الجمعة 8 كانون الأول 2017 10:45 ص |
نصرالله دعا الى تظاهرة الاثنين دعما للقدس: القدس هي العاصمة الابدية لفلسطين |
قال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة: "إن موضوع حديثي اليوم هو ما أعلنه دونالد ترامب بالأمس حول الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي، فنحن نشعر بأننا بعد مئة سنة من وعد بلفور الأول أتانا وعد بلفور الثاني. وأود أن أتحدث عن 3 عناوين: إدراك المخاطر، بعض دلالات هذا القرار الأميركي، والموقف المطلوب. وسنسمع أصواتا في العالم العربي تقول إن ما حصل ليس له قيمة لتهوين خطورة هذا القرار، وكلنا يعلم أن الكيان الاسرائيلي لا يحترم القرارات الدولية ولا المواثيق الدولية". أضاف: "إن إسرائيل لا يهمها ما تقوله الدول العربية أو الأوروبية أو روسيا أو الصين، فما يعنيها هو الموقف الأميركي، وخلال عقود كان حكومات إسرائيل تحاول تهويد القدس، لكن الإدارات الأميركية حينا تسمح بحدود، وأحيانا تمنع الخطوات التهويدية في القدس". وأشار إلى أن "الموقف الاميركي كان يشكل مانعا من دون الاندفاعة الاسرائيلية في القدس"، وقال: "هنا، نفهم خطورة الموقف الاميركي الجديد، فترامب قال لإسرائيل القدس لكم وتخضع لسيادتكم. وهنا، انتهى الحاجز الأميركي التكتيكي، فالآن حكومة العدو لا حاجز أمامها بعد موقف أميركا، والآن ندخل في المخاطر: ما مصير السكان الفلسطنيين في القدس وأملاكهم؟ هل تصادر ام تهدم؟ وإذا كان الاسرائيلي يبني مستوطنات بعدد قليل، الأن سنشهد عملية بناء من دون ضوابط، ستتسع القدس باتجاه الضفة الغربية. وعلى هذا الصعيد، ما قام به الاسرائيليون على مدى عقود سيقومون بما هو أعظم منه في وقت قصير". وأشار إلى أن "المقدسات في خطر شديد، والمسجد الاقصى بات في خطر"، وقال: "لا تستغربوا أن نستيقظ في يوم قريب ويكون المسجد الاقصى قد هدم. ترامب يقول ألا قضية فلسطينية بعد اليوم، فهذا الكلام برسم من يؤمنون بالمفاوضات. إن الفلسطينيين يجمعون على أن عاصمة دولتهم يجب أن تكون القدس الشرقية، واليوم الاميركي شطب ذلك وحسم الأمر بأن القدس خارج المفاوضات". أضاف: "كل القضايا الأخرى التي هي موضع صراع مع إسرائيل ستكون في خطر، هناك الكثير من المخاطر المترتبة على هذا القرار، خصوصا إذا تم السكوت عليه، فالأمة التي تسكت على اغتصاب القدس من تاريخها هي أمة يمكن ان تتخلى عن أي شيء آخر تطمع به الادارة الاميركية". وتابع: "إن دول العالم كلها ترفض هذا القرار ولا تؤيده، ومعنى هذا أن الدول تقول لترامب نحن نرفض هذه الخطوة، فترامب لا يصغي لأحد ولا يحترم أحد لا حلفاءه ولا المجتمع الدولي". وسأل: "أين الاحترام الأميركي للمجتمع الدولي، فما شهدناه هو استخفاف بكل حكومات العالم، فترامب يعرف أن في هذا إهانة واعتداء على مشاعر مليار ونصف مسلم ومئات الملايين من المسيحيين. لقد شعر المسلمون والمسيحييون بالاهانة بان المدينة التي تمثل تاريخهم تم اعطاؤها الى دولة مصطنعة، نحن أمام رجل لا يعنيه وجدان مئات الملايين من الناس في العالم". أضاف: "ما فعله ترامب هو خرق للقرارات والاتفاقات الدولية، وهذا يعني اننا امام ادارة لا تحترم القرارات وتريد من العالم أن يحترمها. كما أننا أمام إدارة لا تشكل أي ضمانة، وهذا يعني أن لا أمن أو امان في العالم الذي بات محكوما بأهواء الرجل الذي يسكن في البيت الابيض". وسأل: "ما هي قيمة حلفاء اميركا في العالم العربي؟ يجب على كل الشعوب العربية أن تفهم أنها لا تساوي شيئا بالنسبة إلى ترامب وأميركا". وتابع: "نحن أمام عدوان أميركي سافر على القدس وأهلها ومقدساتها وهويتها الحضارية وشعبها. وأمام هذا الاعتداء الاميركي نحن معنيون بتحمل المسؤولية، فبالأمس سمعنا محللين اسرائيليين كبارا قالوا إن كل ما يقال عن ردات فعل على قرار ترامب لا قيمة له، ولن يحصل شيء في العالم العربي والاسلامي، لأن الشعوب العربية نسيت فلسطين وكل بلد مشغول بنفسه ولا وقت لاحد لاتخاذ موقف او ردة فعل". ورأى أن "الاستنكار هو اضعف الايمان، ولا يستهين احد بالموقف، وهذا امر مطلوب"، وقال: "كل أشكال الاحتجاج يجب أن تسمعه الادارة الاميركية على امتداد العالم، والبيانات والمواقف وعقد اللقاءات والندوات للتعبير عن الموقف كلها مطلوبة، وعندما نتظاهر جميعا في العالم العربي والاسلامي سيدرك ترامب أنه دخل في الزجاج. لن نتكلم كلاما كبيرا عن قطع العلاقات مع اميركا، ولكن يجب استدعاء سفراء اميركا وإبلاغهم الاحتجاج الرسمي". أضاف: "إن الكلام مفيد معنويا، فيجب اتخاذ الاجراءات والتدابير من أجل تحصين الموقف والضغط على أميركا لتجميد القرار، وهذا ليس امرا مستحيلا، والدليل أن هناك قرارات عدة تراجعت عنها أميركا، فنحن لا نقول اقطعوا العلاقات معها، ترامب قال إن ما قام به هو لمصلحة إسرائيل ومصلحة عملية السلام، ويحجب أن تثبتوا له العكس، وذلك عبر وقف الاتصالات السرية والعلنية مع اسرائيل. أما اذا استمرت الاتصالات فمعناها إنكم تقولون لترامب خذ القدس مع حبة مسك. وإن أضغف الايمان هو طرد سفراء إسرائيل ووقف كل خطوات التطبيع التي بدأت مع إسرائيل واي خطوة من خطوات التطبيع هي اعظم خيانة للقدس". واقترح "الدعوة إلى عقد قمة عربية وصدور قرار واضح وملزم لجميع أعضاء الجامعة العربية يعتبر القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين"، وقال: "من جملة التداعيات هو ما دعا اليه قادة كبار فلسطينيون وهو الدعوة إلى انتفاضة فلسطينية جديدة، وأن يقدم العالم العربي والاسلامي كامل الدعم إلى الشعب الفلسطيني اذا قرر ان يقوم بالانتفاضة".
أضاف: "في لبنان نحن جميعا لدينا إجماع وطني حول قضية القدس، وهذا الأمر يعني كل لبناني وعربي ومسلم ومسيحي. كما أننا معنيون بمواكبة الحدث وتطوراته للقيام بالفعاليات إن كانت احتجاجات أو غيرها، فنحن امام مواجهة حقيقية وعدوان اميركي كبير جدا، ومن جملتها التظاهر في اكثر من مكان ومناسبة".
المصدر : جنوبيات |