يعتبر استخدام دبس الرّمان أو"رُب الرّمان" من العادات التي ارتبطت في إعداد الطعام العربي، لما له من نكهة مميزة ومحببة، وتضفي طعماً لذيذاً على بعض الأطعمة، خاصة "الفتّوش" و"ورق العنب" و"متبل الباذنجان"، كذلك يضاف إلى "كبد الدجاج" وبعض الأطعمة الأخرى.

ولدبس الرّمان فوائد صحيّة عدّة أيضاً، حيث يُستخدم في العلاجات الطبيّة لاحتوائه على نسبة عالية من الحموضة العضويّة، ما يجعله علاجاً نافعاً لكثير من الأمراض. كما أن احتواءه على الفيتامينات يجعله مسكّناً للآلام ومخفّضاً للحرارة ومعالجاً للإسهال.

ومن الفوائد الصحيّة أيضاً أنه يعمل على تفتيت الحصى في الكلى، وعلى إبطاء تراكم الكوليسترول في الشرايين ليحمي من أمراض القلب والجلطات، ويخفف من تفشّي سرطان الحنجرة والبروستات.

داخل المخيمات الفلسطينيّة في لبنان، تعمل بعض النساء الفلسطينيّات في تصنيع دبس الرّمان، تقول أم رشيد من مخيم عين الحلوة، جنوب لبنان، لـ"العربي الجديد": "أصنع دبس الرّمان في بيتي وهو خالٍ من أيّ مواد حافظة، وأصنعه من الرّمان الحامض، ولعدم وجوده بكثرة في الأسواق أخلطه مع الرّمان الحلو، وبعد فرطه أغليه حوالي تسع ساعات، ثم يترك ليلة كاملة كي يبرد، وبعد 12 ساعة نعبئه في زجاجات مختلفة الأحجام".

وتضيف: "يُستخدم دبس الرّمان في إعداد الطعام وخاصة السلطة والفتّوش والتبّولة واللحم بعجين ومتبّل الباذنجان، وفي يخنة الفاصولياء والبامية أيضاً، كما يستخدم في علاج أمراض عدّة، منها ارتفاع ضغط الدم، حيث يشرب كوب ماء مع ملعقة من دبس الرّمان على الريق، وهذه المعلومات أكدها لي طبيب مختص، وبالتالي فهو مفيد للصحة بشكل عام".

وتتابع أم رشيد: "أعدّ خلطة مكوّنة من دبس الرّمان والكيوي، حيث يغلى الكيوي بطريقة الرمّان نفسها، ثم يخلط مع خل التفّاح والبهارات، وتستخدم هذه الخلطة في إعداد المشاوي من اللحوم والدجاج والأسماك، وهذه الخلطة لاقت استحساناً لدى ربّات البيوت".

وتختم أم رشيد بتبيان الفرق ما بين دبس الرّمان الذي يصنع يدويّاً في البيت، ودبس الرمان المصنوع في معامل وهو الأكثر شيوعاً في الأسواق، إذ يخلو دبس الرمان "البيتي" من المواد الحافظة وحامض الليمون أو "ملح الليمون"، لذلك فهو يعتبر صحيّاً أكثر.