تشكّل بلدة حارة صيدا نموذجاً مميّزاً بالتعايش الطبيعي، ليس بالاتصال الجغرافي مع مدينة صيدا والجوار في شرقها، بل بتجسيد ذلك من خلال النموذج الرائد بالعيش الطبيعي الذي تمتاز به منطقة صيدا والجوار، حيث ينسجم الـ "موزاييك" الإسلامي والمسيحي والفلسطيني في بوتقة واحدة...
وشهدت حارة صيدا نهضة إنمائية منذ أنْ تسلّم رئاسة البلدية سميح الزين، بتوجيهات من رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، وبدعم من "مجلس الجنوب" وعدد من الشخصيات والفاعليات، حيث أُنجزت مشاريع كانت تفتقر إليها البلدة منذ عدّة عقود...
وتتنوّع هذه المشاريع بما يحاكي المتطلّبات، وآمال المستقبل، خاصة إنشاء قصر بلدي ضخم، وإنجاز البنى التحتية، وشق وتحسين الطرقات، ومعمل لفرز النفايات، وبناء مدارس، وتحويل مكان إقامة سجن إلى مدرسة، وصالة رياضية، فضلاً عن مشاريع متعدّدة...
تستعد بلدة حارة صيدا لتدشين حديقة عامة تحمل إسم "حديقة دولة الرئيس نبيه بري"، وقاعة كبيرة تحمل إسم "الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان" ومستوصفاً يحمل إسم "الإمام السيد موسى الصدر"، حيث سيتم تدشينها جميعاً بحفل ضخم سيُقام الأحد 20 آذار المقبل...
"لـواء صيدا والجنوب" وقف على تفاصيل هذه المشاريع، وأبرز الإنجازات التي تحقّقت في حارة صيدا من خلال لقاء مع رئيس البلدية سميح الزين...
أوضح الزين أنّه "بتوجيهات من الرئيس نبيه بري بأنْ تكون بلدة حارة صيدا، ليست نموذجية بالعيش المشترك فقط، إنّما بالإنماء البلدي، جرى إنشاء واستحداث العديد من المرافق التي كانت البلدة بحاجة إليها وتنتظرها بشغف منذ سنوات عدّة، وهو ما آليت على نفسي القيام به منذ أنْ توليت رئاسة بلدية حارة صيدا، فأنشأنا قصراً بلدياً ضخماً يقع وسط البلدة، وقمنا بشق وتحسين الطرقات، وإنجاز البنى التحتية، وإقامة ثانوية رسمية وصالة رياضية، ومعمل لفرز النفايات، فضلاً عن المساهمة في إنجاز الكثير من المشاريع، بهدف نقل حارة صيدا من بلدة إلى مدينة، خاصة في ظل العمران، وإقامة العديد من أبناء صيدا والجوار في حارة صيدا، لأنّهم يعتبرون أنّهم يُقيمون في بلدتهم".
حديقة وقاعة ومستوصف
وتابع: "لقد أنجزنا مشروعاً متكاملاً على قطعة أرض تملكها البلدية وتبلغ مساحتها 5 آلاف متر مربع، ويتضمّن حديقة عامة وقاعة كبيرة ومستوصفاً خيرياً".
وأضاف: "في كل بلدة في لبنان توجد حديقة عامة، إلا في حارة صيدا، حيث كنّا نفتقد ذلك، ومنذ أنْ تولّيت رئاسة البلدية، كان حلمي إيجاد مكان جميل وراقٍ يكون متنفّساً للأهالي والمقيمين في حارة صيدا، ومكاناً للقاء بين الأهل والأحبة، حيث يكونون مطمئنين إلى أنّ أولادهم يلعبون بحرية وأمان، ودون أنْ تكون هناك كلفة عليهم، خاصة في هذه الظروف الصعبة، فإلى أي مكان يمكن أن يذهبوا، عليهم دفع مبلغ من المال، لكن هذه الحديقة ستكون متنفّساً لهم، وقد أطلقنا عليها إسم "حديقة دولة الرئيس نبيه بري" وتبلغ مساحتها 3500 متر مربع، ويمكن الإستفادة منها بإقامة مناسبات خاصة للأطفال، وتتضمّن مقاعد ومراجيح مع مساحة خضراء، خاصة أنّنا على أبواب فصل الصيف، حيث يحضر المغتربون من أبناء البلدة، كما أنّ هذا المشروع يشمل أيضاً نوادي رياضية للرجال والنساء".
