السبت 18 تشرين الثاني 2017 18:36 م |
مصادر:الحزب الحاكم في زيمبابوي سيقيل موغابي من رئاسته غدا الأحد |
قال مصدران في الحزب الحاكم في زيمبابوي اليوم السبت إن اللجنة المركزية للحزب ستعقد اجتماعا خاصا صباح غد الأحد لإقالة الرئيس روبرت موغابي (93 عاما) من رئاالحزب. والاجتماع المقرر أن يبدأ في العاشرة والنصف صباحا (0830 بتوقيت غرينتش) سيعيد إيمرسون منانغاوا نائب الرئيس إلى منصبه وسيعزل جريس زوجة موغابي من قيادة الرابطة النسائية بالحزب. وفي وقت سابق السبت أوقف جنود مدججون بالسلاح ، آلاف المتظاهرين الذين كانوا متوجهين الى القصر الرئاسي في هراري، للمطالبة باستقالة الرئيس روبرت موغابي . جلس المتظاهرون المشاركون في يوم تعبئة وطني لحمل موغابي على الاستقالة بعد أن وضعه الجيش في الاقامة الجبرية هذا الأسبوع، على قارعة الطريق، على بعد حوالي 200 متر من القصر الرئاسي، تعبيرا عن احتجاجهم. وكان جنود ملثمون يؤمنون الحراسة، بينما كانت مروحيات تحلق في سماء المنطقة. وفي المقابل، توجه الاف المتظاهرين نحو مقر الاقامة الخاص لروبرت موغابي، في ضاحية هراري. ونزل آلاف الزيمبابويين الى شوارع هراري السبت للمطالبة باستقالة الرئيس روبرت موغابي، الذي تخلى عنه تدريجياً أقرب حلفائه، وقد حصل هذا التحرك على دعم الجيش الذي سيطر على البلاد هذا الأسبوع. وكتب متظاهرون مبتهجون من السود، وأيضاً من البيض الذين تشكل مشاركتهم في تحركات مماثلة أمراً نادراً، على لافتات كانوا يلوحون بها، “لقد طفح الكيل، على موغابي ان يستقيل” و”أرقد بسلام يا موغابي” و”لا لسلالة موغابي”. وتختتم هذه التظاهرات المعادية لموغابي، والتي بدأت سلمية صباح السبت، أسبوعاً شهد أزمة سياسية غير مسبوقة في زيمبابوي حيث بسط الجيش سيطرته ووضع رئيس الدولة الذي يتولى السلطة منذ 1980، في الإقامة الجبرية. ويشكل تدخل الجيش منعطفاً في فترة حكم موغابي الطويلة، والتي تميزت بقمع كل معارضة، وأزمة اقتصادية حادة. ويعاني حوالى 90% من الشعب من البطالة. وفي الثالثة والتسعين من عمره، يعاني أكبر رئيس دولة سناً في العالم، مزيداً من العزلة، وقد تخلى عنه اقرب حلفائه، فبعد الجيش والرفاق القدامى، تخلت عنه مساء الجمعة الفروع المحلية للحزب الرئاسي زانو-بي.اف وطالبت باستقالته. وقال المتظاهر كلفين شونهياوا الذي كان يلوح بعلم زيمبابوي، “انا في الثلاثين من عمري. تخيلوا. لم اشتغل أبداً، وذلك بسبب نظام موغابي. لذلك نطالب بالتغيير”. وأكدت ايما موشينجي (37 عاماً) وسط صخب الابواق الذي يصم الاذان، “انتظرنا فترة طويلة هذا اليوم”. وشارك في التظاهرات ايضاً ستيفانوس كرينوف، المزارع الابيض الذي طرد في اطار الاصلاح الزراعي المثير للجدل الذي اطلقه موغابي في العام 2000.. وقال “منذ فترة طويلة لم يحصل شيء مماثل اي ان نكون سوية”، الاكثرية السوداء والاقلية البيضاء المتحدرة من احفاد المستوطنين البريطانيين. ولبى المتظاهرون دعوة قدامى المقاتلين في زيميابوي، أقطاب أساسيون في الحياة السياسية، وحركات المجتمع المدني، ومنها حركة “ذيس فلاغ” التي يرأسها القس ايوان ماوارير، أحد ابرز اقطاب التمرد على موغابي الذي قمعته قوى الأمن في 2016. وانتشر الجنود السبت في شوارع هراري، لكن المتظاهرين القوا عليهم التحية هذه المرة، وصافحوهم. وكان البعض منهم يرفع صور رئيس الاركان الجنرال كونستانتينو شيوينغا الذي يقدم دعمه الكامل للتظاهرات. انتهت اللعبة وتدخل الجيش ليل الثلاثاء الاربعاء، من دون إراقة الدماء في هراري، دعماً لإيميرسون مانانغاغوا الذي عزل قبل أسبوع من منصبه نائباً للرئيس. وفرض الجيش الإقامة الجبرية على موغابي لكنه سمح له بالتنقل بحسب الضرورة. وقام موغابي الجمعة بظهوره العلني الاول منذ الانقلاب العسكري خلال حفل تسليم الشهادات الجامعية في هراري. ولم يلق خطاباً بل استغرق في اغفاءة على غرار ما يفعل دائماً في الاماكن العامة، وهو جالس في كرسي كبير من الخشب والجلد. يقول انطوني فان نيوكيرك، استاذ العلوم السياسية في جامعة فيتفاترسراند في جوهانسبورغ ان الجيش يريد من خلال السماح لموغابي بالخروج من المقر الرئاسي، أن يعامله “بكرامة واحترام” حتى ايجاد حل للأزمة. إلا ان النقاشات تراوح مكانها حتى الان ويتمسك الرئيس موغابي بالسلطة. لكن الجيش أعرب الجمعة، عن ارتياحه لتمكنه من تسجيل “تقدم كبير” في عملية التطهير التي يقوم بها ضد المقربين من الرئيس وزوجته غرايس التي سعت الى اسقاط ايمرسون منانغاغوا (75 عاماً) الذي اصبح منافساً كبيراً جداً في سعيه لخلافة الرئيس. وقامت بحملة نشطة لتشويه صورة منافسها. وكانت في نهاية المطاف محفز الازمة السياسية الحالية. وقال الرئيس الواسع النفوذ لقدامى مقاتلي حرب الاستقلال كريستوفر موتسفانغوا، مخاطباً موغابي “انتهت اللعبة”. واضاف “عليه ان يستقيل. يمكننا ان ننهي العمل الذي بدأه الجيش”، داعياً الى التعبئة ضد موغابي. وقد عاد ايمرسون منانغاغوا الى زيمبابوي الخميس بعدما فر من البلاد اثر عزله، لكن اسمه مطروح لتولي قيادة مرحلة سياسية انتقالية. ورفع متظاهرون صوره السبت. المصدر :وكالات |