تحولت الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقتها إلى عرس وطني نوعي وحاشد، حيث احيت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ذكرى انطلاقتها بمهرجان جماهيري سياسي حاشد في قاعة الشهيد زياد الأطرش في مخيم عين الحلوة، بحضور عضو المكتب السياسي للجبهة و مسؤولها في لبنان علي فيصل واعضاء اللجنة المركزية: الرفاق ابو ايهاب، ابو لؤي اركان، أبو النايف، فتحي كليب، طارق شرف، و ليد ابو خرج و ابتسام ابو سالم، وقائد الامن الوطني اللواء صبحي ابو عرب، وقادة وممثلي القوى و الفصائل الأحزاب السياسية اللبنانية والفلسطينية واللجان الشعبية و الأتحادات في منطقة صيدا وممثلي المؤسسات الأهلية والفاعليات و لجان الأحياء والقواطع و جمهور كبير من ابناء المخيم، وحشد واسع من كوادر و اعضاء وأنصار الجبهة في المخيم وصيدا وجوارها، ومكتب العمل وقطاعات المرأة، العمال، الشباب و الفئات الوسطى.
وقد استقبلت الوفود خارج قاعة المهرجان قوة من حرس الشرف التابعة لمكتب العمل، و حملة الإعلام والرايات و صور شهداء الجبهة وأسراها.
وافتتح المهرجان على وقع الأغاني الوطنية و الأهازيج حيث تزينت القاعة اليافطات والشعارات السياسية واعلام فلسطين و لبنان و رايات الجبهة.
كلمة الترحيب القتها عضو اللجنة المركزية للجبهة ابتسام ابو سالم، ثم الوقوف دقيقة صمت تحية لارواح شهداء الجبهة والثورة والشعب ولشهداء لبنان والامة العربية واحرار العالم، والنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني.
كلمة منظمة التحرير الفلسطينية القاها امين سرها وامين سر حركة فتح في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة أبو الطاهر حيا الجبهة الديمقراطية في ذكرى انطلاقتها وكد ان عظمة الولايات المتحده وسطوة حضورها في العالم قد انتهى و انتهى معه زمن الحديث عن الأستعمار التي يمارسها ترامب. لقد قلنا منذ زمن ان الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك القيم الأخلاقية، و ان المشروع الامريكي لا يقتصر فقط على استعمار فلسطين و تقطيع اوصال الديمغرافيا بل تعديل خارطة كيانات المنطقة.
كما ان المرحلة القادمة خطيرة و تحتاج الى رص الصفوف لان فلسطين هي الهم الأكبر و تحتاج الى توحيد كل الجهود في مواجهة مشروع ترامب بنقل السفارة الامريكية الى القدس و ايضاً مشروع الضغط لأنهاء الأونروا بصفتها الشاهد الحي على قضية اللاجئين.
وختم بضرورة توحيد كل الجهود لحماية المخيمات من اي عبث امني يصب في قضيةً اللاجئين.
كلمة الأحزاب و القوى اللبناني القاها عضو المكتب السياسي لحركة امل المهندس بسام كجك، اعتبر ان ما تتعرض له القضية الفلسطينية والمنطقة العربية بشكل عام يتطلب تعزيز التنسيق والتعاون بين قوى المقاومة على مساحة كل الأرض العربية لمواجهة المشروع الامريكي الإسرائيلي الذي لا يستثني أحدا، معتبرا ان الشعب الفلسطيني قادر على تحقيق الانتصار وافشال كافة المشاريع اذا ما توفرت له مقومات الصمود والاسناد السياسي والمادي، مجددا التأكيد على دعم الشعب اللبناني بمختلف تياراته للشعب الفلسطيني ونضاله من اجل تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينة المستقلة على كامل اراضيها، وهذا يتطلب اولاً انهاء الانقسام الفلسطيني و رسم خارطة طريق تستند الى برنامج خيار المقاومة والانتفاضة. داعيا الى عدم التنازل عن الثوابت الوطنية لان ايى تنازل يعتبر تنازلا عن عن الكرامة الوطنية.
