دعا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الشباب الى "الانخراط في اوسع عملية تغيير ديموقراطي من خلال الاطر الثقافية والاجتماعية والسياسية التي ينتسبون اليها"، وحضهم على العمل لإيصال من لديهم القدرة والرغبة في معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية من خلال صندوقة الاقتراع في الانتخابات المقبلة.
كلام اللواء ابراهيم ورد خلال محاضرة ولقاء حواري استضافته الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) بين المدير العام للأمن العام وطلاب الجامعة واساتذتها وموظفيها. وسبق اللقاء جولة قام بها ابراهيم على كليات الجامعة ومختبراتها بمعّية رئيس الجامعة واركانها وضباط كبار من الامن العام، تلاه لقاء في قاعة كلية شاغوري للعلوم الصحية في حرم جبيل، واستهل بتقديم لعميد الطلاب في الحرم الدكتور مكرم عويس، وتلاه رئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا مرحباً ومنوهاً بما قام به ابراهيم لجهة حقن الكثير من الدماء وتفكيك الخلايا الارهابية. وقال جبرا بأن الطلاب يتوقون الى "لِقاءِ مسؤولٍ، يعلو بممارسته فوق الزواريب والدروب الملتوية". وشدد على ان الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) تَشعُرُ أَنَّها مسؤولةٌ بدورِها وتسعى الى ردِّ الجميلِ للمجتمع، من خلال تحضير قيادات المستقبل.
وبعد تبادل الدروع والهدايا التذكارية بين ابراهيم وجبرا تحدث اللواء ابراهيم تحت عنوان: "من أجل مستقبل واعد للشباب" عن لبنان الذي لم يصل بعد الى أفضل أحواله على مختلف المستويات. وقال ان جيله حكمته ظروف قاهرة بكل ما للكلمة من معنى، ومن سبقه لم يتمكن من منع وقوع الحرب والتخفيف من اثارها. واعتبر ان المطلوب اقتراح الحلول والمساعدة على توفير ما هو حق للشباب على نظامهم السياسي ودولتهم. ورأى ان خوف الشباب على مستقبل وطنهم مشروع نتيجة الاسهاب في الحديث عن المشكلات الكثيرة من دون وضع سياسات استراتيجية تتبنى قضية الشباب وكيفية انخراطهم في المنظومة الاقتصادية المتكاملة، وتجعلهم أولوية بما يمكّنهم من تجاوز الصعوبات والمعوقات التي تعترض طريقهم. وحض ابراهيم الدولة على تأمين اندماج الشباب في المجتمع العملي والمهني العام والخاص لوقف نزف الهجرة الى الخارج واستيراد العمالة الاجنبية الى الداخل.
وشدد ابراهيم على "ان الأكثر خطورة على الشباب ومستقبلهم هو سكوتهم على تحويلهم ضحايا الثقافة الفئوية والحزبية والمناطقية، ووقودا للشحن والانقسامات، وقبولهم ايضا بتجاوزهم وعدم اشراكهم في صنع القرارات السياسية بما هو حق". ودعاهم الى "التصدي لثقافة المعازل واستبدالها بالثقافة الوطنية، وبناء لبنان على مبدأ المواطنة المتساوية والمتكافئة، واعتماد معايير الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير". وحض الدولةً والمجتمع المدني على استشراف التطورات المستقبلية ووضع البرامج والخطط لملاقاتها بما يخدم مصلحة لبنان في مجالات الانماء والانتاج والتحديث. ودعا ابراهيم الطلاب الى "ان يكونوا مبدعين لا مقلدين، مبادرين لا متلقين، احراراً في افكارهم لا تابعين، وتغييريين وديموقراطيين يسعون الى الثقافة والحوار".
ورداً على اسئلة الحضور، قال ابراهيم ان قانون الانتخاب الجديد ليس الافضل، لكنه افضل الممكن ويمكن ان يشكل فرصة للتغيير. واوضح ان قانون الانتخاب الامثل برأيه هو لبنان كدائرة واحدة مع النسبية لإسقاط كل المعايير الطائفية والمذهبية. وعرض لمشكلة اللبنانيات المتزوجات من اجانب وحصول اولادهن على الجنسية اللبنانية، واشار الى حوار يرعاه الامن العام لمتابعة هذا الموضوع ورفع الاقتراحات بشأنه الى السلطة السياسية. ورداً على سؤال عن أسباب منع عرض بعض الافلام، قال: "اننا نعيش في مجتمع طائفي ومنقسم وبعض الافلام قد تثير النعرات والمعيار لدى الامن العام هو منع الانقسام، وتهديد امن المجتمع لأن ثمة من يتفاعل مع الاعلام بتعصب اعمى". اما عن "الواسطة" في الدخول الى سلك ضباط الامن العام فقال ان التطوع في الكلية الحربية لصالح الاجهزة العسكرية والامنية يتم عن طريق الجيش. ومع العماد جوزف عون لا مكان للواسطة.
وتطرق اللواء ابراهيم الى قضية اللجوء الى لبنان، موضحاً ان عدد اللاجئين والنازحين تخطى المليونين والنصف وافد سوري ولاجئ فلسطيني ومن جنسيات مختلفة، والناس تلجأ الى لبنان لأنه بلد للحريات. ورداً على سؤال عن معاملة النازحين السوريين قال ان توافد الملايين الى لبنان رتب اعباءً اضافية على الامن العام الذي يسعى الى معالجة الامور من خلال فتح مراكز خاصة لتسهيل معاملاتهم. وخلص الى ان حلمه عندما يترك جهاز الامن العام يكون قد اصبح ممكنناً بالكامل (اون لاين)، ولا حاجة الى استعمال الورقة والقلم، وهذا برأيه تحد اداري كبير. اما التحدي الاخر على المستوى الوطني برأيه، فكان التصدي لمحاولات خلق ارهاب جديد يحل مكان ارهاب "النصرة" و "داعش" كي لا تستقر بلادنا و لا تبقى موحدة.