تسعى سلطات الإحتلال الإسرائيلي إلى استغلال كل حدث لتأليب الرأي العام ضد الفلسطينيين، أو محاولة إظهارهم بصورة الضعيف، أو بث الرعب والخوف في صفوفهم خاصة لدى الأطفال الفتية.
وينشغل الكيان الإسرائيلي بقضية الفتاة عهد باسل التميمي (16 عاماً)، حيث قررت "محكمة الإحتلال العسكرية" في سجن "عوفر" المقام على أراضي مدينة بيتونيا في الضفة الغربية المحتلة، أمس (الأربعاء) تمديد اعتقالها حتى 31 الجاري، لاعداد لائحة اتهام ضدها.
وتحاكم عهد بتهمة الاعتداء والضرب و11 تهمة أخرى، حيث توجه إليها النيابة العامة العسكرية الإسرائيلية تهماً عدّة، بالاعتداء على جنود الإحتلال واعاقة عملهم واعتقالهم، والمشاركة في أعمال ضد قوات الإحتلال في فترات سابقة.
وهذا هو التمديد الخامس، أراد منه الإحتلال التأثير على معنويات عهد، التي دخلت قاعة المحكمة مقيدة اليدين، وعلى الرغم من الإرهاق البادي على وجهها، إلا أنها أطلقت ابتسامة تعي تماماً ماذا تعني للضباط في المحكمة، والمسؤولين الإسرائيليين، وأهلها، والعالم، الذي يتابع قضيتها.
وتمارس سلطات الإحتلال، العنصرية بشكل واضح، حيث يُحاكم الفلسطينيون في محاكم عسكرية إسرائيلية، واليهود في محاكم مدنية.
وتشدد الإجراءات والأحكام والعقوبات ضد الفلسطينيين، بينما تمر غالبية الاعتداءات التي يرتكبونها ضد الفلسطينيين دون عقاب.
ولقي اعتقال الإحتلال للفتاة عهد، إدانة وشجباً، على أكثر من صعيد، ما يعتبر انتهاكاً واضحاً لحقوق الطفل، خاصة أنها قاصر، وفي عامها الـ16، وما زالت محتجزة لدى الإحتلال منذ حوالى الشهر، الذي يمارس ضدها الأساليب التعسفية والترهيبية، وهو ما يظهر بادياً على وجهها خلال جلسات المحاكمة، على الرغم من اظهارها لابتسامتها التي باتت تغيظ السجان الصهيوني، من جنسيات مختلفة، استجلب إلى أرضها، وبعدما استحوذت على إهتمام الكيان الإسرائيلي على كافة مستوياته، الذي يدعو إلى محاكمتها وتشديد العقوبة بحقها.
وكانت عهد قد أقدمت بتاريخ 15 كانون الأوّل 2017 على منع النقيب (ع) وجندي من وحدة "جفعاتي" من دخول منزل العائلة في النبي صالح - شمال غربي رام الله في الضفة الغربية، بمساعدة إبنة عمها نور ووالدتها ناريمان، قبل أن تصفع الضابط، وتلكم الجندي على وجهه.
ورحب وزير جيش الإحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بقرار محكمة الإحتلال العسكرية في معتقل "عوفر" تمديد اعتقال عهد التميمي حتى يوم 31 كانون الثاني الجاري، لإعداد لائحة اتهام ضدها.
وإدعى ليبرمان في تغريدة عبر صفحته على موقع "تويتر": "إن هناك عدالة في المحكمة العسكرية الإسرائيلية"، مرحباً بابقاء التميمي رهن الاعتقال حتى انتهاء الإجراءات بحقها.
وأمس نشر حساب يحمل اسم الفتاة الأسيرة عهد التميمي فيديو يُعرض للمرة الأولى، يظهر لحظة اقتحام جنود الإحتلال الإسرائيلي لمنزل عائلتها في النبي صالح، فجر (19 كانون الأوّل 2017)، حيث عمد الجنود إلى توثيق تلك اللحظة بتصويرها عبر هواتفهم النقالة.
ويظهر بوضوح ان اقتحام المنزل تمّ في ساعات الفجر الأولى، حيث كانت عهد قد استيقظت من نومها على اقتحام الجنود لمنزل العائلة، وإلى جوارها شقيقها الأصغر محمّد.
وكانت عهد تقوم بطرد الجنود من منزلها، وهي تصرخ في وجههم طالبة منهم عدم التصوير.
وعندما تكاثر جنود الإحتلال، وأصروا على الاستمرار بتصويرها، ارتفع صراخها في وجههم، فحاول أحدهم إسكاتها، لكن أجابته بصوت مرتفع "جاي عَ داري، بكسر التلفون إذا إنت بتصورني".
وإقتربت من الجندي الذي يقوم بتصويرها عبر هاتفه النقال، محاولة نزعه من يده، قبل تدخل جنود الإحتلال لمنعها من ذلك، وإقتيادها مكبلة اليدين إلى سجن "عوفر" الإسرائيلي.
وتعمد الإحتلال القيام بإقتحامه المنزل في ساعات الفجر الأولى، خشية تعرضه لمواجهات وتصدي أهالي البلدة أثناء ذلك.