الأحد 5 تشرين الثاني 2017 19:10 م |
تشاور بين عون وبري ونصرالله لمعالجة تداعيات استقالة الحريري |
واخيراً نفذت القيادة السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان تهديداتها وكل ما كان يحكى على لسان وزير الخليج في النظام السعودي ثامر السبهان كان رسائل تهديد وتهويل لرئيس الحكومة سعد الحريري لكي يستجيب لـ"ضرورات" التصعيد السعودي المتمادي في المنطقة وان يضع برأيهم حداً لنفوذ حزب الله وايران في لبنان وعدم قدرة السعودية على لعب ورقة لبنان والسيطرة عليه او ان يكون ساحة خلفية لمشاريعها في المنطقة. كما تؤكد مراجع قيادية وحزبية وسياسية في 8 آذار لـ"الديار". وفي ردود فعل اولية على الاستقالة المفاجئة للرئيس الحريري من رئاسة الحكومة ومن السعودية وبعد مرور ساعات على لقاء الحريري لمستشار المرشد الاعلى للثورة الاسلامية السيد علي خامنئي الدكتور علي ولايتي وقبلها توقيعه مرسوم تعيين سفير لبنان الجديد في دمشق وقبلها زيارته منذ 48 ساعة السعودية ولقاء الحريري محمد بن سلمان والسبهان وتأكيده حرص الرياض على حكومة واستقرار لبنان، تواصلت "الديار" مع قيادات بارزة في تحالف قوى 8 آذار وحزب الله وحركة امل للوقوف على آرائهم وكيفية الخروج من هذه المشكلة الدستورية وانعكاسها السياسي والامني والوضع اللبناني بشكل عام. ويؤكد احد القياديين البارزين في 8 آذار لـ"الديار" وعلى علاقة بالتواصل بين الثنائي الشيعي والرئيس الحريري اننا لم نكن في اجواء هذه الاستقالة وخصوصا ان الرئيس الحريري ارسل تطمينات الى الرئيس نبيه بري والى حزب الله عبر الرئيس بري منذ 48 ساعة، انه لن يستقيل وان السعودية تريد استقرار لبنان. ويكشف القيادي ان وللمفارقة ان الحريري وحزب الله لم يصطدما ولو لمرة واحدة خلال العشرة اشهر الماضية من عمر الحكومة كما ان المساعي كانت للقاءات "مباشرة ومبشرة" بين حزب الله والحريري ولتمهيد الاجواء قبل لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس الحريري. ويلفت القيادي الى ان حصيلة اللقاءات الاخيرة بين السعودية وبيروت وطهران كانت في نقل اجواء ايجابية بين القيادتين السعودية والايرانية والبدء ببناء مناخ الثقة بين الدولتين وبإرساء هدنة إعلامية بين ايران والسعودية من جهة وبين حزب الله والسعودية من جهة ثانية حتى نضوج المساعي العمانية للتفاوض بين البلدين واختمار الظروف الاقليمية لذلك. ويشير القيادي الى ان المعلومات الاولية التي حصلنا عليها من "اصدقاء مشتركين" مع السعودية والحريري ان قرار الحريري بالاستقالة ليس شخصياً وهو بإيعاز وإجبار من محمد بن سلمان والذي خير الحريري بين السعودية وبين ايران وبينه وبين حزب الله. ويلفت القيادي الى ان مؤتمر الصحافي للحريري اعلنت عنه قناة "العربية" قبل انعقاده بلحظات وبعد لقاء الاخير بالملك السعودي وان اعلان الحريري الاستقالة من الرياض يعني ان امر الاستقالة سعودي ومفروض منها. ويلمح القيادي الى ان لقاء الحريري لولايتي في السراي والكلام الذي صدر عنه تجاه الحريري انه "رجل محترم" ونتمسك بالحكومة والاستقرار اذ تعتبر السعودية ان العهد والحكومة يوفران مظلة حماية سياسية لحزب الله في وجه العقوبات وان وجود الحكومة واستقرار لبنان يخدم الحزب وجمهوره وحلفاءه والرئيس ميشال عون ويحقق مصالحهم على حساب الحريري "الضعيف" والمرهون "لبقائه بالسراي" بقوة نفوذ ايران وسلاح حزب الله. فإجبار السعودية الحريري على الاستقالة اتى ليعبر وفق القيادي والمعلومات المستقاة سعوديا وخليجيا ولبنانيا ليؤكد ان السعودية تلعب اخر اوراقها في المنطقة وهي الورقة اللبنانية وهي الاخيرة لها وسيكون مصير العبث باستقرار لبنان قاتما ومزعجا ولن نسمح به. واذ يعتبر القيادي ان استقالة الحريري ولو كان مجبراً عليها هي إعدام سياسي له وللبلد والحكومة والعهد وسيكون لها تأثيرات سياسية واقتصادية اما موضوع الامن فتحت "المجهر" منذ هزيمة داعش والنصرة في الجرود. ويتوقع القيادي ان يلغي الرئيسين عون وبري الاول زيارته الى الكويت والثاني الى مصر لمواجهة تداعيات استقالة الحريري التي يفترض ان يقدمها خطية الى عون وان يكلفه الاخير تصريف الاعمال حتى بدء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة. ويشير الى ان تداعيات استقالة الحكومة ستنعكس على الانتخابات وتطييرها كما ستتأثر الموازنة والتعيينات وكل الامور الاجرائية التي لا يمكن للحكومة القيام بها بفعل استقالتها. ويؤكد القيادي ان حزب الله وحركة امل وفريق 8 آذار سيتعاملون بهدوء مع قرار الحريري بالاستقالة وسيدرسون خطواتهم بعناية تامة ضمن سقف الاستقرار والحفاظ على البلد واجراء الانتخابات في وقتها وعدم تضرر مسيرة المؤسسات او تعطلها وعدم وقف مصالح الناس الحيوية والاقتصادية. ويلمح القيادي الى ان الرئيسين عون وبري والسيد نصرالله سيتشاورون بـ"الطريقة" المناسبة والوسائل المتاحة لاتخاذ القرارات الوطنية الكبرى والحكيمة كعادتهم في مواجهة الظروف الطارئة والازمات. المصدر :علي ضاحي- الديار |