السبت 26 آذار 2016 12:50 م

"مانديلا فلسطين" وسيناريو خلافة "أبو مازن"


تثير احتمالات تولي "السجين" مروان البرغوثي مقاليد الرئاسة الفلسطينية قلق المؤسسة الامنية الاسرائيلية وتطير النوم من عيون قادتها، فيما تشعر اسرائيل بالقلق من خطوات صائب عريقات الموجهة ضد المستوطنات، وذلك على حد تعبير المحلل العسكري والصحفي الاسرائيلي المعروف "يوسي مليمان" الذي نشر اليوم السبت مقالة مطولة في موقع صحيفة "معاريف" الالكتروني حمل عنوان "السيناريو المرعب لوراثة مانديلا فلسطين ابو مازن" جاء فيه دون تصرف:

طلبت فدوى البرغوثي زوجة السجين مروان القابع في السجون الاسرائيلية زيارة غزة بهدف دراسة الاراء والاتجاهات الخاصة بإمكانية منافسة مروان على منصب رئاسة السلطة، حتى لو لم تقل "فدوى" ذلك الهدف بصريح العبارة، لكن الجيش الاسرائيلي رفض طلب زوجة البرغوثي لان اسرائيل لا تريد المساهمة في حملة مروان البرغوثي الانتخابية.

يعتبر مروان البرغوثي الذي كان من مؤيدي اتفاقية اوسلو والقائد صاحب الكاريزما للتنظيم وكتائب شهداء الاقصى خلال الانتفاضة الثانية واعتقل عام 2001 وحكمت محكمة اسرائيلية مدنية في تل ابيب عام 2004 عليه بالسجن المؤبد خمس مرات بعد ان ادانته بقتل 5 اسرائيليين، وكانت محاكمته امام محكمة مدنية وليست عسكرية سابقة غير مألوفة في تاريخ الصراع اول من بين قادة فتح ومنظمة التحرير الذي امتلك الجرأة حتى الان ليعلن نيته الرسمية الترشح لتولي منصب الرئاسة وربما سبب تمتعه بالشعبية الواسعة تعود لحقيقة اعتقاله الذي اضفى عليه هالة قائد الحركة القومية الفلسطينية.

حتى قبل عام تقريبا تردد كل من همس أو تحدث عن وراثة ابو مازن وكل صحفي تجرأ حتى على الاشارة لهذه القضية وجد نفسه في التحقيق لدى احد الاجهزة الامنية الخمسة التي تشكل المنظومة الامنية الفلسطينية، لكن كان ابو مازن شخصيا هو من فجر الموضوع علانية في ابريل 2015 حين اعلن نيته الاستقالة لينتقل الموضوع منذ ذلك التاريخ من مرحلة الهمس الوشوشات الى نقاش يشغل القيادة والجمهور الفلسطيني.

يعتبر ابو مازن البالغ من العمر 82 عاما مدخنا منتظما حين يحرق يوميا ما يقارب 3 علب من السجائر لهذا فإن حالته الصحية ضعيفة ويعاني من الوهن وصحيح انه توقف عن الحديث عن استقالته لكن الفراغ قد يحث لأي سبب اخر وفي كل لحظة.

هناك العديد من المرشحين لخلافته بعضهم رشح نفسه بنفسه وآخرين بصفتهم قادة معسكرات وكتل بينهم من يمثل كتلة ابو مازن وهو رئيس المخابرات العامة اللواء ماجد فرج وجبريل الرجوب ومحمد دحلان المقيم حاليا في الخارج، وعدد اخر من المرشحين لكن ترشيح البرغوثي هو من نال الزخم المتصاعد وسبق لصائب عريقات المسؤول عن ملف المفاوضات "دون مفاوضات" تأييده لترشيح مروان البرغوثي وهذا ما فعله ايضا محمد دحلان.

تتحدث فدوى البرغوثي وآخرين عن زوجها مروان بمصطلحات مثل "نيلسون مانديلا الفلسطيني" الذي سيتحول فور انتخابه "لم تجر انتخابات منذ 2005" أو تعيينه في منصب الرئاسة بعد استقالة أو وفاة ابو مازن الى الرئيس الفلسطيني المعتقل في سجون اسرائيل، تماما مثل نيلسون مانديلا رئيس الكونغرس الوطني الافريقي "ANC" الذي امضى في سجون نظام الفصل العنصري الابيض الذي سيطر على جنوب افريقيا 27 عاما.

