الجمعة 19 كانون الثاني 2018 09:43 ص

جريحان من كومندوس الإحتلال الإسرائيلي في عملية جنين


* هيثم زعيتر

وقعت قوة كومندوس للإحتلال الإسرائيلي في كمين، أثناء تنفيذها عملية عسكرية كبيرة في وادي برقين - غرب مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، فأصيب ضابط وجندي من القوة المهاجمة، واستشهد شاب فلسطيني وأصيب 6 آخرون بجروح وحالات اختناق.
فقد نفذت قوة كبيرة من جيش الإحتلال و"حرس الحدود" والشرطة وقوات خاصة وبالتنسيق مع "الشاباك" و"الشين بيت"، العملية تحت جنح الظلام، واستخدم فيها 120 آلية عسكرية وطائرات مروحية، ومتبعةً فيها أسلوب "طنجرة الضغط"، التي يعتمدها الإحتلال لدى تحصن أحد المطلوبين لديه في منزل.
واستمرت العملية العسكرية الإسرائيلية أكثر من 10 ساعات تخللها اشتباكات عنيفة وعمليات اقتحام وهدم منازل، حيث بدأت حوالى العاشرة من ليل أمس الأوّل (الأربعاء)، حين اقتحمت وحدة إسرائيلية خاصة تستقل سيّارة فلسطينية ومتخفية بالزي المدني، محطة وقود "حيفا"، عند المدخل الغربي لمدينة جنين، وأقدمت على اعتقال عاملين في المحطة، ومصادرة كاميرات المراقبة فيها.
وقرابة الحادية عشرة والربع ليلاً، وصلت قوات الكومندوس الإسرائيلية إلى محيط منزل أحمد نصر جرار، حيث وقعت في كمين، بإطلاق النار عليها، ما أدى إلى جرح ضابط وجندي من القوة الإسرائيلية – جراح أحدهما حرجة، فيما استشهد شاب.
وسارعت وسائل الإعلام إلى التناقل أنه أحمد نصر جرار (الذي لم يعرف مصيره)، لكن تبين لاحقاً أن الشهيد هو ابن عمه أحمد إسماعيل محمّد جرار (31 عاماً) وهو ضابط في السلطة الوطنية الفلسطينية.
واستمرت المواجهات إلى ما بعد الثالثة فجراً، حيث كانت قوات الإحتلال تطالب - عبر مكبرات الصوت - أحد المحاصرين بتسليم نفسه.
وذكر أن قوات الإحتلال اعتقلت أحد الأشخاص، تدعي أنه مشتبه به بالمشاركة في قتل الحاخام "رزيئيل شيبح" (35 عاماً) من الموقع الاستيطاني "جفات جلعاد" - غربي نابلس، بينما كان يمر بسيارته قرب مستوطنة "حافات غيلات" - شرقي مدينة نابلس في الضفة الغربية بتاريخ 9 كانون الثاني الجاري.
وأطلقت قوات الإحتلال قذائف باتجاه المنازل، فيما قامت القوة الخاصة بمحاصرة أحد المنازل، وتولت قوة من لواء "جفعاتي" و"الهندسة الحربية" تطويق المكان، مع استقدام جرافات شاركت في هدم المنازل الثلاثة العائدة لكل من: أحمد نصر جرار، علي خالد جرار وإسماعيل نصر جرار.
وعلى الرغم من فرض الطوق الأمني الإسرائيلي، وإعلان المنطقة مغلقة، إلا أن الأهالي نزلوا ليلاً إلى الطرقات، ووقعت مواجهات عنيفة ضد جنود الإحتلال، الذين أطلقوا الرصاص الحي وقنابل الغاز، باتجاه المتظاهرين، الذين رشقوا القوات المهاجمة بالحجارة.
وأصيب 6 فلسطينيين، بينهم 4 بجروح بالرصاص الحي، إصابة أحدهم بالعمود الفقري، وصفت بالخطرة، ونقل إلى "مستشفى الرازي" حيث خضع لعملية جراحية.
وعرف من الجرحى: معتز وليد منصور (21 عاماً)، قسم محمد طيارين (23 عاماً)، ومسلم سلامه (19 عاماً).
كما أصيب الشاب ساري أبو الوفا بالغاز المسيل للدموع والشاب مجدي عدنان بشظايا في وجهه.
وحطت مروحيات عسكرية إسرائيلية في منطقة سهلية مفتوحة بالقرب من حاجز الجلمة العسكرية لنقل مصابي العدو، مع تواجد طواقم إسعاف تابعة لجيش الإحتلال ونجمة داوود بالقرب من الحاجز.
