الأربعاء 13 كانون الأول 2017 08:17 ص

أطفال رياض عين الحلوة يندّدون بقرار ترامب وينتصرون للقدس


* ثريا حسن زعيتر:

عام تلو آخر، وأزمة تلو أزمة، وانتفاضة أو هبّة تلي المصائب التي يقترفها الصهاينة بحق الفلسطينيين العُزّل، ولا يزال الحق بالنضال والأمل بالعودة، مبعثاً للأجيال الفلسطينية المتعاقبة، بشيوخها وشبابها وحتى أطفالها..
بالأمس البعيد ظنَّ الصهيوني اللعين دافيد بن غوريون أنّ "الكبار سيموتون.. والصغار ينسون".. لكن غفل عن خياله الأرعن، أنَّ حق الشهادة والانتصار للوطن والقضية يتجرّعه الرضيع الفلسطيني من ثدي أمّه قبل أنْ يترعرع وينمو، والحجارة يتوسّدها، والحق يتأبّطه، والنصر على مرمى حجر من عينيه..
وعلى أثر القرار الغبي الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب معترفاً بمدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ومستتبعاً الأمر بنقل سفارة "العم سام" من تل الربيع "تل أبيب" إلى القدس "بوابة السماء ومسرى الأنبياء"، فإنّ تحرّكات الإستنكار والإدانة اشتعلت في قطاع غزّة والضفة الغربية ومناطق الـ48، كما في دول الشتات، فلسطينياً وعربياً، لتتوالى بشكل يومي على الصعيدين الرسمي والشعبي.
وصباح أمس (الثلاثاء) نظّمت رياض الأطفال في مخيّم عين الحلوة اعتصاماً حاشداً، ضمَّ المئات من المنضوين بالرياض، وإلى جانبهم عشرات المشرفات والمربيات، بحضور ممثّلات عن الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية واللجان الشعبية، وممثّلي فصائل منظّمة التحرير يتقدّمهم أمين سرها في منطقة صيدا العميد "ماهـر شبايطه".
ورُفِعَتْ خلال الإعتصام الأعلام الفلسطينية ورايات الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وشعارات من وحي المناسبة، في وقت كُلِّلت رؤوس الأطفال بالعصبات الفلسطينية وصور الأقصى، فيما صدحت مكبّرات الصوت بالأناشيد الوطنية، وعلت الحناجر بالهتافات لفلسطين، مؤكدة أنّ القدس عربية فلسطينية، وستبقى عاصمة أبدية لفلسطين الأبية. 
وأُلقيت في الإعتصام كلمة بإسـم رياض الأطفال، قدّمتها المشرفة التربوية نورهان السبع، ومما جاء فيها: نقف بيوم الغضب هذا، ونصدح بأعلى صوتنا، ونقول ... لا وألف لا، لن يمر قرار الرئيس الأميركي ترامب بنقل سفارة بلاده الى مدينة القدس، حالِماً أنْ تكون القدس عاصمة لدولة مزعومة.
 وتابعت: هـل نسي ... أم تناسى أنّ فلسطين لنـا؟ ... هل خانتـه الذاكـرة بأنّه لا توجد دولـة على وجـه الأرض إسمها إسرائيل؟ ... أولـم يسمع بأنّ مدينة القـدس عاصمة لفلسطين منـذ آلاف السنين؟، وهي من أقـدم المـدن التاريخية في العالم، وأنْ عمرها يزيـد عـن 45 قرناَ، إنها مهـد الديانات السماوية الثلاث..
وخاطبت الصهاينة بقولها: "ظننتم أنّه باغتصاب فلسطين ستزوّرون التاريخ، وتقنعـون شعبكم بأنّ فلسطين لكم، فهي أرض بلا شعب، وأنّ الزمن سيُنسي الأطفال والأجيال الفلسطينية القادمـة وطنهم فلسطين، وحينها سينعم اليهود الصهاينة بوطن ليس لهم، لا تربطهم بـه أي صلة لا ... التاريخ ولا الجغرافيا ولا التراث، ولا حتى الثقافـة، خسئتم أيها المحتلون، وخسئ ترامب، فأطفالنا يولـدون وهم يتناغمون لفلسطين".
وختمت المشرفـة التربـويـة نورهـان السبـع بالتذكير بمقولـة الكاتب والأديـب الشهيد غسان كنفاني ذات الصلة بمستقبل وطموح الأطفال بعالم أفضـل "لنعمل جميعاً، لنبني أطفالنا، ونغرس في نفوسهم حب الوطن وحب العودة إليه ... إنّه الأفضل لأطفالنا ... إنّها فلسطين وطننـا .. أرضنـا ... إنّها تاريخنـا ... حاضرنا  ومستقبلنا ... إنّها قـدس الأقـداس، وستبقى عاصمة دولتنا المستقلة الأبدية ... شـاء مَنْ شاء وأبى مَنْ أبى".

 

المصدر :اللواء