السبت 30 كانون الأول 2017 10:40 ص |
التحالفات اصبحت اوضح ولكن ستكون وفق المناطق |
مع انتهاء عام 2017 وبداية عام 2018 ستنطلق الماكينات الانتخابية في منتصف كانون الثاني لخوض اهم معركة انتخابية منذ انتخابات الحلف الثلاثي والجبهة المضادة والتي حصلت هذه الانتخابات سنة 1972 بعد سنة ونصف من بدء عهد الرئيس الراحل سليمان فرنجية.
يبدو العنوان الاول من هي الكتلة التي ستأتي بأكثرية مقاعد نيابية ومن اي طائفة، والتنافس هو بين الثنائي الشيعي حزب الله وحركة امل من جهة وحزب القوات وحزب الكتائب من جهة اخرى، وطبعا الثنائي الشيعي مع حلفائه، والثنائي المسيحي مع حلفائه ايضا على كافة الاراضي اللبنانية، والرقم المطلوب للحصول على اكبر كتلة نيابية هو 40 نائبا، لانه حاليا فان اكبر كتلة نيابية هي كتلة تيار المستقبل قبل حصول بعض الانشقاقات وكانت مؤلفة من 42 نائبا، لكن في الانتخابات القادمة وعلى اساس النسبية، فهنالك صعوبة في الوصول الى رقم 40 مقعد نائب، رغم ان الدوائر الانتخابية مساحتها اكبر من المساحة الانتخابية في قانون انتخابات لعام 2009 . محافظة الجنوب
وولنبدأ من محافظة الجنوب، حزب الله وحركة امل سيدعمان المرشح السنّي اسامة سعد في صيدا، من خلال الاصوات الشيعية في حارة صيدا، اضافة الى اصوات الشيعة في جبل الريحان، والذي يصل مجموعهم الى 25 الف صوت وحتى 30 الف صوت. قضاء حاصبيا وبالانتقال الى قضاء حاصبيا، فان الرئيس نبيه بري جرت العادة ان يطلب من الوزير وليد جنبلاط اعطاءه المقعد الدرزي في حاصبيا وهو مخصص للوزير انور الخليل، وعلى الارجح سينجح الوزير انور الخليل بموافقة الوزير جنبلاط والتزام الوزير انور الخليل بمواقف الطائفة الدرزية، انما سياسيا سيكون ضمن كتلة التنمية والتحرير التي يرأسها الرئيس نبيه بري. البقاع الغربي
واذا انتقلنا الى البقاع الغربي فهنالك معركة عنيفة جدا محتدمة، واذا كانت الاصوات المسيحية في منطقة زحلة تصب لمصلحة القوات اللبنانية، فان الاصوات السنية منقسمة بين تيار المستقبل ومؤيدي اللواء اشرف ريفي. بعلبك
اما في منطقة بعلبك، ورغم وجود عدد كبير من اصوات الطائفة السنيّة، فان الاكثرية الشيعية هي التي ستنجح وتكون اكثرية المقاعد النيابية الى حزب الله ومقعد الى حركة امل يمثله الوزير غازي زعيتر، وكذلك ايضا في الهرمل. عكار اما في عكار فهنالك سؤال كبير مطروح، وهذا يؤثر كثيرا في المعركة الانتخابية لقضاء عكار، فنائب رئيس مجلس الوزراء الرئيس عصام فارس قد يعود في مطلع شهر اذار الى لبنان ويرشح نجله نجاد عصام فارس الى المقعد النيابي الارثوذكسي في عكار، وهنالك احتمال كبير ان يتحالف الرئيس عصام فارس مع تيار المستقبل في عكار. وعندئذ قد تكون القوة الكبرى للائحة الرئيس عصام فارس وتيار المستقبل، ويفوزون بأكثرية لائحة عكار لكن مبدأ النسبية اذا حصل مرشحون من اللائحة الثانية على نسبة تفوق الـ 10 في المئة وتصل الى 15 في المئة فقد ينجح منهم مرشح او مرشحان. طرابلس ـ المنية ـ الضنية
اما في قضاء طرابلس ـ المنية والضنية حتى، فالمعركة قوية جدا لكن تشير المعلومات الى ان تيار المستقبل قد يتحالف مع الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس والمنية، ويكون المرشح عن المقعد الماروني الوزير السابق جان عبيد. ويقوم الوزير سليمان فرنجية بدور التنسيق بين الرئيس نجيب ميقاتي وتيار المستقبل والنائب جان عبيد كي يكونوا في لائحة واحدة في منطقة طرابلس - المنية. العلويون لن يؤيدوا لائحة ريفي
وفي كل الاحوال، لن يؤيد العلويون لائحة اللواء اشرف ريفي، لكن في المقابل، فان الاسواق القديمة والاحياء الشعبية الفقيرة في طرابلس وبخاصة التي تحتضن الاسلاميين المتطرفين والذين هم ضد حزب لله والشعور السني لديهم انهم ضد ايران يؤيدون اللواء اشرف ريفي.
