الجمعة 11 آذار 2016 10:37 ص

حي الزيب تحدى الحياة في مخيم عين الحلوة


* جنوبيات

بعيداً عن ضجيج التحركات والهتافات ضد الأونروا وسياساتها، وبعيداً عن الوضع الأمني الذي يتأرجح بين الفينة والأخرى، هناك في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان ما يستحق أن تسلط عليه الأضواء، منظر يأخذك بجماله وألوانه الفرحة الى مكان آخر، هناك في أروقته تحفة فنية تسرق من العابر نظراته، وتأسره، وتجبره للوقوف لحظة تأمل في هذا المنظر البديع .. بل ويسأل نفسه "هل أنا حقاً في مخيم عين الحلوة؟".

 "حي الزيب" أحد أحياء مخيم عين الحلوة الذي تحوَّل من ركام وحطام وإهمال الى منظر لم يألفه اللاجئون الفلسطينيون من قبل في المخيمات الفلسطينية، تستقبلك رائحة الأزهار والورود التي زرعت على جنبات الطريق بدلاً من رائحة الدخان والبارود، وألوان الجدران هناك ترشح بألف حكاية وحكاية وتروي قصة حي شهد معركة غيَّرت مالمحه وحولته إلى خراب.

فاثبتوا اهالي المخيم ان حياتهم لا تقتصر على المعارك والفقر بل ان هناك مبدعون وأناس يستحقون الحياة، فكثير من الورد ينبت من داخل الصخر.
وبرغم الإهمال والحرمان والمعاناة الذي رافقه مع السنين يبقى الفلسطيني في مخيم شتات مشدوداً إلى الأمل المنشود والتفاؤل المطلوب، سعياً الى الحياة حيث يقيم ضمن أسوار مخيمه".

فقد حمل الفلسطيني ريشته بيده، يلون يوميات حياته في حي «الزيب» و«البصة»، والأكثر ضيقاً وزحمة. استخدم الألوان النارية وصنع منها حيين نموذجيين، صقل الأخضر مع الأصفر والأحمر والقرميدي للطبقة الأرضية السلفية، زارعاً حديقة خلفية على الجدران أشبه ببستان من الشتول الغناء، فحول "مخيم الزيب" الى لوحة فنية تسر نظر الحاضرين . اجتمعت كل اطياف المخيم من لجان وأحياء ومبادرات شعبية وشبابية ليساهموا جميعاً في رعاية افتتاح الزواريب المؤدية الى الحيين في حشد أشبه بمسيرة مجتمعية لمعاينة فسحة الأمل وبقعة الضوء التي تحولت الى مزار للكبار وملعباً للصغار. هؤلاء ربما شعروا للمرة الأولى أنهم كباقي الأطفال في هذا الكون، يستحقون أن يلعبوا في بيئة نظيفة. خرج أهل المخيم بدرس واحد: «إن ما يفرقه الحقد يجمعه الحب والجمال.. إن أردنا لذلك سبيلاً».

اصبح حي الزيب داخل مخيم عين الحلوة في صيدا مكان يعكس ثقافة الحياة، بعدما كان كباقي الأحياء يعكس حياة البؤس في ظل المأساة وحلم العودة الى الوطن الذي يعيشه كل اللاجئين الفلسطينيين منذ العام 1948".

وهذا وبالرغم من كل المصاعب، كرس شباب الحي طاقاتهم لإدخال البهجة إلى قلوب الأهالي، من خلال عمل متواصل دام لمدة شهرين حيث تم قلب هذا الحي رأسًا على عقب.

عندما تدخل الحي تندهش بالألوان الفرحة والزهور المنتشرة على جانبي الطريق، إضافة إلى بسمة الأمل التي لا تغيب عن وجوه أبناء الحي صغاراً وكباراً .

وبالرغم من كل صيحات البؤس والفقر التي تصدح بين أزقة المخيمات بالإضافة الى محاولة "الأونروا" التملص من مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، فإن الجميع هنا يتمسكون بالأمل وبالعودة الى أحياء فلسطين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر : جنوبيات