واعتبر ان الشعب الفلسطيني يقدم الشهداء والتضحيات من اجل تحقيق حقوقة المشروعة بدحر الأحتلال و عودة اللاجئين الى ديارهم فلا يجوز التعاطي مع الشعب الفلسطيني بدفعة نحوة الهجرة و الموت في قوارب البحار.و دعا الحكومة ًاللبنانيةً الى دعم الشعب الفلسطيني باقرار حقوقة الانسانية. وختم بالدعوة الى ادخال مواد البناء للمخيم من اجل اعادة اعمار حي الطيرة.
كلمة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين القاها عضو لجنتها المركزية ابو لؤي اركان، وجه التحية لشهداء الجبهة يتقدمهم اعضاء مكتبها السياسي و لجنتها المركزية، و لشهداء فلسطين و لبنان و الامة العربية و احرار العالم.
كما وجه التحية للاسرى والمعتقلين الفلسطينيين يتقدمهم اسرى الجبهة واعضاء لجنتها المركزية وعلى رأسهم الرفاق سامر العيساوي صاحب اطول اضراب عن الطعام، وجدي جودي و منذر صنوبر، و قادة الفصائل و في مقدمتهم احمد سعدات و مروان البرغوثي و ايقونة فلسطين عهد التميمي .
شدد ابو لؤي على ضرورة التصدي للعدوان الامريكي الاسرائيلي على شعبنا الفلسطيني لفرض ما يسمى بصفقة القرن التي بدأت باعلان رئيس البيت الابيض في الولايات المتحدة بان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، و إستكملت باستهداف قضية اللاجئين من خلال وقف الالتزامات الامريكية لوكالة الاونروا . و شدد على ضرورة التصدي لهذا المشروع العدواني الهادف الى فرض تسوية اقليمية مذلة على شعبنا و شعوب امتنا العربية الهادفة الى تأبيد الاحتلال فوق اراضي الدولة الفلسطينية وضم الكتل الاستيطانية و اخراج القدس من المعادلة و تصفية قضية اللاجئين، لصالح حكم اداري ذاتي للسكان في الضفة و غزة بدون القدس. اضافة للتطبيع العربي الهادف الى سرقة ثروات الشعوب العربية و استباحة سياداتها و اقتصادياتها و تكريس التبعية و مصادرة حقها في الديمقرطية و العدالة الاجتماعية.
وقد دعا ابو لؤي الى مواجهة هذا العدوان الامريكي الاسرائيلي الغير مسبوق من خلال وضع الآليات العملية لترجمة قرارات المجلس المركزي في دورتيه في الخامس من آذار ٢٠١٥، وفي الخامس عشر من كانون الثاني ٢٠١٨ عبر فك الارتباط بأوسلو والتزاماته السياسية و سحب الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني، والتحرر من التزامات بروتوكول باريس الاقتصادي، و التوقف عن كل الخطوات الانفرادية التي تشكل خروجا عن التوافق الوطني و تجاوزا لقرارات المؤسسات الوطنية كما هو حال المبادرة التي تقدم بها رئيس السلطة بكلمته في مجلس الامن الدولي، و اللقاءات التي يجريها وزراء في الحكومة مع نظرائهم الاسرائيليين و لاسيما اللقاء الاقتصادي في باريس، و رفض القرصنة الاسرائيلية لعائدات الضرائب و المعابر للتضييق على اسر و عائلات الشهداء و الاسرى و المقاومين.
