الخميس 25 كانون الثاني 2018 15:36 م |
حفل توزيع جوائز أفضل شعار لمختبر أبحاث في الجامعة اللبنانية |
أقام اليوم المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا وكلية العلوم ومختبر الدراسات والأبحاث حول البيئة المستدامة والطاقة المتجددة LEADDER في الجامعة اللبنانية وجمعية بنين، حفل توزيع جوائز أفضل شعار برعاية سعادة النائب هاني قبيسي، وأقيم الإحتفال بهذه المناسبة في قاعة المحاضرات في المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا، مجمع الرئيس رفيق الحريري، الجامعة اللبنانية، الحدث بحضور راعي الإحتفال النائب هاني قبيسي وعميد المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا البروفسور فوّاز العمر والعميد السابق لكلية الزراعة في الجامعة اللبنانية البروفسور تيسير حمية ورئيس جمعية بنين الخيرية الأستاذ محمد مختار بيضون ورئيسة مختبر الأبحاث LEADDER البروفسورة جومانا الطفيلي ونائب ريس جمعية بنين الأستاذ جاد بيضون والعقيد الركين ايلي فيكاني ممثلاً قائد الجيش العماد جوزف عون والعقيد أنور حمية ممثلاً مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا والعقيد حسن الخطيب ممثلاً مدير المخابرات العميد الركن طوني منصور والعقيد فايز زهوي ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان وحشد كبير من أساتذة وباحثين وطلاب من مختلف الجامعات اللبنانية وعدد من الإعلاميين وموظفي الجامعة اللبنانية.
يعقوب
بداية افتتح الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة اللبنانية ثم ألقى عريف الإحتفال الدكتور أنطون يعقوب جاء فيها أن الإنسانية لم تعرف في تاريخها أساساً يبني نهضاتها ويخلّد أمجادها كالعلم ولم يُعرَف في تاريخ الأمم مِعوَل هدمٍ أسقط الحضارات وبدّد النهضات كالجهل، فبالعلم تحلق الأمم وتعلو حتى تبلغ ذرى المجد وبدونه تهوي في مراتع الجهل والتخلف ومبيناً أن شعار أي مؤسسة أو مختبر هو تمثيلٌ بصريٌ لها، يحمل في طياته وخطوطه وألوانه أهدافها وقيمها وأن مختبر الدراسات والأبحاث حول البيئة التنمية المستدامة والطاقة المتجددة له أهدافه السامية وقيمه، فمن الضروري أن يحمل شعاراً يمثلها بصرياً. من هنا أطلقت البروفسورة جومانا الطفيلي مسابقة تصميم أفضل شعار سانحةً الفرصة أمام كافة طلاب وأساتذة لبنان ليكشفوا عن مهاراتهم في التصميم والتنفيذ والإبداع كونهم العجلة المحركة الأساسية للتنمية المستدامة إيماناً بقيم المختبر ما سيمكنهم من حصد جوائز قيمة قدَّمتها جمعية بنين الخيرية. وأن هذه المسابقة هي الأولى من نوعها في لبنان من حيث الفكرة والمشاركون والتي تبارى فيها عدد كبير تجاوز المئتين من كل من الطلاب والأساتذة فيما بينهم لتقديم الأفضل وموضحاً أن الفضل الكبير في تنظيم هذه المباراة يعود للدكتورة جومانا الطفيلي والحائزة على جائزة الولايات المتحدة الأميركية، عن أفضل امرأة عالمة وباحثة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا للعام 2012 وتنويه من قائد الجيش اللبناني.
الطفيلي
وألقت البروفسورة جومانا الطفيلي رئيسة مختبر الأبحاث حول التنمية المستدامة والطاقة المتجددة كلمة جاء فيها أن الامم المتحدة عقدت في 25 أيلول من العام 2015 في نيويورك مؤتمر القمة الدولي لخطة التنمية المستدامة للعام 2030 حيث تم الاعلان عن 17 هدف للتنمية المستدامة وعن 169 (مئة وتسعٍ وستين) غاية للقضاء على الفقر ومكافحة عدم المساواة ومعالجة تغير المناخ، والتي قام قادة العالم باعتمادها خلال هذه القمة الاممية التاريخية، أشار خلاله الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون: أن هذه الأجندة الجديدة التي تعهد بتنفيذها قادة دول العالم، تشكل رؤية شاملة ومتكاملة من أجل عالم أفضل وبرنامجاً إصلاحياً من أجل البشرية للقضاء على الفقر في جميع أشكاله على كوكب هذه الأرض التي نعيش عليها.
