السبت 27 كانون الثاني 2018 17:58 م

ميقاتي: سأخوض الانتخابات بمنافسة رياضية وسأنحني أمام قرار الناس


* جنوبيات

أكد الرئيس نجيب ميقاتي، في احتفال لقطاع تجار "العزم" في طرابلس، "اننا نعمل على أساس أن الانتخابات النيابية حاصلة في أيار المقبل، وسنخوضها بكل جدية ومنافسة رياضية على اساس عنوان رئيسي هو ان تكون الدولة قوية وتتمتع بالسيادة الكاملة على أرضها".

وقال: "لقد رفعت شعار العمل لمصلحة طرابلس والشمال وكل لبنان، وأتمنى على كل الاخوة المرشحين العمل ضمن هذا الشعار، وأن ننتافس لخدمة مدينتنا، ولندع الناس تقرر، وسأنحني أمام قرار الناس مهما كان".

أضاف: "لن نتقاعس عن ممارسة حقنا في الانتخاب بحرية، ولينتخب كل منا من يراه مناسبا للمدينة، بالنظر إلى تاريخه وإنجازاته ووقوفه إلى جانب أهلها، وهو ما أعتقد أنه راسخ في ذاكرة الطرابلسيين المخلصين".

وتابع: "اما في موضوع اللائحة التي سنخوض الانتخابات على اساسها، فنحن أسرة واحدة وموجودون في المنية والضنية وعكار وطرابلس وهدفنا أن نشكل كتلة واحدة معنية بالشمال وإنمائه، كل ضمن اختصاصه. ان اللائحة التي ستشكل ضمن هذه الدائرة، ستكون كما تطمحون، وتشبه أهل طرابلس والمنية والضنية، الذين تتمنون أن يصلوا إلى الندوة البرلمانية".

ودعا الحكومة الى "توضيح كيفية الفرز في الانتخابات النيابية"، والى "أن يكون الفرز إلكترونيا وشفافا وألا يستغرق إصدار النتائج فترة طويلة".

معيشيا اعتبر ميقاتي ان "الوضع ضاغط جدا والمطلوب تحرك حكومي جدي لتحفيز الاقتصاد، وهذا لا يتحقق الا بإعطاء حوافز لاقامة مشاريع خارج العاصمة، وهذا ما كنت طرحته أمام مجلس النواب، حيث طالبت بإعطاء المناطق التي تقع بعيدا عن العاصمة لمسافة خمسين كيلومترا، حوافز لإنشاء أعمال جديدة تنشيطا للاقتصاد".

وعن موضوع الكهرباء، قال: "هل يجوز أن تبقى الكهرباء هكذا؟ لقد قرأت تقريرا في إحدى الصحف يقول إن الكهرباء مؤمنة بنسبة 95%، ولكن السؤال بأية تكلفة؟ ومن غير المقبول أن نقول أنه ليس هناك شبكة عامة لتأمين الكهرباء. عندما طرحنا مشروع "شركة نور الفيحاء"، كنا على يقين بأنه يمكن أن نؤمن التيار الكهربائي لطرابلس والكورة وزغرتا، عبر إطار كهرباء قاديشا، على أن يكون التمويل من خلال الاكتتاب العام. ولكن لسوء الحظ وأغلبكم يعرف، فإن الموضوع تم وضعه في الأدراج نتيجة للواقع السياسي، وقيل لنا: هذا لا يمكن تمريره في السياسة. نتمنى أن تتبدل هذه الذهنية، وأن نضع نصب أعيننا مصلحة المدينة والوطن".

وعن أزمة النفايات، قال: "لقد آن الأوان لايجاد حلول علمية وصحية لمشكلة النفايات بالتعاون بين البلدية وكل الادارات والفاعليات والهيئات المعنية، لرفع الضرر عن المواطن، الذي يكفيه ما يعاني على أكثر من صعيد، ولان طرابلس تستحق بالفعل بيئة نظيفة. اننا نطالب الجهات المعنية بوضع استراتيجية لادارة النفايات في لبنان ككل مع اهداف واضحة المعالم وجدول زمني محدد، فلم يعد مقبولا بقاء الأمور على ما هي عليه، خصوصا انه اصبح هناك العديد من الدراسات العلمية التي تساهم بشكل فعال في حل هذه الأزمة، والمطلوب الاستعانة بها ووضعها حيز التنفيذ".