سيناريو وراثة مروان البرغوثي منصب الرئاسة بعد ذهاب ابو مازن ليس من نسج الخيال بل حقيقة اطارت النوم من عيون قادة المؤسسة الامنية الاسرائيلية، وبات من الواضح بالنسبة لنتنياهو ووزير الجيش يعالون مدى صعوبة مواجهة وضع من هذا القبيل من الناحية السياسية والإعلامية الدعائية حيث سيكون الضغط الدولي لإطلاق سراحه هائلا وسيجد نتنياهو ويعلون نفسيهما داخل المصيدة يواجهان ضغطا دوليا هائلا من ناحية، وتذمرا واحتجاجا داخليا لا يقل قوة وتهديدات قوية من اليمين الاسرائيلي تحذر من خطورة اطلاق سراح زعيم تلطخت يديه بدماء اليهود.

حصلنا هذا الاسبوع على تذكار من وزراء نتنياهو حول ما يمكن ان يحدث لنتنياهو ويعالون فيما لو حاولا الخروج ولو مسافة ملم واحد عن معزوفة اليمين الاسرائيلي، بعد ان نشرت صحيفة "هارتس" نبا اجراء منسق شؤون الحكومة في المناطق الجنرال "بولي مردخاي" وقائد المنطقة الوسطى "روني نوما" وبمعرفة رئيس الاركان "غادي ايزنكوت" ومصادقة نتنياهو ويعلون محادثات مع ضباط فلسطينيين من الاجهزة الامنية الفلسطيني حول امكانية اعادة الوضع في المنطقة لما كان عليه قبل 2002 على أن يبدا تجربة التطبيق في اريحا ورام الله اللتين ستعودان للسيطرة الفلسطينية الكاملة تقريبا من الناحية السياسية والامنية.

يعتبر لقاء جنرالات اسرائيليين وقادة الاجهزة الامنية الفلسطينية امرا روتينيا بالرغم من التوتر حيث تواصل الاجهزة الامنية الفلسطينية التنسيق مع الشاباك والجيش الاسرائيلي وتساعد في منع تصاعد العمليات، ونجحت هذه الاجهزة حتى الان في احباط عشرات العمليات سواء كانت على شكل محاولات فردية او عمليات مخططة من قبل حماس.

شهد العام الماضي 80 اجتماعا على مستوى قادة الالوية برتبة "عقيد" و60 اجتماعا للتنسيق الامني المفصل ونجح الشاباك في احباط عمليات جزء منها كان نتيجة معلومات نقلها الجانب الفلسطيني، فيما كان الجزء الاخر نتيجة لعمل مستقل قام به الشاباك مثل اعتقال الفلسطينيين الذين اعربوا عبر مواقع تويتر وفيسبوك عن نيتهم تنفيذ عمليات ضد اسرائيل.

لكن مجرد الاعلان عن وجود مفاوضات تتعلق باعادة الوضع الذي كان قائما قبل 2002 اثار غضب وحفيظة من وضعوا انفسهم في مكانة حراس اليمين الاسرائيلي وهم الوزارء "اليكن" و"بنت" اللذين سارعا للرد والقول ان هذه الاتصالات تمت دون علمهم ومن خلف ظهر الكابنيت وانهم لن يسمحوا مطلقا باي خطوة او عملية سياسية.

المستوطنات في المرمى

تطورت حالة اليقين حول مستقبل القيادة الفلسطينية على خلفية "روتين الإرهاب" والعنف الذي حصد خلال نصف العام الماضي حياة 34 اسرائيليا و188 فلسطينيا "139 مخربا و24 قتلوا خلال اعمال اخلال بالنظام و25 قتلوا على حدود غزة" نتيجة 208 عملية "147 وقعت في الضفة الغربية 61 داخل اسرائيل".

يدور نقاش وجدال بين الضفة الغربية وقطاع غزة يتعلق بالاسم الرسمي الواجب اطلاقه على ما يجري في الميدان حيث تتحدث حماس عن انتفاضة ثالثة "وهذا يثير شغف حماس التي تحاول السيطرة على موجة "الارهاب" وحرفها نحو مواجهة مسلحة" وفي المقابل تصف السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ما يجري بـ "الهبة" وعلى كل حال في فلسطين واسرائيل على حد سواء يعرفون ان ما يجري حاليا يمكن وصفه بالهبة الشعبية حتى وان سجلت ارتفاعا في حالات استخدام الاسلحة النارية، وهناك اتفاق وقناعة لدى الخبراء في اسرائيل "خلافا لبلاغة وفصاحة الوزارء" ان السلطة الفلسطينية "خلافا لما تروجه وسائل اعلام حماس التي اغلق جزء منها من قبل الجيش، لكنها عادت سريعا للعمل عبر موجات بث بديلة" لا تحرض بالمعنى الحقيقي للكلمة على العنف بل يمكن القول انها غير راضية مما يجري.