وأضافت أنه من هنا كان توجهنا الكامل من أجل إنشاء مختبر بحثي تدور اهتماماته الأساسية حول التنمية المستدامة والطاقة الخضراء حيث تركزت المحاور البحثية لهذا المختبر والذي أنشئ بعد قمة الأمم المتحدة.
وقالت لمن دواعي سرورنا أن نجتمع اليوم من أجل تكريم ثلة من المتميزين الذين شاركوا في هذه المباراة المفتوحة أمام أساتذة وطلاب الجامعات في لبنان لاختيار أفضل شعار لمختبرنا البحثين وأن ما أردناه من هذه المسابقة هو حث الوعي العام لدى كافة الأساتذة وطلاب الجامعات في لبنان لناحية أهداف التنمية المستدامة الجديدة واتباع استراتيجية شاملة تجمع بين التنمية الإقتصادية والإندماج الإجتماعي والإستدامة والعمل من أجل تحقيقها على المستويات المحلية والوطنية. وبالفعل لقد حققنا ما كنا نهدف إليه وتبين ذلك عبر التساؤلات والمراسلات العديدة التي وردتنا حول مبادئ التنمية ومعاني الطاقة المتجددة ودور المختبرات البحثية في هذه العملية. وقد تجاوز عدد المشاركين المئتين أرسلوا مقترحاتهم التي درست من قبل لجنة جامعية مختصة. لاختيار ثلاثة فائزين توزع عليهم الجوائز مقدمة من جمعية بنين الخيرية. وتوجهت بالشكر لجمعية بنين الخيرية بشخص رئيسها الأستاذ محمد بيضون ومديرها الأستاذ جاد لتأمينهم كافة مستلزمات هذه المباراة من الألف إلى الياء، وأن أعمال هذه الجمعية قد وصل صداها إلى كافة الأراضي اللبنانية دون تفرقة أو تمييز، وتنوعت عطاءاتها في العديد من الأصعدة الإجتماعية والطبية وحتى التربوية.
وأشارت إلى أن التطور الحاصل في مختلف دول العالم يدعونا لوضع استراتيجيات استثمارية تمتد ل 15 سنة إن لم يكن أكثر، ينبغي على الدولة اللبنانية أن تحدد خلالها توجهات جديدة ونهجاً جديداً لتصميم وتنفيذ سياسة متعددة المصالح والمنافع وأن البحث العلمي والتنمية المستدامة من أهم الأمور التي تساهم في تحقيق التطور الحقيقي في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية والطبية والإنسانية، ولا بد من الإضاءة على وضع البحث العلمي في بلادنا ومدى اهتمام دولنا العربية في تحقيق التنمية المستدامة.
وأوضحت أن نسبة الإنفاق على البحث والتطوير في الدول العربية منخفضة جداً، وقد بينت دراسة أعدتها الأمم المتحدة في السنوات الأخيرة أن مبلغ الانفاق العام على البحث والتطوير في الدول النامية ومن بينها الدول العربية محسوباً على أساس الفرد الواحد يقل بحوالي 400 مرة عنه في الدول المتقدمة، مشيرة إلى أن مصادر تمويل البحث العلمي والتطوير في لبنان والدول العربية يعتمد اعتماداً كلياً على ما تخصصه الدولة لهذا الغرض، أما في الدول المتقدمة فإننا نجد أن البحث له مصادر تمويل عديدة، ففي الدول الغربية مثلاً تشترك كل من الدولة ومؤسسات القطاع الصناعي والمالي والمصرفي والجامعات والمؤسسات التعليمية ومراكز الأبحاث في تمويل البحث العلمي، ناهيك عن الهبات والتبرعات والأوقاف التي يقدمها الأثرياء ورجال المال والأعمال والجمعيات الخيرية لهذا الغرض.
