الأحد 10 كانون الأول 2017 14:52 م |
بعد أعمال الشغب...القوى الامنية تنهي تظاهرة عوكر |
نفذت حركة الناصريين المستقلين - المرابطون والأحزاب والقوى والمنظمات الشبابية اليسارية والفصائل الفلسطينية، اعتصاما في محيط السفارة الاميركية في عوكر تحت شعار "شدوا الرحال الى فلسطين"، احتجاجا على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشأن القدس، وسط تدابير امنية مشددة من الجيش وقوى الامن الداخلي وفرقة مكافحة الشغب. وتوافد المتظاهرون الى منطقة الضبية بالباصات لتتجمع عند مفرق ال ABC، وتنطلق في تظاهرة حاشدة في اتجاه السفارة الاميركية، رافعين الاعلام الفلسطينية واللافتات، ومطلقين الهتافات المنددة بقرار الرئيس الاميركي بشأن القدس. ووصلت بعض الجماعات الشبابية وبدأت ترشق القوى الامنية بالزجاج والحجارة، محاولين اجتياز الشريط الشائك ما دفع القوى الامنية الى اطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. هذا وشهدت ساحة عوكر حالة كر وفر بين المتظاهرين والقوى الامنية بالرغم من اصرار القيمين على التظاهرة على ابقائها سلمية، الا ان المتظاهرين تقدموا بين الحين والآخر في اتجاه الباب الحديدي والاسلاك الشائكة الذي قطعت به الطريق في اتجاه السفارة الاميركية، ورشقوا القوى الامنية بالزجاجات الفارغة والحجارة وأشعلوا النار بمستوعبات النفايات لتعود القوى الامنية وتطلق القنابل المسيلة للدموع، وكذلك فتحت سيارات الدفاع المدني خراطيم المياه في اتجاه المتظاهرين لتفريقهم . والقى الأمين العام "للحزب الشيوعي اللبناني" حنا غريب كلمة في التظاهرة دعا فيها الدولة اللبنانية وسائر الدول العربية الى "وقف كل برامج التعاون مع الولايات المتحدة وطرد سفرائها". وقال: "اخترنا عن سابق تصور وتصميم التظاهر في اتجاه سفارة الولايات المتحدة الاميركية، لنقول للعالم اجمع ان الولايات المتحدة الاميركية هي رأس الإرهاب العالمي الذي يجب مقاومته، أنها عدوة فلسطين وقضيتها، هي عدوة كل الشعوب التواقة إلى الحرية والتحرر من الظلم والتبعية. انها الراعي الأول للكيان الصهيوني وان سفارتها في بيروت هي رمز العدوان والغطرسة الامبريالية، اخترنا التظاهر والاعتصام امام سفارتها لنطلقها بأعلى صوتنا ادانة عارمة للقرار العدواني، الذي اتخذه الرئيس الأميركي ترامب معترفا بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، نطلقها صرخة مدوية من قلب لبنان المقاوم الى كل الشعوب العربية وشعوب العالم اجمع، بان لا تتركوا الشعب الفلسطيني وحده في المعركة بل قفوا الى جانبه، ادعموه بكل ما لديكم من إمكانيات وطاقات بالدعوة لاطلاق التحركات الفورية أمام السفارات والمصالح الأميركية في كل مكان: انتصارا للقدس عاصمة للدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الفلسطيني، وانتصارا لحق العودة وتقرير المصير ووحدة الأرض. وهي تظاهرة لدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني وتوجيه تحية الاجلال والاكبار لشهدائه وجرحاه المنتفضين ضد الاحتلال في شوارع وأحياء الضفة الغربية وغزة وفي كل قرية ومدينة في الداخل. إن القرار العدواني للرئيس الأميركي يتجاوز من حيث خطورته وعد بلفور. إنه قرار تصفية القضية الفلسطينية وتكريس يهودية الدولة والامعان في إخضاع الشعب الفلسطيني لموجات جديدة من التهجير، في زمن لم يعد على الكرة الأرضية من احتلال الا الاحتلال الصهيوني لفلسطين". وتابع: "إن هذا القرار ما كان ليصدر لولا تواطؤ الأنظمة العربية الرجعية مع إسرائيل، وفي مقدمها السعودية التي عرضت بشخص ولي عهدها محمد بن سلمان على رئيس السلطة الفلسطينية التخلي عن القدس والقبول ببلدة أبو ديس بديلا عنها. إن ملوك وأمراء هذه الأنظمة الرجعية هم بالذات الذين فتحوا أبواب بلدانهم للقواعد العسكرية الاميركية ولمكاتب تمثيل المصالح الاسرائيلية، وهم الذين بددوا ثروات شعوبهم في أسواق البورصات العالمية والإنفاق غير المجدي على مصالحهم وملذاتهم الشخصية وعلى صفقات السلاح المشبوهة وشراء ذمم قيادات النظام الرسمي العربي الراهن، وهم أيضا من أنفق عشرات المليارات من الدولارات بهدف تدمير