تسابق بلدية الاحتلال بالقدس الزمن لتنفيذ مزيدا من المشاريع الاستيطانية والتهويدية في مسعى منها لفرض وقائع على الأرض في القدس القديمة والأحياء الفلسطينية بالمدينة المحتلة.
وتناقش مؤسسات الاحتلال مخطط القطار الهوائي "تلفريك" ومخطط القطار الخفيف بالقدس القديمة وربط ساحة حائط البراق في المسجد الأقصى بالقطار السريع بين تل أبيب والقدس.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت على مخطط بناء "تلفريك" فوق البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، وهو مشروع من المرجح أن يثير غضب الفلسطينيين والمجتمع الدولي.
وأوضحت وزارة السياحة الإسرائيلية أنه تم المصادقة على المرحلة الأولى من المشروع التي من المتوقع أن تبلغ كلفتها 200 مليون شيكل، كما أعلنت الحكومة أيضا خطة خماسية لتطوير البنى التحتية في القدس المحتلة.
ومن المتوقع بدء التشغيل عام 2021. وكانت الشركة الفرنسية العملاقة "سويز انفيرونمان" قررت عام 2015 عدم التقدم للمشاركة في بناء "التلفريك" تجنبا لإثارة جدل سياسي.
ويجري إعداد المخطط من قبل شركة دولية متخصصة في مشاريع مماثلة، غير أن ما يسمى "سلطة تطوير القدس" مترددة في الإعلان عن اسمها، كونه قبل بضع سنوات، انسحبت شركة فرنسية من المشروع تحت ضغط من الحكومة الفرنسية بسبب الحساسية السياسية.
ولتسريع مخطط القطار الهوائي بالقدس القديمة، تنظم جولة ميدانية لطواقم ما يسمى "سلطة تطوير القدس" ومكتب القدس والتراث ووزارة السياحة وبلدية القدس، حيث سيتم تفقد المواقع والمحطات التي سيمر منها القطار الخفيف حول أسوار القدس القديمة حتى ساحة البراق.
مسار القطار الخفيف من المتوقع أن يمر بالقرب من مواقع حساسة مثل المسجد الأقصى وساحة البراق، الأمر الذي يثير معارضة شديدة للفلسطينيين والمجتمع الدولي.
وفي الأسابيع الأخيرة، عقدت اجتماعات مع سكان يعيشون بالقرب من المحطات المخططة، وأنشئ مركز إعلامي بشأن المشروع، وسيقدم في غضون ثلاثة أسابيع إلى اللجنة الوطنية للبنية التحتية.
وحسب تقديرات سلطات الاحتلال، إذا لم يكن هناك حوادث وعراقيل، بحلول عام 2021 سيكون من الممكن السفر عبر القطار الخفيف بالقدس القديمة والوصل حتى ساحة البراق.
وتسوغ سلطات الاحتلال مشروعها الاستيطاني والتهويدي على أنه يهدف إلى تنظيم حركة السير والمواصلات وتخفيف أزمة السير في القدس، وإن الحديث عن مشروع للنقل هدفه الرئيسي هو حل مشاكل المرور حول القدس القديمة.
وبالإضافة إلى المشاكل السياسية التي من المتوقع أن يثيرها المشروع، فمن المتوقع أيضا أن يواجه المعارضة بسبب الأضرار التي لحقت بقيم المحافظة والمناظر الطبيعية للقدس القديمة. وبالإضافة إلى ذلك، هناك من يدعي أن هذا المخطط يحول القدس القديمة إلى "ديزني لاند" وأن التلفريك سيكون جاذبا للسياح وليس مجرد وسيلة نقل.
ووفقا للخطة، ستشمل المرحلة الأولى من المشروع بناء ثلاث محطات: أولها ستقام بالقرب من مجمع المحطة بالقرب من مسرح خان؛ وتقع المحطة الثانية بالقرب من موقف للسيارات في قرب جبل الخليل. وستبنى المحطة الثالثة على سطح مجمع "كيدم" قرب ساحة البراق.
ووفقا للخطة، سوف تكون كل عربة قادرة على نقل ما يصل إلى عشرة ركاب، وفي أوقات الذروة، 73 عربة ستكون على الخط. ويبلغ طول الخط 1.4 كيلومتر، وسيكون النظام تلقائيا، وكل 15 إلى 20 ثانية القطار سيغادر، حتى لو لم يكن هناك ركاب. سوف تكون سرعة القيادة 21 كم / ساعة وسوف تستمر 4.5 دقيقة.
ومن أجل بناء المشروع، سيكون من الضروري بناء 15 أعمدة كبيرة من الإسمنت المسلح بارتفاع 26 مترا، ولعل أبرز المعطيات تلك التي تشير إلى التلفريك يمكن أن ينقل في ساعات الذروة حوالي 3000 راكب كل ساعة.