وقالت إنه إذا أردنا تحقيق تنمية مستدامة اقتصادية واجتماعية لمجتمعنا فإنه ينبغي تخصيص نسبة لا تقل عن 2٪ من الناتج القومي الإجمالي لصالح البحث العلمي مما سوف يساهم في تقوية الصناعة والزراعة والتجارة في لبنان وينمي بشكل فعال إقتصادنا الوطني، فالبحث العلمي الموجَّه ضرورة وليس ترفاً.
وذكرت أن أهم الأسباب التي تساهم في إحداث قفزة نوعية في مجال البحث والتنمية المستدامة هي التالية:
1- الوعي والإدراك لدى متخذي القرار في القطاع العام والخاص بأن الاستثمار في التقنية لا يأتي بدون البحث والتطوير والتعليم المتجدد ورفع كفاءة العاملين فيها. من هنا تظهر أهمية وضع التشريعات والضوابط التي تجعل دعم القطاعات المختلفة لعملية البحث العلمي واجباً ملزماً للجميع وليس إحساناً.
2- لقد ثبت من تجربة الدول المتقدمة ان سياسة البحث لا يمكن أن تأتي أو تتراكم نتيجة المبادرات الشخصية للباحثين . لذا يجب العمل مع مجلس الوزراء وكافة الوزارات ذات الصلة على وضع استراتيجية وخطة واضحة للبحث العلمي المبني على احتياجات الوطن في مختلف المجالات البيئية والزراعية والصناعية والنفطية والإقتصادية، وإيجاد حلول للمشاكل التي تعترض الوطن مثل معالجة النفايات الصلبة ومياه الصرف الصحي والسدود والكهرباء.
3- إن تمويل البحث العلمي يجب أن يأتي في المقام الأول من قبل الشركات الصناعية والمصانع الوطنية التي تعتمد في صناعاتها على الخامات الوطنية وليس على استيراد المواد الجاهزة للقيام بعملية التعبئة والتغليف فقط.
4- إن الجامعات ومراكز الأبحاث لها دور فاعل في عملية البحث العلمي والتطوير والتنمية المستدامة. لذلك علينا أن نضع خطة مستدامة من أجل تدريب الباحثين ومهندسي ومدربي المراكز البحثية ومشاركتهم في المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية والتطبيقية المتقدمة.
ثم قالت أن التعليم العالي بدون بحث علمي يجعله أشبه بمرحلة التعليم الثانوي، والبحث العلمي بدون تعليم عالٍ مزدهر ومستدام يجعله يعتمد على خبرة مستوردة وغير متجددة، والبحث العلمي بدون دعم مادي يجعله جسماً بلا روح وأن رحلة الألف ميل تبدأ بأخذ التجارب العالمية بعين الاعتبار ووضع استراتيجية وطنية محددة الأهداف لكل من التعليم العالي والبحث العلمي. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر الإنماء المتوازن في كل مناطق الوطن. وذكّرت بالصرخة التي أطلقتها من بعلبك منذ أكثر من عامين لإنشاء فروع للجامعة اللبنانية في بعلبك الهرمل والمناطق المحرومة في لبنان. وقد لاقى هذا النداء صدىً إيجابياً من قبل المعنيين الذين عملوا على إقرار مجمعين للجامعة اللبنانية في محافظة بعلبك الهرمل ومحافظة عكار.
ومن أجل إحداث تنمية مستدامة وأبحاث تطبيقية وصناعية وزراعية وطبية سعينا وقدَّمنا منذ حوالي السنة للمعنيين مقترحاً بإنشاء مركز للأبحاث في الجنوب تابع للمعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا يستتبعه مركز بحثي آخر في بعلبك الهرمل يساهم في إنماء مناطقي وجغرافي متوازن. وبوجود سعادة النائب هاني قبيسي عضو كتلة التنمية والتحرير نرفع الصوت مرة أخرى من أجل تحقيق هذا المطلب لجهة إنشاء مركز للأبحاث في الجنوب وآخر في البقاع.
وفي ختام كلمتها ناشدت البروفسور الطفيلي المسؤولين واقول أعطوا البحث العلمي 2% من موازنة الدولة نعطيكم ما يدهش العالم. وكما تمكنا من هزيمة العدو الصهيوني بالمعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة يجب ان نهزمه كذلك على صعيد التطور العلمي والبحثي عن طريق معادلة ذهبية ثانية المال والادمغة والبحث.