سوريا والعراق واليمن وليبيا، خدمة للمصالح الامبريالية والكيان الصهيوني". واردف: "وبالنسبة الينا كلبنانيين، تسقط هنا سياسة النأي بالنفس، لأنها تعني امرين أساسيين: أولهما، السكوت على الخيانة وطمس حقيقتها ومساواة الخائن والعميل بالمقاوم، وثانيهما، تكريس المصالح الطبقية لأطراف التحالف السلطوي الحاكم، وترسيخ النظام السياسي الطائفي، نظام المحاصصة والفساد والتبعية". واكد ان "الإدارة الأميركية، هي التي تعمل على توطين الفلسطينيين في لبنان وإلغاء حق العودة. لذلك نطالب الدولة اللبنانية وسائر الدول العربية الأخرى بوقف كل برامج التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية وطرد سفراء الولايات المتحدة لديها، وإغلاق القواعد العسكرية الأميركية على أراضيها، وإلغاء كل الاتفاقيات مع العدو الإسرائيلي واقفال سفاراته في مصر والأردن وكل المكاتب الإسرائيلية المعتمدة في دول التطبيع العربي معه. وها هم يخرجون من اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب ببيان تغطية أنظمة الخيانة، فالى حكام هذه الانظمة نقول، تعلموا من دروس الماضي القريب: فلن يكون مصيركم ومصير انظمتكم افضل من مصير من سبقكم ممن تآمروا وتواطؤا على انشاء الكيان الصهيوني عام 1948. في هذه التظاهرة نؤكد على راهنية المقاومة العربية الشاملة وعدم الاكتفاء ببيانات الاستنكار والشجب، نطلقها مقاومة عربية شاملة نستخدم فيها كل أشكال المقاومة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والمقاومة المسلحة للتحالف الأميركي - الصهيوني ولأنظمة الاستسلام والخيانة العربية المتحالفة معه". وختم غريب: "عليه، ينبغي على القوى اليسارية والتقدمية والديمقراطية العربية تحمل المسؤولية التاريخية وحمل راية المقاومة العربية الشاملة بالقول والممارسة. وهذا ما ينطبق أيضا على حركات المقاومة الفلسطينية التي يجب أن توحد صفوفها حول خيار المقاومة، تجسيدا لحق العودة وتقرير المصير وبناء الدولة الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس، بعدما تبخرت الاوهام حول اتفاق أوسلو وانكشفت مشاريع الولايات المتحدة لصياغة معالم "الشرق الأوسط الجديد" الذي كانت تعمل على فرضه على المنطقة". وسأل رئيس حركة الشعب ابراهيم الحلبي الحكام العرب "هل ما حصل هو نتيجة المقاومة ام نتيجة المعاهدات والمفاوضات"، معتبرا "ان كل ما يحصل الآن له علاقة بالمسار التفاوضي لكامب دايفيد الى اوسلو"، داعيا الجميع في العالم العربي الى "جبهة مقاومة عربية تقوم بالفعل بكل الامكانات للخلاص من هذا الكابوس ومن المصالح الاميركية واعتبار الولايات المتحدة الاميركية عدوة للعرب كذلك الكيان الصهيوني". واكد علي فيصل باسم الجبهة الديمقراطية "ان النبض العربي سيبقى حيا لان فلسطين هي قضيتنا" مطلقا صرخة المقاومة الشاملة "بان فلسطين لن تحررها الحكومات الحكومات العربية انما الكفاح الشعبي"، مؤكدا "الاستمرار في النضال وان قرار ترامب لن يغير من المركز القانوني للقدس باعتبارها مدينة محتلة كما كل فلسطين". ودعا الامين العام لرابطة الشغيلة النائب السابق زاهر الخطيب الى مواجهة القرار الاميركي مؤكدا "الاستمرار في المقاومة لتحرير فلسطين كل فلسطين لنستعيد القدس لان القدس قدسنا وارضنا وشرفنا وعزتنا وكرامتنا". كما كانت كلمات للمنظمات والروابط المشاركة اهمها لمصطفى حمدان - المرابطون، وائل حسينية - حزب الطليعة، خليل خليل - تنظيم الشعب الديمقراطي، عباس جمعة - جبهة التحرير الفلسطينية، نزيه حمزة - الحزب الديمقراطي الشعبي، اكدت "ان المقاومة هي في قلب فلسطين وليست مع الجيش اللبناني ولا القوى الامنية"، داعية الى "اعادة احياء الانتفاضة الفلسطينية لان المقاومة هي الخيار الوحيد للتحرير"، مؤكدة "الاستمرار في هذه المقاومة لتحرير فلسطين كلها وان المعركة ليست مع هوية القدس ولا مع طائفيتها بل هي معركة مقاومة".
وأنهت القوى الامنية التظاهرة وأصبحت الساحة خالية من المتظاهرين الذين حاولوا اختراق الحاجز الامني، وتصدت لهم وابعدتم ولاحقتهم واجبرتهم على التراجع، وانتشرت بكثافة في الشوارع المحيطة. المصدر : جنوبيات |