بول مانافورت جزءا من الحملة الانتخابية. ولكن لماذا لا يتم التركيز على هيلاري الفاسدة والديموقراطيين؟”، مضيفا “ايضا ليس هناك تواطؤ”. لكن التهم تشكل مؤشرا الى دخول تحقيق مولر مرحلة جديدة تنطوي على مخاطر كبيرة بالنسبة لرئاسة ترامب. فقد كشف بابادوبولوس انه أبلغ ترامب وسواه شخصيا بأنه يمكن ان يرتب للقاء بين ترامب المرشح آنذاك والرئيس الروسي. وقال المستشار السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي ان “مستشارا في الحملة” لم يسمه طلب منه ان يلتقي مسؤولين روسا “بشكل غير رسمي” إذا كان ذلك “ممكنا”. وتشمل اتصالاته بمصادر روسية السفير الروسي في لندن. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة هاكابي ساندرز ان بابادوبولوس كان له “دور محدود” فقط. واضافت “كان دورا محدودا للغاية، كان متطوعا. أكرر، لم يحصل اي نشاط بصفة رسمية باسم الحملة بهذا الخصوص”. وتوصلت وكالات الاستخبارات الاميركية الى ان بوتين أمر بالقيام بحملة واسعة للتأثير على الحملة وضمان فوز ترامب، بينها قرصنة ونشر رسائل إلكترونية للحزب الديموقراطي وحملة كلينتون. ومع تقدم تحقيق مولر، تكثف وسائل الاعلام المتعاطفة مع ترامب مثل “فوكس نيوز″ دعواتها المشككة باستقلالية المدير السابق للاف بي آي. في حين يطالب الديموقراطيون — الذين يرفضون الاتهامات المضادة لمولر وكلينتون ويصفونها بالمحاولة الصارخة لحرف الانتباه — بحماية المحقق الخاص. تركيز على اوكرانيا وقال السناتور الديموقراطي في مجلس الشيوخ تشاك شومر “على الرئيس ألاّ يتدخل تحت أي ظرف كان في عمل المحقق الخاص بأي شكل من الاشكال”. اضاف شومر “إذا فعل ذلك، على الكونغرس الرد بسرعة وبشكل لا لبس فيه ومن الحزبين لضمان مواصلة التحقيق”. مانافورت كان أحد المشاركين في اجتماع في التاسع من حزيران/يونيو 2016 في برج ترامب (ترامب تاور) مع محامية على صلة بالكرملين، مما اثار شكوكا ازاء تواطؤ بين الحملة الانتخابية وموسكو. ونظم الابن البكر لترامب، دونالد جونيور اللقاء على أمل الحصول على معلومات تضر بكلينتون. غير ان التهم الموجهة لمانافورت لا تذكر تدخلا روسيا في الحملة الامريكية، بل ركزت على علاقاته السابقة باوكرانيا. وانضم مانافورت الى الحملة في آذار/مارس 2016 لحشد كبار الناخبين المؤيدين لترامب في مؤتمر الحزب الجمهوري. ثم عينه ترامب في حزيران/يونيو مديرا للحملة، مكان كوري ليفاندوفسكي الذي اقاله. لكن مانافورت استقال في آب/اغسطس الماضي في اعقاب قيام المحققين في مسالة علاقاته بقضية فساد في اوكرانيا بنشر وثائق تظهر دفعات كبيرة من المال الى شركات مانافورت، ليتضح فيما بعد انه بات يخضع للتحقيق في الولايات المتحدة حول ذلك. وذكرت تقارير ان مسؤولي تطبيق القانون الفدراليين على علم بتحويلات مالية مرتبطة بمانافورت تعود الى 2012 عندما بدأوا تحقيقات بشأنه تتعلق بتهرب ضريبي او ما إذا ساعد النظام الاوكراني، الذي كان في ذلك الوقت مقربا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في غسيل الاموال. ويأتي توجيه الاتهامات قبل ايام على الذكرى السنوية الاولى لانتخاب ترامب — في 08 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 — وعشية جلسات استماع في الكونغرس لمدراء تنفيذيين من فيسبوك وغوغل وتويتر في إطار تحقيقات حول محاولات روسية للتأثير على نتيجة التصويت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الكترونية اخرى. وسيعلم الكونغرس من شركة فيسبوك ان حوالي 126 مليون مستخدم لهذا الموقع في الولايات المتحدة، يمثلون شريحة هائلة محتملة من الناخبين الامريكيين، قد يكونون اطلعوا على روايات او تعليقات او محتويات اخرى من مصادر روسية، بحسب ما ذكره موقع “ريكود” لأخبار التكنولوجيا وصحيفة وول ستريت جورنال، ووسائل اعلام امريكية اخرى. المصدر :وكالات |