الأحد 5 تشرين الثاني 2017 20:04 م |
الأمن السعودي يلزم الطائرات الخاصة بالبقاء في المطارات لمنع أي شخصية من مغادرة المملكة |
أوقف 11 أميرا وعشرات الوزراء الحاليين والسابقين في السعودية، في حملة تطهير غير مسبوقة في المملكة يفترض أن تسمح لولي العهد الشاب بتعزيز سلطته. وقال مصدر حكومي ان بين الموقوفين الأمير الملياردير الوليد بن طلال. وصدرت أوامر ملكية بإعفاء وزير الحرس الوطني ووزير الاقتصاد والتخطيط وإحالة قائد القوات البحرية إلى التقاعد، بحسب وكالة الانباء السعودية. وسلم المسؤول في الحكومة فرانس برس لائحة تضمنت اسماء 14 شخصية تم اعتقالها تتضمن الوليد بن طلال. قوات الامن ألزمت الطائرات الخاصة بالبقاء في المطارات لمنع اي شخصية من مغادرة المملكة ولاحقا، أعلنت السلطات انها ستقوم بتجميد الحسابات المصرفية للشخصيات التي اوقفت، حسب ما ذكر مصدر رسمي. وقالت وزارة الاعلام عبر “مركز التواصل الدولي” المخول التواصل مع وسائل الاعلام الاجنبية، ان المبالغ التي يتضح أنها مرتبطة بقضايا فساد ستتم اعادتها الى الخزينة العامة للدولة السعودية. واشارت شبكات التواصل الاجتماعي الى تكهنات حول مكان احتجاز المشتبه بهم، مع التركيز على فندق ريتز كارلتون قرب الرياض. وبدا الفندق الفخم مغلقا امام الزبائن الاحد واشار موقعه على الانترنت الى ان الحجوزات كاملة. وقال النائب العام الشيخ سعود بن عبد الله بن مبارك المعجب في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه ان “المشتبه بهم يملكون الحقوق ذاتها والمعاملة ذاتها كأي مواطن سعودي”، مضيفا ان “منصب المشتبه به او موقعه لن يؤثر على تطبيق العدالة”. عهد جديد وتراجعت أسهم شركة المملكة القابضة، مجموعة الاستثمارات الدولية التي يملك الأمير السعودي الوليد بن طلال 95 بالمئة من رأسمالها، بنسبة 9,9 بالمئة عند بدء التداولات صباح الأحد، إثر ورود تقارير عن اعتقاله. لكنها اغلقت على انخفاض نسبته 7,4 بالمئة. وتراجع مؤشر بورصة الأسهم السعودية “تداول”، أكبر بورصات الدول العربية، بنسبة 1,6% بعد دقيقة واحدة على بدء التداولات. وقال مصدر ملاحي ان قوات الامن ألزمت الطائرات الخاصة بالبقاء في المطارات لمنع اي شخصية من مغادرة المملكة على الارجح. وصرح كريستيان اولريكسن الخبير في شؤون الخليج في معهد بيكر بجامعة رايس الأميركية لفرانس برس “يبدو أن نطاق ومدى هذه الاعتقالات لم يسبق لهما مثيل في التاريخ الحديث للمملكة العربية السعودية”. واضاف “إذا تأكّد اعتقال الامير الوليد بن طلال، فسيشكل ذلك صدمة على الصعيد الداخلي وفي عالم الاعمال الدولية”. وجرت الحملة بعد ساعات على تشكيل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لجنة لمكافحة الفساد أسند رئاستها الى نجله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وقد اوقف في اطارها 11 أميرا واربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين، بحسب ما ذكرت قناة العربية التي تمولها السعودية. اصلاحات وأصدر العاهل السعودي مساء الاحد أمراً ملكياً قضى “بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعضوية رئيس هيئة الرقابة والتحقيق، ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ورئيس ديوان المراقبة العامة، والنائب العام، ورئيس أمن الدولة”. وبحسب الأمر الملكي الذي نشرت نصه وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) فإن اللجنة مكلفة “حصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام”، وقد باشرت التحقيق في السيول التي شهدتها مدينة جدة الواقعة في غرب المملكة على البحر