وبالنسبة الى قضاء الضنية، فالرئيس نجيب ميقاتي يريد النائب السابق جهاد الصمد، وتيار المستقبل اخرج من صفوفه الوزير احمد فتفت، وسيرشح بديلا عنه في منطقة الضنية. بشري ـ زغرتا ـ الكورة ـ البترون
وفي الشمال ايضا معركة دائرة الـ 4 اقضية بشري ـ زغرتا ـ الكورة ـ البترون، وفي هذه الدائرة الانتخابية احزاب عديدة هي، تيار المردة، حزب القوات اللبنانية، حزب الكتائب، الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهنالك حوالى 7 الاف صوت سنّي في هذه المنطقة منهم 3 الاف صوت في زغرتا و2000 صوت في البترون، انما المشكلة لا احد يعرف عدد المجنسين السوريين الذين تجنسوا في قضاء زغرتا وفي قضاء البترون وفي قضاء الكورة، كذلك هنالك قسم منهم مسجل في قضاء بشري، ومنهم من يقول ان عدد المجنسين قد يصل الى 25 الف و30 الف صوت. لكن مجيء المجنسين السوريين هذه المرة الى الدائرة المسيحية الكبرى وهي البترون ـ الكورة ـ زغرتا ـ بشري ليس بالامر السهل، بل سيخلق حساسية مسيحية كبيرة. العائلية تلعب دوراً كبيراً
وبالنسبة الى قضاء زغرتا، فالعائلية تلعب دورا كبيرا واذا كان الوزير سليمان فرنجية وتيار المردة هما الاقوى في مدينة زغرتا وقضائها، فانه تاريخيا، تلعب العائلية الدور الاكبر في انتخابات قضاء زغرتا. واللائحة التاريخية كانت 3 الرئيس الراحل سليمان فرنجية، والرئيس الراحل رينيه معوض، والنائب الراحل الاب اسطفان الدويهي. واليوم لا يمكن تجاهل المرشح ميشال معوض في قضاء زغرتا كقوة انتخابية حيث ان عائلة معوض لديها اصوات في المدينة عددهم 2000 على الاقل ولدى المرشح ميشال معوض تأييد هام في زغرتا وقضائها. كما ان عائلة الدويهي عائلة قوية وهامة، كذلك عائلة كرم عائلة كبيرة وهامة. ويوجد في قضاء زغرتا حيث القرى قوة قوية للقوات اللبنانية لا يستهان بها، كما ان العونيون منتشرون في قضاء زغرتا والمدينة، ولهم قوتهم. وبالتالي، حتى الان لا تظهر لائحة واضحة في الدائرة المسيحية الكبرى البترون ـ زغرتا ـ بشري ـ الكورة. جبيل ـ كسروان
اما معركة جبيل ـ كسروان فالاقوى شعبيا فيها حتى الان هو المرشح العميد المغوار شامل روكز وهو خارج التيار الوطني الحر ويبدو انه سيتحالف مع الوزير زياد بارود والنائب سامي ابي رميا في منطقة جبيل. وللمرشح زياد بارود في مدينته جعيتا وجوارها، اضافة الى انه يمثل حركة مجتمع مدني مؤلفة من شابات وشبان في جامعات كسروان الكبيرة، والتي تعدّ بآلاف الاصوات، انما الجذب الاكبر هو للمرشح العميد المغوار شامل روكز. مرشحون تقليديون
وهنالك مرشحون تقليديون لهم قواعد قوية في كسروان خاصة الشيخ فريد هيكل الخازن انما هو على تحالف مع الوزير سليمان فرنجية، كذلك المرشح منصور فؤاد البون وهو له قاعدة شعبية كبيرة في منطقة كسروان - الفتوح ويدخل على الخط رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان الذي له تأييد في عمشيت وقضاء جبيل، وهو يؤيد المرشح منصور البون وزياد حواط، لكن الامور غير واضحة بعد في منطقة كسروان حيث يوجد 7 مقاعد مارونية ومقعد شيعي. المتن الشمالي وبالانتقال الى قضاء المتن الشمالي، فاللاعب الانتخابي الاساسي هو التيار الوطني الحر ويتمتع بالقوة الشعبية الكبرى وقد نال النائب ابراهيم كنعان في انتخابات 2009 55 الف صوت والنواب العونيين 50 الف صوت، مع العلم ان المرشح العوني ابراهيم كنعان يأتي في الاستطلاعات انه الاقوى شعبيا في المتن الشمالي، ومقعده شبه مؤكد، ورغم قوة التيار الوطني لكن حزب الكتائب استعاد الكثير من شعبيته بفعل ديناميكية النائب سامي الجميل رئيس حزب الكتائب، واللاعب الهام في منطقة المتن هو الرئيس ميشال المر نائب رئيس الحكومة السابق، وحيث يميل الرئيس ميشال