الأحد 10 كانون الأول 2017 18:40 م |
أوبزيرفر: قرار ترامب بشأن القدس يدعو لسياسة أوروبية بديلة عن رؤيته التدميرية ورفض “تطبيع″ أعماله |
قالت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية في افتتاحيتها اليوم إن خطاب ترامب الممسرح وذا الأنا العالية، والذي اعترف به في القادس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب ، ليس خطيرا فقط بل ومدهشا. وقالت إن أهداف سياسة ترامب الخارجية بشأن المسألة الإسرائيلية- الفلسطينية تقوم حسبما عبر عنها على إنجاز صفقة لم يستطع أي ممن سبقه من الرؤساء تحقيقها وهي “الصفقة الكبرى”، حسبما قال متفاخرا. وأوكل المهمة إلى صهره ومستشاره جارد كوشنر، تاجر العقارات وجيسون غرينبلات، أحد المحامين السابقين له. وفي الوقت الذي تحدث فيه ترامب مترددا عن دعمه لحل الدولتين إلا أنه لم يكشف عن ملامح خطته مع أنه عبر عن رغبته لحل المشكلة إلى جانب تحسين العلاقات بين إسرائيل والدول السنية العربية خاصة السعودية والتصدي للتوسع الإيراني بالمنطقة. ومن بين هذه الأهداف الثلاثة والتي من الصعب وصفها بعقيدة ترامب في السياسة الخارجية فإنه قام بركل واحد منها وأضعف الإثنين الباقيين. وفي النظرة الأولى، فخطاب ترامب ليس خيانة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي حاول الدبلوماسيون الأمريكيون إقناعه بدعم عملية سلمية مهجورة بل وخيانة لالتزام الولايات المتحدة برعاية العملية السلمية واحترام القانون الدولي بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة التي تؤكد على أن وضعية القدس تقرر في مفاوضات الحل النهائي، وهو ما أشار إليه عدد كبير من المحللين والدبلوماسيين والقادة الأجانب. بل وأضعف ترامب الجهود السرية التي تقوم بها إدارته في الأشهر الماضية لتشكيل محور تأثير جديد بالمنطقة يضم السعودية وإيران ضد إيران وجماعاتها الوكيلة بالمنطقة مع أن الخطة هذه خطيرة في حد ذاتها. كما وفاجأ القرار حلفاء مهمين للولايات المتحدة مثل الأردن ومصر والعراق بهذا القرار الذي لم يحظ بشعبية. ووضعها القرار في حالة الدفاع أمام المعارضة لقرار اعتراف القدس ونفع إيران وجماعاتها التي بدت في مقدمة المعارضة لوضعية القدس الجديدة في عين الأمريكيين. وحتى في إسرائيل فقد تعامل الكثيرون مع قرار ترامب باعتباره هدية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي تلاحقه الفضائح وأن الثمن الذي سيدفع على المدى البعيد سيكون دمويا. وترى الصحيفة أن نتيجة قراره كان بمثابة سياسة دولة تقوم على الهلوسة ولا علاقة لها بطموحات ترامب في السياسة الخارجية، وخطير ومن جانب واحد وسيترك نتائج عكسية كما هو أحادي الجانب. وتشير إلى أن القرار ليس مفاجئا خاصة أن العالم اعتاد على رجل الأعمال ومقدم برامج تلفزيون الواقع الذي ليس لديه الصبر ويكذب وجاهل ويحب التفاخر. وتشير إلى إبعاد بريطانيا نفسها عن الرئيس الذي أصبحت تصرفاته الخطيرة واضحة. وخاصة بعدما نشر تغريدات لجماعة يمينية متطرفة معادية للإسلام. وتعنيفه لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا مي التي كانت أول مسؤولة أجنبية تزوره في البيت الأبيض. وتعلق الصحيفة: “نقف أمام لحظة حرجة ليس في الشرق الأوسط ولكن في آسيا أيضا حيث يدفع ترامب وعدم صلاحيته للقيادة العالم نحو النزاع. وخلف وراءه في الـ11 شهرا التي قضاها في البيت الابيض دمارا على الجبهة الدولية من معاهدة باريس للمناخ إلى المعاهدة النووية الإيرانية واتفاقيات التجارة الحرة”. وتعتقد أن الحرص والحذر الذي تبديه بريطانيا من سياسات ترامب ليس كاف بل على مي وحكومتها وبالتأكيد الإتحاد الأوروبي التوصل إلى سياسة بديلة عن الرؤية الأمريكية التدميرية لترامب والتأكيد على الإجماع الدولي والنزاهة والتزام القانون الدولي ورفض تطبيع أعماله. المصدر :القدس عاصمة فلسطين |