أفضى الاجتماع الذي عقد مساء أمس بين الرئيس محمود عباس «أبو مازن» والمفوض العام لـ«الأونروا» في الشرق اﻷوسط بيير كرينبولي في مقر الرئاسة في رام الله في الضفة الغربية بحضور عضو اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» أمين عام «جبهة النضال الشعبي الفلسطيني» الدكتور أحمد مجدﻻني التوصل إلى تجميد وكالة «الأونروا» كافة القرارات الصادرة عن ادارتها في لبنان للعام 2016 العودة إلى ما كانت عليه سابقاً.
وتضمن الاتفاق:
1.. تجميد كافة القرارات الصادرة عن ادارة «الأونروا» في لبنان للعام 2016 والعودة إلى ما كانت عليه سابقاً.
2 تشكيل لجنة للحوار في لبنان من الفصائل الفلسطينية وادارة «اﻷونروا» للتوصل الى حلول لكافة القرارات التي تتعلق بالاستشفاء والصحة والتعليم، وأوضاع مخيم نهر البارد خلال شهر من تاريخه.
3 سيصدر اليوم (الاثنين) المدير العام لـ«الأونروا» في لبنان ماتيوس شمالي بياناً يعلن فيه تجميد القرارات الصادرة، ومن ثم البدء في الحوار مع الفصائل.
هذا وقد ناقش الطرفان أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في اﻷقطار الخمسة والسبل الكفيلة لتوفير الامكانيات اللازمة لذلك.
وفي ضوء ذلك، ستجتمع قيادة الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية في لبنان لمناقشة هذه الخطوة وتحدد موقفها، على أن يتم تشكيل لجنة مشتركة فنية مختصة للبحث عن تصور وصيغة لإنهاء الأزمة التي سببتها قرارات واجراءات ادارة «الأونروا» والمتعلقة بالاستشفاء.
وكانت أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومخيّماتها، محور لقاءات عقدت في مخيّمَيْ عين الحلوة والمية والمية لبحث تفاقم معاناة اللاجئين جراء الاجراءات التعسفية لوكالة «الأونروا»، وتزامناً مع الزيارة التي يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الخميس المقبل الى لبنان، حيث أُطلقت حملة للتوقيع على عريضة ستقدّم الى الأمين العام، فيما كان تثبيت الأوضاع واستقرارها داخل عين الحلوة محور اجتماع اللجنة الأمنية العليا.
وكانت «خلية أزمة الأونروا» المنبثقة عن القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان، قد قررت أن تصعد من تحرّكاتها الاحتجاجية تزامناً مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى لبنان بان كي مون خلال الأيام المقبلة، وذلك خلال الاجتماع الدوري للخلية في مقر أمانة سر «منظمة التحرير الفلسطينية» في مخيّم المية ومية، لمناقشة آخر المستجدات المتعلقة بقرارت وإجراءات وكالة «الأونروا» التعسفية، وتقييم برنامج التحركات الاحتجاجية للأسبوع الماضي، وإعداد برنامج التحركات للأسبوع الذي سيبدأ تنفيذه اليوم (الاثنين) – وذلك قبل الاتفاق الذي جرى في رام الله.
وتزامن الاجتماع مع البدء في توقيع عريضة موجّهة الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل أيام على زيارته الى لبنان، تطالبه بإنصاف الشعب الفلسطيني المقهور، حيث انطلقت حملة التوقيع من موقف باصات «الأونروا» في «حي الصباغ» في صيدا، والذي تحوّل الى خيمة «اعتصام مفتوح» منذ بدء الاحتجاجات الفلسطينية السياسية والشعبية على قرارات «الأونروا» تقليص خدماتها وآخرها الصحية وذلك بمشاركة المعتصمين فيها.
وقد قام منسّق عام «تيار المستقبل» في الجنوب الدكتور ناصر حمود يرافقه منسق دائرة صيدا في التيار أمين الحريري بزيارة تضامنية لخيمة الاعتصام المفتوح لخلية الأزمة التي شكّلتها القوى الفصائل الفلسطينية رفضاً لسياسة تقليص الخدمات المعتمدة من قبل وكالة «الأونروا»، حيث انضما إلى المعتصمين في مرآب الآليات التابع لـ«الأونروا» في محلة سهل الصباغ في صيدا، وكان في استقبالهما مسؤول العلاقات السياسية في حركة «حماس» أبو أحمد فضل ومسؤول «الجبهة الديمقراطية» في منطقة صيدا فؤاد عثمان، وعضوا اللجنة الشعبية عدنان الرفاعي وأبو ربيع سرحان ومسؤول اللجنة الشبابية حسام الميعاري وعدد من المعتصمين.
وخلال اللقاء قال الدكتور حمود: «جئنا كتيار مستقبل إلى خيمة الاعتصام في صيدا دعما لقضايا ومطالب اخواننا الفلسطينيين. وهي ليست فقط وقفة تضامن بل هي مسيرة تضامن معهم وإن شاء الله تكون بداية لنعمل مع كل الأخوة الفلسطينيين في كل الفصائل والقوى من اجل تأمين حقوقهم كاملة».
وتابع: «سنتابع كتيار مستقبل مع الأخوة الفلسطينيين ونرى من خلال الدولة ومؤسساتها ومن خلال علاقاتنا كيف يمكن ان نساعد في حل هذه الأزمة والعودة لتأمين التقديمات لهم من الوكالة بشكل طبيعي وغير منقوصة، وكذلك كيف يمكن ان نساهم في تطوير التعاون بين الأخوة الفلسطينيين وبين الدولة اللبنانية و«الأونروا» لمعالجة كل القضايا التي تمس أوضاعهم الاجتماعية والانسانية والصحية وتأمين الحياة الكريمة لهم لحين عودتهم الى أرضهم فلسطين».
اللجنة الأمنية
هذا، واجتمعت اللجنة الامنية العليا برئاسة مسؤولها قائد «قوات الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان اللواء صبحي أبو عرب في مقرها بمخيّم عين الحلوة، وناقشت اللجنة الاوضاع في المخيّمات الفلسطينية بشكل عام وفي عين الحلوة بشكل خاص.
وتابع المجتمعون المشكلات التي حصلت مؤخراً وعملوا على ايجاد الحلول لها بما يضمن الحقوق لأصحابها ويساهم في ارساء الأمن والاستقرار في المخيّم. وأبدوا ارتياحاً للقاء الذي عقد الاسبوع الماضي في قاعة الاسدي في مخيّم عين الحلوة، والذي دعت له لجان الاحياء والقواطع واللجنة الامنية العليا بحضور «الشباب المسلم».
ولفت المجتمعون الى ارتياحهم لتثبيت حاجز لقوات الامن الوطني الفلسطيني عند مفترق «مقبرة الشهداء» بالقرب من «جسر التنك» في درب السيم، مؤكدين على قرب وضع نقطة تابعة للقوة الأمنية في منطقة النبعة فور انتهاء الاستعدادات الادارية واللوجستية لذلك.