ثم تحدث عن مناسبة اللقاء، فقال: "عادت بي الذاكرة إلى ثلاثين عاما مضت، ففي كانون الثاني من العام 1988، تأسست "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية" بعمل متواضع، وتقديم منح جامعية للطلاب، ثم قررنا أن نتوسع ببناء مسجد العزم، وبدأ شيئا فشيئا، القطاع الديني ثم الصحي ثم القطاعات الأخرى، التربوية والاجتماعية، واليوم نحن في اجتماع أخوي مع قطاع التجار في طرابلس. وبات حضور جمعية العزم والسعادة فاعلا في كل المجالات إلى جانب أهالي طرابلس. والامر الاعز الى قلبي هو القطاع التربوي فبعد مدرسة العزم، ومعهد العزم الفني، وجامعة العزم أتخذنا قرارا بإنشاء مدارس مهنية في طرابلس: الميناء، أبي سمراء، التبانة إضافة إلى برج العرب في عكار وكفرشلان في الضنية بما يساهم أيضا في إيجاد فرص عمل جديدة".

أضاف: "قطاع التجار هو عصب المدينة، ونحن نحاول المساهمة في صيانة بعض الأسواق، ضمن مشروع متكامل لكل الأسواق. لن أقول إن هناك عراقيل رسمية معينة عن سوء نية، بل نحن نعاني من تشابك الإدارات وتضارب الصلاحيات، وهذا ما ينعكس صعوبة في إنجاز بعض الأعمال. ولكن مهما قامت الجمعية من أعمال في المدينة فإنها لا يمكن أن تحل محل الدولة. فالدولة هي الأساس، وهي ملجؤنا جميعا".

وتابع: "اقرينا خلال ترؤسي للحكومة مبلغ مئة مليون دولار لطرابلس، ولكن حتى الآن لم تجد طريقها إلى الصرف، رغم أني مصر على صرفها في المكان الصحيح، علما أن جمعية العزم أنفقت أضعاف هذا المبلغ في المدينة، ولكن هدفنا هو الدولة، وشعور كل مواطن منا أن ملجأه الوحيد هو الدولة. لا خيار لنا إلا أن نكون إلى جانب الدولة القوية، لانه لا يمكن لاحد أن يملأ الفراغ الذي تتركه. على الدولة أن تكون قوية وأن تتمتع بالسيادة الكاملة على أرضها. وهذا هو عنواننا في الانتخابات المقبلة".

وكان قطاع تجار "العزم" في "منتديات العزم" قد اقام عشاءه السنوي في قاعة الفيحاء في طرابلس، في حضور حشد من تجار المدينة وكوادر "تيار المستقبل" وجمعية "العزم".

والقى الدكتور يحيى حجازي كلمة عن "اهمية الدور الذي يضطلع به الرئيس ميقاتي على المستويين المحلي واللبناني". ثم تم عرض فيلم وثائقي حول انجازات ميقاتي السياسية والتنموية. كما كانت كلمة لمنسق قطاع التجار في "منتديات العزم" غسان مجذوب جاء فيها: "نحن نرى بوضوح ان خدماتكم التي تقدم للجميع في المجالات الإنسانية والصحية والاجتماعية والتربوية، وإنشاءكم المؤسسات التي تعنى بتربية الأجيال من مراحل الروضات حتى الدكتوراه، وتأمين الآلاف من فرص العمل، تعبير فعلي عن مدى اهتمامكم بالفرد والمجتمع، وإنماء مدينتكم الحبيبة التي أحبكم شعبها وافتخرت بإنجازاتكم الوطنية والمؤسساتية".

المصدر : جنوبيات