عاد الهدوء إلى بلدة الوزاني أمس على الرغم من الاستنفار غير المعلن على طرفين الحدود تحسباً لأي عمل عسكري في المستقبل.
واستفاق أهالي بلدة الوزاني صباحاً على الدخان المتصاعد من القنابل الفوسفورية والانشطارية الاسرائيلية التي سقطت على أطراف بلدتهم مساء أمس الأول، واطلعوا على الأضرار المادية التي لحقت في شبكات المياه المخصصة لري المزروعات جراء القصف الإسرائيلي على البلدة بعد العملية التي قام «حزب الله» ضد دورية إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا.
وأمس عاين رئيس البلدية احمد المحمد والنائب الدكتور قاسم هاشم وقوات «اليونيفل» مكان سقوط القذائف وعمل فريق هندسي اسباني على تصوير بقايا القنابل التي ما زالت مشتعلة لغاية اليوم تمهيدا لاعداد تقرير عنها ورفعها إلى المراجع الدولية المختصة.
واعتبر أهالي البلدة الذين لم يصدقوا ما جرى «أن العدوان من قبل إسرائيل أمر طبيعي، ولن يخيفهم، وسيبقون في منازلهم مهما جرى لهم».
والتقى النائب الدكتور قاسم عددا من الاهالي بحضور قائد الكتيبة الاسبانية المقدّم انطونيو فيريرا الذي قام بجولة برفقة عدد من عناصر الكتيبة لمعاينة الأضرار والقذائف: «نحن في الوزاني البلدة الحدودية التي تعرّضت بالأمس للقصف الاسرائيلي الهمجي والعشوائي دون اي سبب، قد يسأل سائل ان ما جرى رد، ولكن ما قامت به المقاومة من عملية بطولية في مزارع شبعا هو أمر طبيعي، وهي تقوم بواجبها ولكن من غير الطبيعي ان يقوم هذا العدو بقصف المناطق المحرّرة في ارضنا ويستهدف أهلنا وشعبنا الوزاني وقرى العرقوب، ومطلوب اليوم الإسراع بالمطالبة بوضع حد لهذه الانتهاكات وادانة هذا العدو عبر المنظّمة الدولية وان كنّا ندرك سلفا ان هذا العدو لا يمكن ان ينصاع لقرارات دولية ولا لهيبة مجتمع دولي وانما للغة السلاح والدم والقوة التي تعرف كيف تواجهه به المقاومة».
وأضاف: «طالبنا قوات «اليونيفل» بنتيجته ما رأيناه من قصف بقذائف فوسفورية وانشطارية، بنقل الصورة الحيّة الى المنظّمة الدولية عن هذا الانتهاك لأبسط قواعد الالتزام وتفلّته من كل القيم وقصفه العشوائي وكل انواع القنابل الانشطارية المحرّمة دوليا»، معتبراً «أن من حقّ شعبنا على دولتنا ان يطالبها بالإسراع في تقديم شكوى عاجلة للمنظمة الدولية والاستمرار في سياسة الدعم لأبناء هذه القرى لتأمين مجتمع صامد ومقاوم وقادر على مواجهة العدو من خلال تقديم كلّ مقوّمات الصمود والتي تكاد ان تكون منعدمة في هذه المناطق نتيجة غياب الخطط الانمائية الاستثنائية للحالات الطارئة والاستثنائية، وكأن هذه المناطق الحدودية التي تدفع ضريبة الدم والصمود عن كل هذا الشعب وكل المناطق اللبنانية كأنّها غير موجودة على الخارطة اللبنانية بالنسبة للكثيرين على مستوى السياسة اللبنانية والخطط الوطنية الانمائية».
ثم تفقّد النائب هاشم أحد مراكز الجيش الذي تعرّض أيضا للقصف الإسرائيلي، بحضور قائد اللواء التاسع العميد الركن جوزف عون.