العمر
وألقى العميد كلمة المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا وكلمة كلية العلوم التي لم يستطع عميدها الحضور بدواعي السفر، جاء فيها أن المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا يسعى منذ إنشائه لتكوين الخبرات والمهارات البحثية في الجامعة اللبنانية من دكاترة وأساتذة وطلاب دكتوراه وعبر إشراف على أطروحات الدكتوراه في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا وله دور ريادي في مجال الأبحاث العلمية وإنجازها بالتعاون مع مختلف الجامعات الأوروبية والعربية وغيرها في جميع أنحاء العالم.
وأشار العميد العمر إلى المنصات البحثية الثلاث التي أنشئت في المعهد حرصاً من الجامعة اللبنانية على تطوير البحث العلمي بالتعاون الوثيق مع مختلف الكليات التطبيقية وخصوصاً مع كلية العلوم وهي: منصة في مجمع الرئيس رفيق الحرير في الحدث حول علوم المياه والبيئة والثانية في طرابلس حول علوم البيوتكنولوجيا والثالثة في الفنار تتعلق بعلوم المواد والنانو تكنولوجيا. وقال إن المعهد العالي للدكتوراه أنشأ عدة مختبرات بحثية في مختلف المنصات نذكر منها مختبر الرياضيات ومختبر التنمية المستدامة والطاقة المتجددة الذي ترأسه البروفسورة جومانا الطفيلي والتي نتوجه إليها بجزيل الشكر لما قامت به وتقوم به لتفعيل البحث العلمي وللجهود الكبيرة التي بذلتها في سبيل إنجاح هذه المبادرة الرائعة أعني المباراة لاختيار أفضل سعار لمختبرها على صعيد كل الجامعات في لبنان وحث طلابنا وأساتذتنا على الأهمية العالية التي يجب إيلاؤها للتنمية المستدامة والطاقة المتجددة في وطننا.
كما أوضح أن معهد الدكتوراه يتعاون بشكل كامل مع كلية العلوم لجهة دعم المختبرات البحثية المشتركة والمشاركة لما لهذه المختبرات من دور فاعل في تنشيط وتحريك عجلة البحث العلمي.
ونوّه العميد العمر بالإتفاقيات التي أبرمها المعهد مع المجتمع المدني والأهلي وبعض البلديات والتي كان من شأنها تقديم منح دكتوراه للمتفوقين في الجامعة اللبنانية على أن تكون الأبحاث المنجزة ذات طابع تطبيقي له فائدة إقتصادية إنتاجية على صعيد الوطن والتنمية فيه.
كم أثنى على الدعم المادي الذي قدمته جمعية بنين الخيرية للفائزين الثلاثة بهذه المسابقة الوطنية وتوجه بالشكر لراعي الإحتفال النائب هاني قبيسي لرعايته هذا الإحتفال ولاهتمامه بالدور الريادي للجامعة اللبنانية.
بيضون
وتوجه الأستاذ محمد مختار بيضون رئيس جمعية بنين الخيرية في كلمته بتشكر الدكتورة جومانا الطفيلي على إستضافتها لنا في رحاب هذا الصرح الأكاديمي واختيارها جمعية بنين الخيرية أن تكون اليوم حاضنةً لهذا الحدث، وشكر النائب هاني قبيسي الذي عودنا على سعيه الدؤوب للوقوف بجانب الفئة الشبابية والطلابية لاسيما فيما يخص مستقبلها.
ثم أشار أنه وبعد أربع سنوات من العمل الإجتماعي و تحت عنوان واحد هو الإنسانية و بكلمات سطرت معاني الإخلاص لله و الشفافية في العطاء، إكتملت سطور هذه القصة لتخرج نصاً كتب بلغة جديدة و مفهوماً حديثاً ألا وهو لا للطائفية لا للمحسوبية و لا للمناطقية، هذا هو ما توصلنا إليه في عملنا وهذا هو شعارنا اليوم نعمل ونساعد بعيداً عن الطائفية و نغض النظر عن المحسوبيات و لا يهمنا الإنتماءات، لا بل أربع سنوات قدمنا فيها ما استطعنا لأكثر العائلات فقراً، فمررنا بطرابلس والبقاع والجبل وبيروت وكل ضواحيها وإلى كل قرية في جنوب لبنان، فها نحن اليوم نقف بجانب أكثر من ألف ومئتي عائلة تستفيد شهرياً من خدماتنا التي تنوعت من خدمات مادية الى تربوية وعينية، ولا سيما تميزنا بالخدمات الطبية.
