66 ثانية كانت كافية لتحطيم وإحراق المراكب نهائيا وتمزيق الأشرعة بين التيار الوطني الحر وحركة أمل، فيديو مسرب بـ"تلصص" كان كفيلا بإشعال الجبهة ليس فقط بين عين التينة وبعبدا، بل أمتدت النيران الى الخطوط الأمامية للتيار الوطني الحر وحركة أمل.
اللقاء بين باسيل والناشطين في التيار في بلدة محمرش البترونية، كان باسيل يجيب خلاله على أصوات الناشطين المتحمسين الذين يرفضون المس بصلاحيات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ويرفضون الطريقة التي يجري فيها التعاطي معه من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقلبيا من الداخل يشعرون بنار مشتعلة يريدون إشعالها اكثر، فقال باسيل أمامهم ما قاله، لان كل الناشطين في التيار يشعرون بغضب كبير لا حدود له، بسبب الحملة الشرسة التي تشن على رمزهم ميشال عون.
الحرب انطلقت من العام 2005 بين عون وبري، واشتعلت عندما رفض بري انتخاب عون رئيسا للجمهورية، وانفجرت في مرسووم الاقدميات، وطالت شظايا الانفجار الإغتراب اللبناني، فحركة أمل فتحت معركة على باسيل في بلاد الإغتراب وحمست السفراء ضده ومنعت اللبنانيين من حضور مؤتمر الطاقة الاغترابية في أبيدجان، حتى انها تقوم بتنظيم تحركات مناهضة لباسيل هناك.
وبعد كلام باسيل ووصفه بري بـ"البلطجي" لن ينجح اي وسيط بعد اليوم بإخماد النار التي إشتعلت ولن تنطفئ وهي ستمتد لإحراق كل الملفات في لبنان ومن بينها الملف النفطي الذي لن يوقع بري عليه في 9 شباط المقبل في عيد ما مارون الذي قرر بري ايضا مقاطعته لكي لا يجلس الى جانب الرئيس عون.
المعركة بالنسبة للتيار الوطني الحر ستكون في اليوم الذي سيلي 6 أيار يوم الانتخابات العامة، وهي معركة رئاسة مجلس النواب، إذ ان لدى التيار هدف بفتح معركة على بري، وهذه المعركة يتحكم فيها ايضا حزب الله الذي لن يتنازل عن بري أبدا تحت أي ظرف كان، ولكن التيار سيرد الصاع صاعين ليس فقط عبر مقاطعة انتخاب بري ووضع اوراق بيضاء كما فعل بري لدى انتخاب عون، بل سيتم وضع إسم شخصية شيعية لإشعال قلب بري من الداخل، فبري لم ينس حتى اليوم قيام احد العونيين بوضع إسم النائب عباس هاشم لدى انتخاب رئيس للمجلس في العام 2009.
باسيل يقول ان هذه ليست ادبياته ولا اسلوبه في التعاطي والكلام وهو يعتذر عن كلمات خرجت منه بطريقة قاسية، ولكن الحماسة وعطش الناس الى سماع هكذا كلام جعلاه يتحمس ويطلق هذا الموقف، فباسيل في موقفه هذا قال الامور كما هي وببساطة، ولكنه كان يمكنه ان يقولها بأسلوب آخر، فهو اعطى العونيين ما يريدون ان يسمعوه.