الخميس 18 كانون الثاني 2018 09:19 ص

رحيل أكبر معمرة في عين الحلوة عن 120 عاماً


* ثريا حسن زعيتر:

رحلت أمس أكبر معمرة فلسطينية، الحاجة أمينة قاسم الشهابي عن عمر ناهز الـ(120 عاماً).
كانت الحاجة "أم صبحي" تقيم في مخيم عين الحلوة، بعدما حط بها الرحال مع عائلتها التي اضطرت إلى ترك قريتها عرب الزبيد - قضاء صفد في فلسطين المحتلة، بتاريخ 20 نيسان 1948، جرّاء المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية.
كانت الحاجة أمينة في الـ50 من عمرها حين نزحت، وهي متزوجة، وكونت أسرة من 5 أولاد، وصل عدد الأحفاد منهم إلى أكثر من 30.
كان أكبر الأبناء صبحي، الذي لو قدر له أن يعيش لكان في عامه التسعين.
تسنى للحاجة "أم صبحي" التي عاشت في 3 قرون، أن تسمع مقولة: "يا ستي ردي عَ ستك".
وعلى الرغم من تجاعيد سنوات عمرها، إلا أن وشم الحنة الذي دقّ عليه أيام الخير في فلسطين، ما زال واضحاً.
كانت الحاجة "أم صبحي" تجمع أولادها وأحفادها والأقارب والجيران، وتحدثهم بالكنة الفلسطينية الأصيلة، عن البطولة والشهادة، وعن الخيرات في سهول وجبال وهضاب الأرض المباركة، ونضال أبناء فلسطين وشجاعتهم، وتصديهم للعصابات الصهيونية، وما تلى النكبة والظروف التي مر بها اللاجئون، وتمسكهم بقضيتهم، رافضين التوطين والتشتيت، وتوصيهم بالتمسك بالعودة إلى فلسطين.
وحتى الأيام الأخيرة من حياتها ودخولها "مستشفى الهمشري" - المية ومية - صيدا، كانت تتمتع بذاكرة قوية، وأملها أن تتحرر فلسطين من الإحتلال الإسرائيلي، وتعود إليها لتقيم فيها وتموت وتدفن هناك.
ترحل أكبر معمرة فلسطينية، حيث شيع جثمانها أمس في "مسجد الشهداء" في الشارع الفوقاني من مخيم عين الحلوة إلى مقبرة صيدا في سيروب، بمشاركة حشود غفيرة، لتترك وصية إلى الأجيال الفلسطينية، حب فلسطين والعمل من أجل العودة إليها، لدحض مقولة ديفيد بن غوريون: "غداً الكبار يموتون والصغار ينسون".

المصدر :اللواء