ثم أوضح أننا آلينا على أنفسنا في جمعية بنين أن يكونَ دورُنا رائداً على مستوى حاجة الفرد والمجتمع لجهة التكافل الإجتماعي وتقديم العون والدعم لمساعدة المرضى والمحتاجين، وخلال مسيرتنا القصيرة رأينا أنه من الضروري بل من الواجب علينا و نحن في بدايات القرن الواحد والعشرين أن نضم جهودنا ألى كل الجهود العاملة في القطاعين العام و الخاص ، أن يكون لنا دورٌ فاعلٌ في مجالي التعليم و البحث العلمي و نقوم بدعم هذه الخطوة التي تقوم بها الدكتورة جومانا الطفيلي من جهة تفعيل البحث العلمي و تقديم الدعم المادي و المنح للمبدعين في تصميم أفضل شعار للمختبر البحثي في معهد الدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا في الجامعة اللبنانية، وفعلاً ها نحن اليوم نجدد ثقتنا بالدكتورة وإنجازاتها وقناعتنا بأن مجهودها وسعيها ليس هما إلا لمصلحة الإنسانية بشكل عام والطلاب والشباب الواعد بشكل خاص، إن هذه الخطوة التي قامت بها الدكتورة قد أيدها المجلس الأعلى لجمعية بنين، حيث اقر ضرورة مواكبة هذه الأعمال المتعلقة بالإنجازات البيئية والتطورات العلمية التي تصب في مصلحة مستقبل شبابنا، فمختبر LEADDER يتميز بكونه أول من تطرق إلى الطاقة المتجددة والمستدامة والتي تشكل حلولاً للكثير من العقبات المستقبلية، منها المشاكل البيئية المتعلقة بتلوث الماء والهواء والتربة ، ومشكلة النفايات التي يعاني منها لبنان منذ فترة غير قصيرة.
وقال عندما نتكلم عن الطاقة المتجددة، نشمل بذلك الطاقة الشمسية والطاقة الحيوية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية وحتى كهرباء الحرارة الأرضية (Geothermal Electricity)، فعلاً ما أمس حاجتنا لهذه الطاقات.
ثم أشار إلى أن لبنان قادم في المدى القريب على إستخراج النفط و الغاز مما يجعله عضواً في نادي الدول المنتجة للنفط ، ما سينعكس بشكل إيجابي على الإقتصاد الوطني وعلى مستوى دخل الفرد في لبنان بشكل عام، وبما أن التنقيب عن النفط والغاز واستخراجهما بحاجة إلى أعداد كبيرة من الأخصائيين الفنيين والتقنيين في هذا المجال قد تصل إلى أربعين ألف تقني وفني ، وبما أن وطننا لا يوجد فيه هذا الكم الهائل من الأخصائيين الفنيين، ولكي لا يقع الوطن فريسة في يد العمالة الأجنبية، وكما علمت أنه تم تكليف الدكتور تيسير حمية العام الماضي من قبل مدير عام التعليم المهني و التقني الدكتور أحمد دياب لوضع برامج تكنولوجيا و تقنيات النفط والغاز لمستوى الإمتياز الفني و الإجازة الفنية من أجل تحقيق هذه الغاية وأقرت هذه البرامج بشكل رسمي مما يوفر أخصائيين فنيين وتقنيين لبنانيين للعمل مباشرة في مجال النفط والغاز.
وأوضح أنه من هنا يسعدنا أن نعلن من على هذا المنبر دعم جمعية بنين الخيرية لهذا البرنامج، ووقوفها إلى جانب الطلاب وتشجيعها لهم بأن ينضموا الى هذا البرنامج، حيث أننا بحاجة الى مهندسين وتقنيين وفنيين لبنانيين، ونحن إن شاء الله سنخصص منحاً دراسية لهذا الامتياز الفني، وسنواكب هذا المشروع حتى النهاية كي نستطيع القول إن النفط في لبنان هو صناعة لبنانية بامتياز وبيد عاملة لبنانية.
وتجه في ختام كلمته بالتهنئة للفائزين بهذه المسابقة، وبالشكر للقيمين عليها والتقدير لراعي الإحتفال سعادة النائب هاني قبيسي.