وأظهرت أشرطة فيديو نشرها أبناء جنين على الانترنت، عدة آليات إسرائيلية مدرعة تدخل المدينة.
وادعت وسائل إعلام العدو أن معلومات استخباراتية، أوصلت قوة خاصة إسرائيلية إلى مكان اختباء أحد منفذي عملية إطلاق النار في نابلس، التي قتل فيها الحاخام "رزيئيل شيبح".
ووصلت معلومات ظهر الأربعاء إلى جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" تفيد بوقوف خلية تابعة لحركة "حماس" وراء العملية، حيث جرى متابعة المشتبهين، وتبين بأنهم في جنين.
وقد حصل تطور ملموس في الأيام الأخيرة، في أعقاب اكتشاف "شيء" مهم استخدمه منفذو العملية، حيث قادت التحقيقات إلى تحديد المبنى الذي كان يختبئ بداخله عناصر المجموعة، ولدى وصول قوات الإحتلال إلى المكان، تعرضوا لإطلاق نار.
وأوضحت زوجة الشهيد نصر جرار، أنه "في تمام الساعة الحادية عشرة والربع ليلاً، اقتحمت قوات الإحتلال الإسرائيلي منزلنا، وطلبت منا الخروج، لأنهم سوف يقومون بهدم المنزل، وخلال خروجنا من المنزل، رأيت جثة شاب ملقاة على الأرض، ولم أستطع أن أتعرف عليها، ولا أستطيع أن أؤكد بأنها جثة ابني".
وأضافت: "إن قوات الإحتلال سألت عن مكان تواجد ابني أحمد جرار"، "فقلت لهم: "لا أعرف"، ومن ثم شرعت بقصف المنزل بقذائف صاروخية قبل أن تقوم الجرافات بهدمه".
وأضافت: "إذا ابني استشهد يا نياله".
والشاب الذي تطارده قوات الإحتلال، أحمد جرار، هو ابن الشهيد نصر جرار (أحد كوادر "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس")، الذي استشهد بعد محاصرة الإحتلال منزله في جنين في العام 2002، حيث استهدفت من بداخله بالرصاص وقذيفة، ما أدى إلى استشهاده.
وتعقيباً على الهجوم قال المتحدث باسم "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، في تصريح مقتضب نشره الموقع الرسمي للكتائب" "إن عملية نابلس هي أول رد عملي بالنار لتذكير قادة العدو ومَن وراءهم بأن ما تخشونه قادم، وأن ضفة العياش والهنود ستبقى خنجراً في خاصرتكم".
وقالت "حماس" في بيان لها: "نبارك عملية نابلس البطولية التي تأتي نتيجة لانتهاكات الإحتلال الصهيوني وجرائمه بحق أهلنا في الضفة والقدس والمسجد الأقصى".
وإدعى مصدر عسكري إسرائيلي والناطق بلسان "حرس الحدود" أنه "مع محاولة اعتقال أفراد خلية، وقع اشتباك مسلح أسفر عن اصابة إثنين من أعضاء الخلية (استشهد أحدهم لاحقاً) كما وقعت عدة إصابات في صفوف الجيش، ظلت طي الكتمان، في ضوء الرقابة العسكرية المفروضة على العملية.
وقال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" أنه "جرى اطلاق نار خلال عملية لحرس الحدود في جنين من أجل توقيف منفذي الهجوم الذي قتل فيه مستوطن هو الحاخام "رزئيل شيبح" في وقت سابق هذا الشهر بالقرب من بؤرة "حافات جلعاد" الاستيطانية - قرب نابلس في شمال الضفة الغربية".
وقال رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة إلى الهند في بيان: "سنلاحق كل الذين هاجمونا وسنحاسبهم".
من جهته، أكد وزير دفاع الإحتلال أفيغدور ليبرمان "لا يوجد أي مكان يتمكن فيه الإرهابيون من الاختباء، سنجدهم أينما كانوا".

 

 

 

 

المصدر :اللواء