عقد النائب بطرس حرب لقاء حاشدا في بلدة تنورين شارك فيه جموع من الشابات والشباب الذين تطوعوا للمساهمة في الحملة الانتخابية. واستعرض حرب تجربته السياسية والنيابية منذ بدايات السبعينيات قائلا: "عام 1972 انطلقنا في حياتنا السياسية من مبادئ عرّضنا حياتنا للخطر من أجل الدفاع عنها، مبادئ لكي يبقى لبنان دولة ديمقراطية، سيدة، يحكمها شعبها، ولا أحد يتحكم فيه، شعب قادر بكل حرية أن يعبر عن رأيه ضمن القوانين. تمسكنا بهذه المبادىء أدى في بعض الأوقات الى حرماننا من مشاريع انمائية كانت لتتحقق لو خضعنا أو ساومنا على هذه المبادئ".
وحذر حرب من ان "هناك من يحاول غش الناس ظناً بأنه قادر أن يشوه الحقائق وأن يبشر بالتطوير والإصلاح، لكن في الواقع يقوم بتدمير البلد والدولة والنظام لمآرب أنانية ومادية وشخصية. يمارسون السلطة بعقلية سوء استعمالها، بعقلية إبرام الصفقات على حساب المال العام، مال اللبنانيين. وهذا يعرض مستقبل أولادنا للخطر لأنهم لا يقبلون العيش في بلد تغيب عنه الحرية والديمقراطية والعدالة، في بلد تتحكم به الدويلة بالدولة، ووجود سلاح غير السلاح الشرعي، في بلد لا يحكم القضاء باسم الشعب بل باسم وزير أو سلطة نافذة".
ولفت نائب قضاء البترون والشمال الى المعركة "التي خضناها في الأمس القريب للدفاع عن حرية الرأي وللحفاظ على حرية الاعلام في لبنان. اذ علينا ان نعي اننا ما زلنا البلد الوحيد في المنطقة حيث من يخالف السلطة الرأي لا يدخل السجن، وسنبقى ندافع عن هذه الحرية مهمنا كلف الثمن".
وأوضح حرب ان القانون التي ستجري على أساسه الانتخابات "صمم على قياس بعض الأشخاص بهدف تزوير إرادة الناس، وحصر حق الناخب باختيار مرشحه فقط وألزمه بالتصويت لكامل اللائحة التي يترشح فيها، ما حرمه من اختيار من يرغب من المرشحين الآخرين. لذلك عارضته وصوتت ضده في المجلس النيابي، لكنه أصبح قانونا نافذا وعلينا احترامه. ومع اقتراب موعد الانتخاب واجب المواطنين ان يختاروا من يمثل قيمهم وأحلامهم وتطلعاتهم ومطالبهم في السلطة".
ونبه الى ان هناك اليوم من "فتح دكانة توظيفات لابتزاز الناس قبل الانتخابات والمتاجرة بحاجاتهم بعد ان منعوا قيام دولة مستقرة قادرة بمؤسساتها أن تلتفت الى حاجات الناس، من دون أي منة من أحد. هناك عملية ممنهجة لاستغلال لقمة عيش الناس من أجل فرض زعامات تبحث عن شرعية تفتقدها، لأنها وصلت الى السلطة بالصدفة وبالقوة".
وتوجه الى الناخبين قائلا: "أطلب منكم أن تنتخبوا انطلاقا من المبادئ التي تؤمنون بها، ومن سعيكم لبناء دولة قادرة على تأمين مستقبل أولادنا، وعلى إعطاء صاحب الحق حقه، وعلى حماية الفقير من ابتزاز صاحب السلطة له. لا أن نرى مثلا تاجر مخدرات قد أصبح طليقاً بسعي من هم في السلطة اليوم طمعاً بأصوات عائلته. لا نريد دولة تتسلط على ارادتنا ومستقبلنا. لذلك، أعلن اليوم رسميا وبعد التشاور معكم ترشحي لخوض المعركة الانتخابية معكم وباسمكم عن قضاء البترون ودائرة الشمال الثالثة. غير آن كل الاسلحة اليوم مجندة لمحاربة مبادئنا. نخوض معركتنا لمواجهة دولة أصبحت معظم أجهزتها تحارب الاوادم وكل من يتمسك بكرامته. الناس هم من يقررون من يحكمهم وليس للحاكم أن يقرر الناس التي يحكمها".
وختم مؤكدا: "سنبقى احرار بإرادتنا وكل من يريد استعبادنا وفرض إرادته علينا سنواجهه بمبادئنا وباللحم الحي. لسنا سلعة لاحد لكي يعتقد انه قادر على التجارة بنا. أنتم من تختارون من يمثلكم، ولا يمكن لاحد أن يفرض زعامته عليكم. مصلحتنا وكرامتنا واحدة ولا أحد يعتقد أنه قادر على تغييبنا أو على مصادرة إرادتنا لأننا أصحاب الخيار والقرار الوحيدين في هذه المعركة الوجودية".