الجمعة 8 كانون الأول 2017 17:03 م

شخصيات وأحزاب ومؤسسات لبنانية تندد بالقرار الأميركي


 تواصلت المواقف اللبنانية المنددة بقرار الإدارة الأميركية الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، والمؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها اعتبار القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين.

ووصف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري القرار الأميركي الاعتراف بالقدس كعاصمة للدولة الإسرائيلية بالاستفزازي، وسيزيد عملية السلام تعقيدا ويضع تحديا إضافيا للاستقرار في المنطقة برمتها.

وأعلن باسم جميع اللبنانيين، "رفض هذا القرار والتمسك بالمبادرة العربية للحل على أساس الدولتين لتكون القدس عاصمة فلسطين."

كما وجه وزير التربية والتعليم العالي اللبناني مروان حماده كلمة إلى المدارس والجامعات الرسمية والخاصة، دعا فيها إلى تخصيص إحدى الحصص الدراسية في برنامج يوم الاثنين المقبل للحديث عن خطورة هذا التوجه وشرح أبعاده، وجعل الأجيال الشابة على اطلاع ومسؤولية تجاه مدينة القدس التي تحتضن رموز الديانات الموحدة، وضرورة احترام خصوصيتها كعاصمة لفلسطين المحتلة.

من جهته، اعتبر الوزير اللبناني نقولا تويني في بيان، "أن تهويد القدس خطوة خارجة عن مسيرة التاريخ وحقيقته ومنتهكة لحقوق الشعب الفلسطيني والعربي، كما أنها خطوة رجعية تتنكر لأبسط حقوق المسيحيين والمسلمين، وتنسج أكذوبة جديدة ومغامرة صهيونية أخرى في تحدي الشعوب العربية الإسلامية والمسيحية كما جميع المسيحيين والمسلمين في العالم."

وأكد تويني أن غلو أميركا في دعم وتوطيد السياسات الصهيونية في المنطقة، لهو نهج من شأنه تفجير المنطقة بأسرها، ولا يقارب منطق وعقلانية الثوابت التاريخية، وينسف القرارات الدولية السارية الأكثر جرأة.

وشدد رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة أن لا عرب ولا عروبة من دون القدس، ولا سلام من دون القدس، مضيفاً "نحن في زمن خطر يبلغ ذروته الآن وينبغي أن نكون جميعا على قدر المسؤولية".

بدوره، رأى النائب في البرلمان اللبناني نعمة الله أبي نصر أن القدس في خطر لكن صوت الحق أقوى. وأشار إلى أن الخطر هذه المرة لا يأتي فقط من إسرائيل التي تحتل القدس أصلا وتسعى إلى تهويدها، بل من تخلي العرب عن قضية القدس والسلوك اللامبالي بها من جانب الغرب.

ولفت الى انه ليس غريبا أن يعترف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وأن ينقل سفارته إليها في غفلة من العرب المتقاتلين في ما بينهم.

إلى ذلك أكد النائب نضال طعمة، في كلمة ألقاها خلال لقاء تضامني مع القدس أحياه طلاب وأساتذة المدرسة الوطنية الأرثوذكسية في عكار بالكلمة والرسم "أن قضية القدس هي قضية وطنية وأخلاقية بامتياز."

واعتبر طعمة أن انتهاك هوية القدس هو انتهاك لمبادرة السلام العربية، وللقيم الإنسانية والحضارية.

كما أكد النائب اميل رحمة أن القدس ليست عاصمة إسرائيل ولو اعترفت بذلك أعتى القوى في العالم، لأن القوة الظالمة وإنكار الحقوق لا يطمسان جوهر القضية ولا يلغيان الحقيقة الساطعة، وهي أن القدس مدينة تحتضن المقدسات المسيحية والإسلامية، وإنها عربية الهوية والانتماء مهما توسع الاستيطان وتغيير معالم الأمكنة، وإن ما يحصل هو جريمة متمادية بحق الأديان السماوية مما يحتم على العالمين المسيحي والإسلامي أن يتحدا ويواجها هذا القرار المهين والمعيب بموقف عالمي واحد حاسم وقاطع.