حميَّة
وألقى العميد السابق لكلية الزراعة في الجامعة اللبنانية البروفسور تيسير حمية قصيدة شعرية من تأليفه من وحي المناسبة بعنوان: خمرةَ البحثِ اسقنيها، جاء فيها:
خمرةَ البحثِ اسقنيها كُلَّ عِلمٍ يُعطِنيهْ
دولةٌ لا بَحثَ فيها مَوطِنٌ لا عِلمَ فيهْ
أمَّةَ الحرفِ اسمعيها ذاكَ عِلمٌ فارتَقيهْ
قمةَ المجدِ ارفعيها سُلَّمَ البحثِ اعتليهْ
ثمَّ قومي واعلِنيها ثورةَ الأبحاثِ فيهْ
لغةَ العلمِ انطُقيها مَوطِنَ الأرزِ ارفعيهْ
درَّةُ الشرقِ يَقيها دَعمُ بحثٍ من بَنيه
مَجدَ بحثٍ ترتجيها نُخبةٌ مِنْ صانعيهْ
بيئةٌ لا بَحثَ فيها مَوتُ شَعبٍ لا يَعيهْ
كُلُّ أرضٍ لا يَفيها غَيرُ ماءٍ تَرتويهْ
دولةٌ لا بحثَ فيها مَوطِنٌ لا روحَ فيهْ
زهرةَ البَحثِ اسقنيها خمرةً مِنْ عاشقيهْ
دنيا بحثٍ تَرتقيها هِبَةً من زارعيهْ
أيُّ شعبٍ يعتنيها كلُّ مجدِ الربِّ فيهْ
خمرةَ البحثِ اسقنيها في بلادِ الأرزِ سِحرا
سائلاً أهلَ المعالي عَن علومِ الحرفِ فخرا
كيفَ تَفنى في جِنانٍ طالتِ المجدَ وقدرا
كيف تبقى ساكناتٍ منذ صارَ البحثُ عُسرا
في سهولٍ أو جبالٍ ضاءتِ الأرجاءَ دهرا
ثورةٌ لا بدَّ مِنها كي يُعيدَ العلمُ جَهرا
في بلادِ الأرزِ فينا مجدَ أبحاثٍ وفَخرا
بيئةٌ لا بحثَ فيها مِثلَ بستانٍ تَعرَّى
طاقة ٌ لا تُستدامُ واقتصادٌ ليسَ يُقرا
وشموسٌ تَدلهِمُّ وشروقٌ باتَ كُفرا
واختصاصاتٌ بجهلٍ مهما تَعلُ أو تُقَرَّ
كلُّ ما فيها جَحيمٌ دونَ بَحثٍ يَغدو شرّا
كلُّ تهديمٍ لبحثٍ ليسَ يُبقي الشَّعبَ حرّا
يُفقِدُ الأجيالَ عِزّاً كيفَ نَرضى فيهِ أمْرا
فاجعلِ الإصلاحَ وارقَ في بلادِ الشرقِ طُرّا
إنَّ بحثاً في بلادٍ يُحدث الإنماءَ طَفرا
يَجعلُ الأبحاثَ نوراً بِشروقِ العُربِ دَهرا
حقِّقِ اليوم َ بُحوثاً تُعطِ لبنانَ المسرَّه
تعطِ شعباً مُستقلاً مجدَ إنسانٍ وَنَصرا
كلمة راعي الإحتفال
واختتم الإحتفال بكلمة للنائب هاني قبيسي راعي الإحتفال قال فيها إن الجامعة اللبنانية هي التي تصنع رجال المستقبل، هؤلاء الرجال نفتخر بهم ليحملوا راية نضال وكفاح وتقدير، إن كان على المستوى الداخلي لحفظ هذا الوطن بكيانه ومؤسساته ودستوره، بطوائفه ومذهبيته ليبقى لبنان وطن العيش المشترك، هذه ثقافة نفتخر بها، لأن الثقافة التي زرعت سابقاً هي ثقافة الطائفية والمذهبية والتباعد والفرقة وهدم لبنان والحرب الأهلية والمذهبية، نحن نراهن على الاساتذة في هذه الجامعة الوطنية، وعلى الطلاب والباحثين. يجب أن يترافق هذا العلم مع وعي وثقافة وارادة وقوة لكي نستطيع أن نغير، والتغيير لا يمكن أن يحصل إلّا بمواجهة الضعف.