بوضوح، النقاش حول تسمية وتوصيف العنف هو امر رمزي لكنه يشير الى الارادات والرغبات المتناقضة للاعبين، حيث تسعى حماس لتنظيم صراع مسلح في الضفة الغربية بشرط ان لا ينتقل او يتسرب الى قطاع غزة، فيما تسعى السلطة الفلسطينية الى وضع حد للاحتلال من خلال النضال الشعبي دون ان تخاطر بتفككها او ان تفضي عملية عسكرية اسرائيلية الى تفكيكها وحتى حركة فتح التي تشكل حجر الزاوية في منظمة التحرير تؤيد النضال العشبي مع الحفاظ على استقرار السلطة.

الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية "وفقا لما يمكننا قياس مزاجه واتجاهه العام وهذه المهمة تحاول القيام بها دائرة منسق شؤون الحكومة في المناطق" معني بإنهاء سلطة الاحتلال الاسرائيلي دون ان يؤدي ذلك الى المساس بنسيج حياته وروتينها.

تواصل السلطة الفلسطينية الى جانب النضال الشعبي خطواتها السياسية التي تهدف الى تحدي الحكومة الاسرائيلية وإظهارها "وبحق" كجهة غير معنية بمفاوضات جدية بل كل ما تسعى اليه هو كسب الوقت.

تبذل السلطة الفلسطينية كل جهد ممكن لتدويل الصراع وتركز خطواتها في عدة مجالات رئيسية رغم عدم وجود افق لنجاحه، الاول يتمثل باعداد ملفات حول جرائم الحرب يتم تقديمها للمحكمة الدولية في لاهاي، والثاني يتمثل بعقد مؤتمر دولي للسلام الصيف القادم بناء على مبادرة فرنسا التي اوفدت الاسبوع الماضي موفدا خاصا بها الى رام الله واسرائيل.

وهناك خطوة اخرى تقوم بها السلطة وتتمثل بمحاولة تمرير قرار في مجلس الامن الدولي يدعو لإقامة دولة فلسطينية وكل هذه الخطوات تثير قلق اسرائيل لكن الشيء الذي تخشاه حكومة اسرائيل بشكل خاص هو فكرة جديدة ولامعه قدمها صائب عريقات الذي ينظر اليه الامن الاسرائيلي كمن يقود الخط الاكثر تشددا ضد اسرائيل ويقوم حاليا بعداد طلب تقدمه السلطة الفلسطينية الى مجلس الامن لإصدار قرار ليس ضد الاحتلال او يدعو لإقامة دولة فلسطينية بل ضد المستوطنات اليهودية في ظل وجود اتفاق دولي شامل، وصدور مئات القرارات الدولية في مختلف اللجان والهيئات اعتبرت المستوطنات عملا غير شرعي وغير قانوني ويخالف القانون الدولي.

هناك فرصة كبيرة ان يتبنى مجلس الامن قرارا بهذه الروحية وحكومة نتنياهو تخشى كثيرا من امتناع الادارة الامريكية التي تصف هي الاخرى المستوطنات بالعمل غير القانوني عن التصويت او ان يحدث الاسوأ وتصوت لصالح هذا القرار.

وعلى كل حال هناك احتمال منطقي ومعقول ان لا تلجا الادارة الامريكية الى حق النقض "الفيتو" لإحباط مثل هذا القرار في حال تم عرضه على مجلس الامن كما فعلت لإسقاط قرارات سابقة ومثل هذا القرار الصادر عن مجلس الامن يدرك "نفتالي بينت" و"اليكن" انه ليس لعبة اطفال.

ضائقة حماس

يعتبر التنسيق الامني القائم بين الاجهزة الامنية الفلسطينية والشاباك والجيش الاسرائيلي ومنسق شؤون الحكومة في المناطق احد اهم الوسائل التي تمتلكها الحكومة الاسرائيلية ويسمح لها ان تمارس "ادارة الصراع"، فيما بقية الادوات والوسائل تقع في سياق الوسائل الاقتصادية يطلق عليها الامن الاسرائيلي لقب "وسائل تلجم الارهاب".

يعيش في الضفة الغربية 2:7 مليون فلسطيني اضافة الى 300 الف يعيشون في القدس الشرقية ويعمل لدى السلطة الفلسطينية بوظائف مدنية مختلفة حوالي 160 الف فلسطيني، اضافة الى 30 الف يخدمون في الاجهزة الامنية الفلسطينية فيما يعمل في اسرائيل بناء على تصاريح عمل 60 الف فلسطيني توصي المؤسسة الامنية الاسرائيلي برفع هذا العدد، كما يعمل في اسرائيل وفقا للتقديرات الامنية عدد مماثل "60 الف" دون تصاريح اضافة للعمال الذين يعملون داخل المستوطنات ولا يحتاجون لتصاريح بل الى تصريح دخول يصدره مسؤول الامن فقط.