أما مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، فأدان قرار الإدارة الأميركية اعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال.

 وقال: إن "القرار الأميركي هو اعتداء جديد على فلسطين واحتلال جديد للقدس العربية، ندينه ونرفضه ونستنكره، أنه انتهاك سافر لكل قرارات الشرعية الدولية من قبل الإدارة الأميركية. هذا القرار معناه أن يدخل الشرق العربي في تصاعد صراع مع الاحتلال الإسرائيلي، هذا ما ينبغي أن يفهم وأن يدرك ويجب ان نذهب جميعا كشعوب عربية واسلامية للتصدي لهذا العدوان بكل الوسائل وان نحول هذه الانتفاضة ضد هذا القرار السافر الى مستقبل منتصر لأمتنا العربية ولشعوبها الحرة."

كما اعتبر المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، القرار بمثابة وعد بلفور جديد، وعدوان سافر على أمتنا العربية والإسلامية بدولها وشعوبها، ويدل على استهانة أميركية بهذه الأمة واستهتار بكرامتها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية واستباحة لكل عاصمة عربية وإسلامية.

واكد أن هذا القرار يشكل خرقا فاضحا وانتهاكا صارخا لكل القرارات والمواثيق الدولية، واستهانة بالمواقف المعلنة للعديد من دول العالم وشعوبها، وهذا كله يؤكد استخفاف الرئيس الأميركي حيال المجتمع الدولي لمصلحة الكيان الصهيوني.

ودعا المجلس الدول العربية والإسلامية وشعوب وأحرار العالم الى التحرك الفعال لمواجهة هذا العدوان وإبطال مفاعيله على المستويات كافة، مطالباً بقطع العلاقات الديبلوماسية وكل أشكال التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي.

كما ادان رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي قرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس واعتبره قرارا عدوانيا على الأمة العربية.

ولفت إلى وجود محاولات عدة لإضعاف القضية الفلسطينية والوصول إلى حل يراعي مصالح إسرائيل، مؤكدا أن القدس هي قضية العرب الأولى مسلمين ومسيحيين، وان نصرة القدس تعني نصرة مقدساتنا التي لا يمكن لأحد التنازل عنها.

كذلك اعتبر حزب الخضر ان القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال اعتداء على المدينة المقدسة مهد الديانات السماوية، وخطوة تستفز المشاعر وتؤجج الصراع وتزيد من التطرف وهو تجاوز للقرارات الدولية ولقرارات الأمم المتحدة، ويسقط كل المساعي لحل عادل ودائم يعيد حق الشعب الفلسطيني بالعودة واستقلاله وتحقيق دولته وعاصمتها القدس.

ودعا في بيان الى توحيد الجهود وحل النزاعات القائمة والى أوسع التحركات والجهود على كل المستويات التي تحول دون تهويد القدس وجعلها عاصمة فلسطين الأبدية، مطالباً دول العالم الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، والى وضع روزنامة زمنية لأنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية وتنفيذ كامل قرارات الأمم المتحدة والى دعم الشعب الفلسطيني.

كما أعلنت نقابة المحامين في طرابلس في بيان أنها التزاما منها بقدسية القدس عاصمة لفلسطين، تعلن الرفض التام لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي المصطنع مع التأكيد على كون القدس مهد الديانات السماوية الثلاثة: اليهودية والمسيحية والإسلام.

ودعت النقابة جميع المحامين وكل من يشاركها هذا الموقف التاريخي، الى التوقف عن العمل يوم الاثنين المقبل، والتوجه إلى دار نقابة المحامين للاعتصام، من الساعة العاشرة الى الساعة الحادية عشرة قبل الظهر، تعبيرا رمزيا صادقا وخطوة أولية على طريق تحرير القدس.

وفي سياق متصل أقيمت وقفة تضامنية مع القدس صباح اليوم في باحة كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية في صيدا، تحت شعار "القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين."

وشارك في الوقفة ممثلو الاحزاب اللبنانية والفلسطينية في الجامعة. وقد رفعت شعارات تندد بقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب القاضي بتهويد القدس وجعلها عاصمة لدولة الاحتلال.

المصدر :جنوبيات