الأحمر في 2009 وأدت الى مقتل 123 شخصا وتشريد الالاف. ومنح الملك سلمان اللجنة صلاحيات “التحقيق، وإصدار أوامر القبض، والمنع من السفر، وكشف الحسابات والمحافظ وتجميدها، وتتبع الأموال والأصول ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص والكيانات أياً كانت صفتها، ولها الحق في اتخاذ أي إجراءات احترازية تراها حتى تتم إحالتها إلى جهات التحقيق أو الجهات القضائية بحسب الأحوال”. وعلقت هيئة كبار العلماء بالسعودية على موقع تويتر مؤكدة أن “محاربة الفساد لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب”. وأقال الملك سلمان بموجب أوامر ملكية وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وعيّن بدلا منه الأمير خالد بن عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، كما أعفى وزير الاقتصاد والتخطيط عادل فقيه وعين مكانه محمد التويجري، بحسب ما ذكرت وكالة واس. كذلك أصدر الملك سلمان امرا ملكيا قضى بإنهاء خدمة قائد القوات البحرية الفريق الركن عبد الله بن سلطان بن محمد السلطان بإحالته إلى التقاعد، وترقية اللواء البحري الركن فهد بن عبد الله الغفيلي إلى رتبة فريق ركن وتعيينه قائداً للقوات البحرية. ويسعى ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى احكام قبضته في السياسة والاقتصاد، بحسب ما يرى محللون، عبر استراتيجية مزدوجة: التصدي لأي معارضة، واستقطاب الجيل الشاب الى حلقة طموحاته. واتخذ الامير الثلاثيني منذ تعيينه في منصبه في حزيران/يونيو الماضي اجراءات سياسية وامنية عديدة بهدف تعزيز نفوذه في المملكة قبل ان يتوج في المستقبل ملكا خلفا لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز (81 عاما). وتعهد في نهاية تشرين الأول/أكتوبر بقيادة مملكة معتدلة ومتحررة من الافكار المتشددة، في تصريحات جريئة شكلت هجوما عنيفا ونادرا من قبل مسؤول سعودي رفيع المستوى على أصحاب الافكار المتشددة في المملكة المحافظة التي بدأت تشهد في الاشهر الاخيرة بوادر انفتاح اجتماعي. وقال الامير محمد خلال منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” الذي أقيم في الرياض “نحن فقط نعود الى ما كنا عليه، الاسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الاديان وعلى جميع التقاليد والشعوب”. واضاف ان “سبعين بالمئة من الشعب السعودي أقل من 30 سنة، وبكل صراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار مدمرة، سوف ندمرها اليوم وفورا”. وتسارعت بوادر الانفتاح الاجتماعي في المملكة منذ بروز دور الامير محمد في العام 2015 حين كان وليا لولي العهد. وفي 2016، أعلن الامير عن خطة اقتصادية شاملة تحت مسمى “رؤية 2030″ تقوم على تنويع الاقتصاد المرتهن للنفط وتركز على قطاعي السياحة والترفيه، وعلى تفعيل دور المرأة في الاقتصاد. وعلى صعيد الإصلاح الاجتماعي، اتخذت السعودية مؤخرا خطوة تاريخية إذ سمحت للمرأة بقيادة السيارة اعتبارا من حزيران/يونيو المقبل، وألمحت الى امكانية السماح باعادة فتح دور السينما قريبا. واعادت بعض الحفلات الغنائية الى دور الموسيقى في الرياض وعلى شاشة القناة الرسمية الثقافية. وشهدت السعودية في أيلول/سبتمبر حملة توقيفات شملت أكثر من 20 شخصا بينهم رجال دين بارزون وشخصيات معروفة. ورأى محللون ان بعض الموقوفين معارضون للسياسة الخارجية المتشددة التي تتبعها السعودية حاليا، خصوصا فيما يتعلق بالأزمة مع الجارة قطر، بينما ينظر بعضهم الاخر بريبة الى الاصلاحات الاقتصادية التي يعتمدها الامير محمد، وبينها تخصيص قطاعات عامة وتقليل الدعم الحكومي. المصدر :وكالات |