وشدد ابو لؤي على ضرورة اعتماد استراتيجية نضالية كفاحية بديلة عن مسيرة اوسلو التي استمرت ربع قرن ولم تحقق للشعب الفلسطيني ايٍ من حقوقه الوطنية سوى ( سلطة بلا سلطة و احتلال بلا كلفة ). وحذر من مغبة العودة للمفاوضات العبثية بصيغتها السابقة، و الرهان على دور امريكي اثبتت الوقائع انحيازه الكامل و الاعمى لصالح الاحتلال و عدوانه و استيطانه و جدرانه العازلة. ان هذه الاستراتيجية تستند الى تصعيد الانتفاضة والمقاومة الشعبية الشاملة ضد الاحتلال والاستيطان لانها اقصر الطرق لانتزاع الحقوق الوطنية باقامة الدولة المستقلة و عاصمتها القدس حتى حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ ونقل القضية والحقوق الوطنية الى الأمم المتحدة والتقدم بطلب العضوية العاملة لدولة فلسطين، و التمسك بقضية اللاجئين و الدعوة لمؤتمر دولي باشراف الامم المتحدة و الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الامن استنادا لقرارات الشرعية الدولية. و طلب الحماية الدولية لشعبنا تحت الاحتلال، و احالة جرائم الحرب الاسرائيلية الى محكمة الجنايات الدولية بشكاوى نافذة أمام القضاء الدولي. اضافة لدعوة الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير من اجل تفعيلها وتطويرها على اسس ديمقراطية وإعادة بناء الوحدة الوطنية الجامعة بانهاء الانقسام و الصراع على السلطة و النفوذ، داعيا الى اخراج قطاع غزة من دائرة تجاذبات طرفي الانقسام التي دفع ثمنها ابناء القطاع اقتصاديا و معيشيا و حياتيا و فك الحصار و تامين الاحتياجات الضرورية وحماية سلاح المقاومة و تشكيل جبهة مقاومة موحدة و غرفة عمليات مشتركة.
و جدد ابو لؤي الشكر للبنان الرسمي و الحزبي و الشعبي و الروحي و الى المقاومة اللبنانية على مواقفه الداعمة لشعبنا و رفض المواقف الامريكية ضد القدس و الاونروا، اكد التزام الفلسطينيين بامن و استقرار و سيادة لبنان، ووقوفهم الى جانب لبنان في مواجهة التهديدات و انتهاك السيادة البحرية و البرية و الجوية و محاولة السطو على الثروات النفطية في المياه اللبنانية. داعيا الى اقرار الحقوق الانسانية واقرار حق العمل و التملك و التعاطي الانساني مع المخيمات، لان ذلك يشكل دعما لبنانيا حقيقيا لنضال اللاجئين من اجل العودة نقيضا لمشاريع التوطين و التهجير المرفوضة فلسطينيا. مشددا بان اللاجئين في لبنان ليسوا ارقاما انما هم جزءاً لا يتجزأ من ستة ملايين لاجئ يناضلون من اجل الحقوق الوطنية المشروعة في العودة و الدولة و القدس. مجددا رفض الابتزاز الامريكي للاونروا بتخفيض الالتزامات المالية، مشددا بان حق العودة هو حق قانوني و تاريخي، فردي و جماعي لا يحق لاحد التنازل عنه او التفريط به، داعياً الاونروا لعدم الرضوخ للضغوط الامريكية ووضع استراتيجية لتوفير التمويل وتخصيص موازنة ثابتة من الامم المتحدة، بما يؤدي الى استمرار الخدمات و زيادتها استجابة لمطالب اللاجئين و المهجرين من سوريا، و قيام الاونروا بواجباتها تجاه ابناء مخيم عين الحلوة و اعادة اعمار و ترميم ما دمرته المعارك في حي الطيرة عبر ادخال مواد الاعمار و تخفيف الاجراءات و توفير الحياة الامنة و الكريمة لابناء المخيم، واستكمال اعمار مخيم نهر البارد.
و ختم ابو لؤي بادانة العدوان الاسرائيلي على سوريا، وأكد على حق سوريا في الدفاع عن سيادتها، داعيا الى توفير الامن و الامان للمخيمات من اجل الرجوع الآمن لكافة النازحين والمهجرين الفلسطينيين باعتبارها جسر العبور الى فلسطين.
وفي نهاية المهرجان جرى ايقاد شعلة الانطلاقة بحشد قيادة الجبهة و الاحزاب و الفصائل و حشد جماهيري كبير.