من هنا ومن هذا المركز، من هذا الصرح التربوي نعلِّق الآمال على تنمية مستدامة نكافح لأجلها وعلى طاقة متجددة يجب أن تتحقق لنتقدم ونتطور.
وأشار إلى أن لبنان سيبقى بخير طالما هناك ارادة لأساتذة في جامعة لبنانية وطلاب وجمعيات على مستوى هذا الوطن يواكبون جميعاً حاجات بلدنا ونحن بأمس الحاجة لجهدكم وعلمكم على مستوى الحفاظ على الإنسان إن كان على المستوى البيئي أم على المستوى التربوي والأكاديمي والبحثي.
وأشار أنه بالأمس القريب، رأينا مشكلة النفايات وما حصل بانتشار النفايات على ساحل جبل لبنان بشكل بشع نحمل المسؤولية للدولة اللبنانية لأن هذا الموضوع أخذ الكثير الكثير من البحث ويجب إتخاذ القرار السليم لنعالج مشكلة النفايات وعلينا إتخاذ قرار سليم لمعالجة مشكلة الكهرباء وعلينا إتخاذ قرار سليم لمواجهة كل سعي لضرب الاستقرار في الوطن عبر الحفاظ على الدستور والمؤسسات واحترامها.
وقال إنه هناك سعي لغزو ثقافي على مستوى مجتمعنا عبر رسالة عنوانها ثقافة وعلم وأفلام سينمائية تريد غزو هذا المجتمع لتظهر إسرائيل بأنها دولة ودودة، محبة للشرق الأوسط وهي التي قتلت الشعب الفلسطيني وشردته واجتاحت لبنان ودمرته وهي التي نشرت الفتنة في الوطن العربي عبر إعلام متصهين تدعمه على مرأى من كل العالم وعبر شاشات التلفزة.
نعم الصهاينة يدعمون الإرهاب في سوريا وفي لبنان في العراق وفي كل وطن عربي، لن نسمح ولن نقبل بأن تفتح نافذة ثقافية لهذا العدو في لبنان ونريد أن تتحقق العدالة والمساواة لجميع أبناء الوطن وأهم الأسباب لنكافح الفقر والفساد أن نسعى لعدالة إجتماعية أولاً وعدالة مالية على مستوى العالم وهذا أمر بحاجة إلى جهد كبير ولعله صعب المنال وأيضاً نحن بأمس الحاجة لعدالة سياسية ولنحترم أراء بعضنا البعض أمَّا إسرائيل فهي التي قتلت الآلاف والآلاف من الشعب اللبناني، فلا يجب أن ينادي البعض بفتح نافذة لهذا العدو ليدخل من أي مكان.
وختم بالقول أحبتي في نهاية كلمتي، أود أن اتوجه بالشكر لكم جميعاً، أيضاً إلى كل من أشرف على تنظيم هذا اللقاء وهذه المسابقة، الشكر أيضاً إلى إدارة هذا المعهد، إلى إدارة الجامعة ورئاستها، إلى جمعية بنين الخيرية لدعمها لهذه المباراة وإلى الحضور الكريم من علماء أفاضل وضباط من القوى الأمنية والعسكرية الذين نفتخر بهم، من الطلاب والباحثين الكرام. نشكر حضوركم جميعاً، ونسأل الله لكم التوفيق في كل مجال تسعون فيه إلى رقي الإنسان وسلامة الإنسان.
واختتم الإحتفال بتوزيع الجوائز الثلاث على الفائزين وهم: راني رايق سليم طالب في كلية الفنون والعمارة في الجامعة اللبنانية (المرتبة الأولى) وفرح عزت سلمى طالبة في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية (المرتبة الثانية) والدكتور حسين أحمد مدلج أستاذ محاضر في كلية الزراعة (المرتبة الثالثة)
كما وقدم العميد فواز العمر والدكتورة جومانا الطفيلي دروعاً تكريمية للنائب هاني قبيسي راعي الإحتفال ولرئيس جمعية بنين الأستاذ محمد بيضون ونائب رئيسها الأستاذ جاد بيضون.
وانتهى الإحتفال بحفل كوكتيل.
المصدر : جنوبيات |