الخميس 11 كانون الثاني 2018 09:55 ص

الإحتلال الإسرائيلي يستغل عملية نابلس ويتهم "فتح"


* هيثم زعيتر

أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إتصالاً هاتفياً هاماً برئيس دولة فلسطين محمود عباس.
وأكد الملك سلمان "موقف المملكة العربية السعودية الدائم والثابت والداعم للحقوق الفلسطينية بإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
وشدّد خادم الحرمين الشريفين على "ضرورة استمرار التنسيق اليومي المباشر، بما يضمن دعم القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى"، مجدِّداً تأكيد "موقف بلاده الثابت من قضية فلسطين، وخاصة مدينة القدس الشريف".
بدوره، شكر الرئيس عباس "خادم الحرمين على هذا الموقف الداعم لحق شعبنا تماماً، كما كان موقف المملكة منذ عهد المؤسِّس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وحتى الآن".
واتفق الرئيس "أبو مازن" والعاهل السعودي على استمرار التنسيق المباشر في المرحلة المقبلة.
في غضون ذلك، تحاول سلطات الإحتلال الإسرائيلي استغلال أي حادث للتحريض على السلطة الوطنية الفلسطينية، أو القيام بخطوات عقابية ضد القيادة الفلسطينية والفلسطينيين، والتي تتجاوز وقف التحويلات عن العائدات الجمركية التي تجبيها سلطات الإحتلال لصالح السلطة الفلسطينية.
فضلاً عن مواصلة التحريض مع الولايات المتحدة الأميركية، لتضييق الخناق على الفلسطينيين لإجبارهم على الرضوخ لمحاولات الترغيب والترهيب للإقرار والموافقة بما تقتضيه المصلحة الأميركية – الإسرائيلية.
وزعم إعلام الكيان الإسرائيلي أنّ الجناح العسكري لحركة "فتح" وراء تنفيذ عملية إطلاق النار على سيارة أحد المستوطنين، ما أدّى إلى مصرع الحاخام رازيئيل شيفاش (35 عاماً) من مستوطنة "هافات جلعاد" المُشيّدة على أراضي الفلسطينيين في نابلس، والذي أُعلِنَ عن مقتله بعد محاولة إسعافه ونقله إلى "مستشفى مئير" في كفار سابا".
وادّعى إعلام الإحتلال أن مَنْ نفّذ العملية يتمتّع بقدرة فائقة على التصويب بشكل دقيق، حيث تمكّن بظرف ثوانٍ من الترجّل وإطلاق النار صوب المستوطن، سائق السيّارة بشكل مباشر.
وكان جهاز "الشين بيت" قد بثَّ أخباراً مزعومة، تحذّر من "قيام بعض الخلايا في نابلس بعملية عسكرية"، زاعماً أنّها ستكون العملية الأولى لحركة "فتح"، وفق تقديرات المؤسّسة الأمنية التابعة للإحتلال.
وواصلت قوّات الإحتلال تهديداتها لسكان محافظة نابلس، بعد فشل مخابراتها في اعتقال منفِّذ عملية صرّة، التي قتل فيها مستوطناً، على الرغم من دورياتها المكثّفة والاستعانة بالكلاب البوليسية المدربة.
وأقدمت قوّات الإحتلال على تقطيع أواصر المناطق والبلدات الفلسطينية، وعلى مفترق الطرق المؤدّي إلى قرية صرة، الذي يُعتبر أحد المداخل الغربية لمدينة نابلس، قامت ورشة لجنود الإحتلال بوضع مكعبات إسمنتية جديدة قرب البوابة الحديدية المقامة من سنوات، وهو ما حال دون عبور المركبات الفلسطينية باتجاه الطريق الواصل من قلقيلية حتى بلدة حوارة، والذي يسلكه آلاف الفلسطينيين الذين يتنقلون من محافظات الضفة الشمالية، قاصدين وسطها وجنوبها، رغم المخاطر وانتشار المستوطنات على أطرافه.
ويشهد حاجز حوارة - جنوبي مدينة نابلس، تشديداً من قِبل قوّات الإحتلال، التي تقوم بالتدقيق وتفتيش المركبات وفحصها، وتعلن عن إغلاقه من وقت إلى آخر.
واستغل السفير الأميركي لدى الكيان الإسرائيلي دافيد فريدمان، العملية، وهاجم السلطة الفلسطينية، مدّعياً بأنّها تموّل "الإرهاب".
وقال فريدمان عبر حسابه على "تويتر" تعقيباً على عملية قتل المستوطن: "حماس تشيد بالقتلة، وقوانين السلطة الفلسطينية توفّر لهم مكافأة مالية، لا تبحثوا عن أسباب إضافية لماذا لا يوجد سلام".
وفي سياق التحريض على السلطة الفلسطينية، نشرت وزارة الجيش الإسرائيلي تقريراً أطلقت عليه "تسعيرة الإرهاب"، اعتبرت فيه أنّه "بموجب هذه التسعيرة تحدّد السلطة الفلسطينية المبالغ المالية التي تقدّمها للأسرى الفلسطينيين".
واستعرضت أيضاً مشروع القانون لخصم مخصّصات الأسرى الفلسطينيين من عائدات الضرائب التي يجبيها الكيان الإسرائيلي للسلطة الفلسطينية سنوياً.
وتأتي أقوال السفير فريدمان على خلفية النقاش في الولايات المتحدة لقانون "تايلور فورس"، الذي أُطلِقَ على إسم الأميركي الذي قُتِلَ بعملية بمدينة يافا في آذار 2016.
وينص القانون على وقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية ما دامت تموّل منفّذي العمليات وعائلاتهم.
في غضون ذلك، جدّدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والكيان الإسرائيلي تهديدهما بإغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وسط شائعات عن قطع التمويل بالفعل.

إلى ذلك، بدأت سلطات الإحتلال تنفيذ مخطط إنشاء جسر سياحي للمشاة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، بطول 197 متراً وبارتفاع 30 متراً.
وحذّرت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدّسات" من خطورة المخطّط الذي يندرج في إطار سياسة الإحتلال بتهويد مدينة القدس وصبغها بمعالم جديدة بعيدة عن هويتها لتشويه قدسيتها العربية الاسلامية المسيحية.
وأشار الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى إلى أنّ المخطّط يقوم على بناء جسر يربط حي الثوري ومنطقة النبي داود مروراً بحي وادي الربابة، بإشراف ما يسمّى "سلطة تطوير القدس".

 

المصدر :اللواء