المر الى لائحة من اللائحتين هي التي ستنجح في الانتخابات النيابية في المتن، انما على قاعدة النسبية يبدو ان الاصوات ستنقسم بنسبة 60 في المئة للائحة، و40 في المئة للائحة اخرى. وهنا سيتم تقسيم المقاعد على قاعدة النسبية والصوت التفضيلي. المتن الجنوبي اما في قضاء المتن الجنوبي، فالتيار الوطني الحر قوي جدا، والقوات اللبنانية قوية جدا ايضا، لكن هنالك اصوات الشيعة الذي يصل عددهم الى 20 الف صوت، وعدد الطائفة الدرزية الذي يصل عددها الى 26 الف صوت، فيما عدد الاصوات المسيحية قد اصبح 60 الف صوت، ووفق التحالفات سيتقرر مصير النجاح انما الماكينات الانتخابية ستكون جاهزة ابتداء من 15 كانون الثاني، وقد لا يتخلى هذه المرة الوزير وليد جنبلاط عن المقعد الدرزي في المتن الجنوبي ويعطيه الى النائب فادي الاعور، بل سيترك مقعدا درزيا الى الامير طلال ارسلان في عاليه لكن قد يختار مرشح درزي اشتراكي في قضاء المتن الجنوبي. اما مرشح حزب الله النائب علي عمار فمحسوم الامر بالنسبة اليه وسيعود الى المجلس النيابي. بيروت
وبالانتقال على العاصمة بيروت، فان دائرة الاشرفية - الرميل وصولا الى الدائرة الثانية حيث الاكثرية السنيّة، ووصولا الى حدود سن الفيل فان دائرة الاشرفية سينتصر فيها حزب الكتائب وحزب القوات بأكثرية الاصوات، ودون منازع، ولن يستطيع العونيون الحصول على مقعد نيابي في دائرة الاشرفية. اما الدائرة الثانية والثالثة في بيروت، فسينال الاكثرية فيها حزب تيار المستقبل، وينال حوالى 11 نائبا فيها مع العلم ان هنالك مقعد شيعي سيكون من نصيب حزب الله بموافقة تيار المستقبل. كذلك هنالك مرشح درزي هو حاليا النائب غازي العريضي، سيكون هذا المقعد من نصيب الوزير وليد جنبلاط بتأييد من تيار المستقبل وحزب الله. ما دور المحور السعودي ـ الايراني ؟
يبقى ماذا سيكون صراع المحور السعودي ـ الايراني على الساحة اللبنانية، هل ستقرر السعودية خوض المعركة على الساحة اللبنانية النيابية مثلما خاضتها عام 2009 وصرفت 900 مليون دولار؟ هل تخوض ايران المعركة الانتخابية في محور ضد محور السعودية وتقدم اموال الى المعركة الانتخابية؟ دون ان ننسى ان هنالك حوالى 18 مرشحا للانتخابات النيابية هم اصحاب ثروات تقدّر بملياري دولار وما فوق، اضافة الى 22 نائبا تقدّر ثروتهم بحوالي ما بين نصف مليار ومليار ونصف ودور الناس سيكون هاما جدا في المعركة الانتخابية القادمة، لان الحالة الاقتصادية سيئة للغاية، والمال له دور كبير في ظل هذا الوضع الاقتصادي السيىء. هل تكون الدولة على الحياد ؟
والسؤال هل ستكون الدولة على الحياد من خلال موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وموقف الرئيس سعد الحريري كرئيس مجلس الوزراء ذلك ان عدد الجيش اللبناني هو 76 الف جندي ويمكن لمديرية المخابرات باعطاء كلمة سر للضباط والجنود كي يقوم اهاليهم بالتصويت لجهة معينة، رغم ان هذا الامر مستبعد ولن يقبل به رئيس الجمهورية ولا قائد الجيش، لكن اذا اختلفت الامور وتم اتخاذ قرارات متطرفة في ظل معركة فاصلة، فان الاجهزة الامنية اللبنانية الاربعة مع الجيش اللبناني اضافة الى 26 الف عنصر قوى امن داخلي يستطيعون جلب 600 الف صوت في الانتخابات النيابية القادمة، لكن هذا الامر مستبعد لان عيون الدول الاوروبية واميركا وغيرها تضع لبنان تحت المجهر، والشرط الاساسي لدعم لبنان في مؤتمر باريس ـ 4 حيث سيتم تقديم اموال وقروض ومنح مالية الى الدولة اللبنانية كي تنهض سيكون الشفافية والديموقراطية في الانتخابات النيابية، ولذلك لن تكون الدولة في موقع المنحاز كما ان رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون لن يقبل بهذا الامر. المصدر :الديار |