الخميس 25 كانون الثاني 2018 17:58 م |
يديعوت احرونوت: الصفقة باتت على الطريق ماذا يطبخ لنا ترامب |
ترامب، مثل ترامب، لن يعطي لاحد انذارا مبكرا. فهو ببساطة سيقف ليخطب احتفاليا ويعرض “الصفقة الكبرى” خاصته للشرق الاوسط. لن يكون حوار طويل مع الاطراف، لن يعقد مؤتمر، مثلما فعل في الماضي رؤساء امريكيون. هو ببساطة سيضع الجميع امام الحقيقة: هذه هي الصفقة. اذا اردتم – فاشتروها. قبل ثمانية اشهر صرحت الادارة بان خطة ترامب ستعرض في شهر اذار القريب القادم. وأمس قال مسؤول امريكي قبل اقلاع بينيس الى الولايات المتحدة ان الخطة ستعرض اغلب الظن هذه السنة و “على الطرفين أن يكونا جاهزين”. لا غرو، إذن، في أن الاعصاب في القيادة الفلسطينية في رام الله آخذة في التوتر. فليس صدفة أن يطلق ابو مازن النار في كل الاتجاهات، يشتم ترامب ويحاول بكل قوته تجنيد الاوروبيين كي يؤثر على مضمون الاعلان المتوقع. وفي الاشهر الاخيرة جمع الفلسطينيون المعلومات، بعضها مثابة شائعات فقط، من كل مصدر ممكن. صائب عريقات، رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض، جمع المعلومات في وثيقة متشائمة تقدر ما سيظهر في خطة ترامب. من ناحية الفلسطينيين هذا قطار يندفع منذ الان بسرعة نحوهم، وليس في وسعهم ان يوقفوه او يغيروا مساره. كما لا يمكن للفلسطينيين أن يواسوا أنفسهم بالشائعات بان ليس لترامب أي خطة حقيقية إذ انه عملت على الخطة منذ اشهر مجموعة خبراء من مجلس الامن القومي في البيت الابيض، يقول عنهم اسرائيليون التقوا بهم بانهم مهنيون متفوقون. وثمرة عملهم ينقلونها الى القيادة السياسية، الى مبعوثي الرئيس الذين يقودون الخطوة: صهر الرئيس كوشنير، سفير الولايات المتحدة في اسرائيل فريدمان والمبعوث الخاص غرينبلت. لا يوجد بالضرورة انسجام بين توصيات رجال المهنة وبين الخطوات التي يقودها الفريق السياسي. فمثلا عارض الفريق المهني توقيت الاعلان عن القدس كعاصمة اسرائيل، بينما قرر الفريق السياسي خلاف ذلك. هكذا بحيث يحتمل ان الوثيقة التي سترفع الى الفريق السياسي لن تكون بالضرورة متشابهة مع الوثيقة التي سيعرضها ترامب. بالمناسبة، هناك ثلاثة اشخاص خارجيين اخرين يعملون كمستشارين للفريق السياسي الامريكي. ولي العهد السعودي، سفير الامارات في الولايات المتحدة وسفير اسرائيل في الولايات المتحدة. هكذا بحيث أن من المعقول الافتراض أن يكون نتنياهو مطلعا على ما يجري خلف الكواليس. في وثيقة عريقات زعم أن الفلسطينيين سيكونون مطالبين بان يسلموا 10 في المئة من اراضي الضفة لاسرائيل. في خطة اولمرت وكذا في مباديء كلينتون جرى الحديث عن 6 في المئة. اما في اتفاقات جنيف فعن 4.5 في المئة. في جولات المفاوضات السابقة كان تفاهم اسرائيلي – فلسطيني حول تبادل الاراضي بحجوم متساوية. اما الـ 10 في المئة فمعناها الا يكون تبادل متساو للاراضي، إذ ليس لاسرائيل قدرة على ان تسلم للفلسطينيين اراض بمثل هذا الحجم. فضلا عن ذلك، فان الـ 10 في المئة تضمن ان تكون الاراضي الفلسطينية مبتورة طولا وعرضا. وهنا تحتمل أزمة حقيقية. ولكن في ما يتعلق بالقدس، يخلق الفلسطينيون أزمة مصطنعة إذ ان خطة ترامب مثلما هي اليوم – وهي كما أسلفنا يمكن أن تتغير – لا تتحدث عن ابو ديس كالعاصمة الفلسطينية بل عن “احياء في القدس″ او “احياء القدس″، التي يمكنها ان تدخل في تعريف شرقي القدس كعاصمة. بينيس هو الاخر عاد وشدد في خطابه في الكنيست على أن الادارة لن تتدخل في حدود العاصمة الاسرائيلية وفي تحديد خط الحدود بين الطرفين. والخطة الحالية لا تتضمن طلبا من الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، ولكنهم سيكونون مطالبين بالتخلي عن حق العودة. ويدعي عريقات بان الامن في الضفة سيكون في يد اسرائيل. اما الخطة، مثلما هي اليوم، فتتحدث عن اتفاق ينفذ بالتدريج، بما في ذلك نقل المسؤولية عن الامن الى الفلسطينيين. وكل تقدم سيكون مشروطا بتنفيذ المرحلة السابقة، فيما تكون الولايات المتحدة هي المحكم. اسرائيل، حسب الخطة، ستتلقى علاوة كبرى في شكل علاقات علنية مع السعودية. وسيتلقى الفلسطينيون من السعوديين ومن الاردنيين مرافقة ثابتة في بناء السيادة. هؤلاء سيعطون المال واولئك يعطون التعليم والظهر السياسي. معقول جدا الافتراض بانه لن يخرج شيء من هذه الصفقة الكبرى، ولكن يمكنها ان تشكل محفزا للانتخابات في اسرائيل. ما بالك انه في محيط شهر اذار تهدد بالظهور التوصيات بلوائح اتهام. المصدر :صحافة العدو |