وأردف: "كما خصّصنا قاعة حملت إسم "قاعة الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان" تبلغ مساحتها حوالى 450 متراً مربعاً، وهي مخصّصة للتعزية ليستخدمها أهالي البلدة والمقيمين فيها، من الرجال والنساء على الرغم من أنّه توجد قاعة للتعزية في حسينية حارة صيدا، لكن المساحة هناك صغيرة، خاصة مع ازدياد عدد سكان البلدة والبناء في أراضٍ تابعة لها لم تكن سابقاً مشغولة، خاصة جادة الرئيس نبيه بري، ما يساهم بتقبّل المواطنين للتعازي في هذه القاعة، لأنّ منازل البعض لا تتسع أحياناً لأعداد المعزّين".
تأمين الإكتفاء الذاتي
ولفت الزين إلى أنّ "الأحداث التي عصفت بلبنان خلال الفترات الماضية، جعلتنا نتعلّم من التجارب بضرورة تأمين الاكتفاء الذاتي بشأن الخدمات الصحية للمواطنين، وكنّا نعاني نقصاً كبيراً على صعيد هذه الخدمات في البلدة، ولم نكن سابقاً قادرين على تأمين مثل هذه الخدمات، لعدم وجود أي عيادات في المنطقة، إذ كان هناك فقط مركز للشؤون الاجتماعية، وكانت في حسينية حارة صيدا "مستوصف الإمام السيد موسى الصدر"، الذي لم يتم تفعيله وتفاعله لأسباب عدّة، وأيضاً كان يوجد في حارة صيدا مستوصف "الكيان"، لكنه أقفل أبوابه منذ فترة، وأهالي البلدة بحاجة إلى مستوصف طبي يهتم بهم ويعالجهم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمرُّ بها البلاد، فأنشأنا في هذا المشروع "مستوصف الإمام السيد موسى الصدر"، على مساحة تبلغ 250 متراً، ويضم عيادات لمختلف الاختصاصات من: صحة عامة، أطفال، عيادة طب أسنان، قسم أشعة للتصوير المغناطيسي، مختبر، فضلاً عن قاعة لاستقبال الزوّار، وأيضاً اتخذنا الاحتياطات لأي تطوّرات، فقمنا بتأمين غرف منامة للأطباء، علماً بأنّ الرسوم التي سيدفعها المريض هي شبه مجانية، وقد تم تمويل المشروع من قبل بلدية حارة صيدا ووزارة الشؤون الاجتماعية وجمعية UNDP".
وكشف رئيس بلدية حارة صيدا عن أنّ "المشروع يشمل مساحة 5 آلاف متر مربع، وعلى الرغم من كلفته التي تبلغ حوالى مليوني دولار أميركي، إلا أننا أصررنا على إنشائه وانتهينا منه، حيث تم تأمين المبلغ من بلدية حارة صيدا، وساهم معنا "مجلس الجنوب"، وسيتم افتتاح هذا المشروع عند العاشرة والنصف من صباح الأحد 20 آذار المقبل، برعاية الرئيس نبيه بري وحضور الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان".
وختم الزين: "هذا المشروع يُعتبر حدثاً هاماً لبلدة حارة صيدا، وقد أشرف عليه المهندسون: هنادي حجار، سميرة بيطار ونورا مغربي، وهو مشروع هام وحيوي، وبذلك أكون قد حقّقت الكثير من الطموحات لأهالي حارة صيدا، وأطمح إلى أنْ أحقّق ما بقي من أحلام للبلدة، وهو افتتاح مستشفى لذوي الاحتياجات الخاصة، والذي نأمل أنْ نوفّق في إقامتها، بتوجيهات الرئيس بري ودعمه مع الخيّرين".
الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان متوسطاً: سميح الزين، حسن صالح، خليل الزين وأبو جمال الملاح
مشروع إنمائي متكامل
"حديقة الرئيس نبيه بري" قيد الإنجاز
داخل القاعة
"قاعة الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان" و"مستوصف الإمام السيد موسى الصدر"