ان ارتباط اقتصاد الضفة الغربية بالاقتصاد الاسرائيلي ارتباطا مطلقا الماء والكهرباء تأتي من اسرائيل فقط، ويتم كل شهر تحويل مبلغ 655 مليون شيكل من اموال الضرائب الفلسطينية الى السلطة وهذا المبلغ يشكل 50% من ميزانية السلطة يضاف اليها 440 مليون شيكل من جباية الضرائب المحلية التي تقوم بها السلطة و 240 مليون من المساعدات الدولية.

بالمقارنة مع غزة يعتبر وضع الضفة الغربية ممتازا حيث يعيش القطاع ضائقة لا يمكن احتمالها حيث ارتفع عدد سكان القطاع خلال العقد الماضي وتحديدا منذ الانفصال عن غزة 600 الف نسمة ليرتفع الى 1:8 مليون نسمة يعيشون على مساحة القطاع البالغة 365 كلم مربع بنسبة ازدحام قياسية بلغت 4822 نسمة لكل كلم مربع ما يجعلها اعلى نسبة ازدحام في العالم فيما يتوقع ان يصل عدد السكان خلال اربع سنوات الى 2:3 مليون نسمة.

لقي 500 مواطن من غزة حتفهم غرقا خلال السنوات القليلة الماضية اثناء محاولاتهم ركوب البحر بواسطة سفن صيد متهالكة، ساعين الى الوصول الى احد شواطئ دول البحر المتوسط الاخرى.

وسجلت عدد حالات الانتحار على خلفية الضائقة والإحباط التي يعيشها القطاع ارتفاعا كبيرا فيما وصلت نسبة البطالة حدود الـ 60% فيما تعتبر 90% من مياه الشرب في غزة غير صالحة للاستهلاك الادمي بعد ان ادى السحب المفرط للمياه الجوفية وتلوث هذه المياه بمياه البحر الى ارتفاع نسبة ملوحة مياه الشرب لدرجة ان الزوار الاجانب يقومون بغسل اسنانهم بالمياه المعدنية لعدم ملاءمة مياه شرب غزة حتى لهذه المهمة.

تزود اسرائيل قطاع غزة بنصف احتياجاته من الكهرباء فيما يعاني القطاع نقصا بنسبة 50% في التيار الكهرباء، لذلك يعاني السكان من انقطاعات متتالية وطويلة للتيار.

تقع مسؤولية معاناة سكان غزة اولا وقبل كل شي على عاتق حماس التي تستثمر اموالها في اعادة التسليح وإنتاج الصواريخ وحفر الانفاق بدلا من استثمارها في مجالات تخفف من ضائقة السكان واحد اسباب هذا السلوك يتمثل في تعزز مكانة الجناح العسكري لحماس خلال السنوات الماضية الذي يخضع لقيادة ثلاثة من قبل يحيى سنوار "وزير الدفاع" مروان عيسى ومحمد ضيف الذي يمثل رئيس الاركان وذلك على حساب القيادة السياسية التي يمثلها في غزة اسماعيل هنية وفي الخارج خالد مشعل.

من يمنع حماس من اقامة محطة لتحلية مياه البحر؟ سبق لاسرائيل واعلنت انها ستوافق على تزويد القطاع بالغاز وتحاول اسرائيل ايضا تمكين طلبة غزة من السفر الى الدول التي توافق على استقبالهم في جامعاتها وقد سافر حتى الان عبر اراضي الضفة الغربية 250 طالبا وطالبة.

تعمقت ضائقة غزة بعد عملية "الجرف الصامد 2014" حيث تم تدمير 130 أو الحاق الضرر بـ الف منزل وقدم المجتمع الدولي وعودا بدفع 5 مليار دولار لغاية اعادة ترميم غزة لكن وصل منها حتى الان حوالي 1:5 مليار فقط لا غير اكثر من نصفها وصل من قطر والبقية دفعته السعودية ودول الخليج والاتحاد الاوروبي وغيرها.

مرت هذه الاموال من خلال السلطة الفلسطينية وحتى يمكن مراقبة وضمان عدم سيطرة حماس على المواد والتجهيزات والبضائع الواردة الى غزة خاصة مواد البناء بادر مكتب منسق شؤون الحكومة في المناطق الى اقامة منظومة محوسبة متصلة بشبكة الانترنت لإدخال الاسمنت والحديد ومواد البناء الاخرى الى قطاع غزة، وشاركت السلطة الفلسطينية بشكل رمزي في المصادقة على الالية الحاسوبية وهذا يظهر مدى وعمق السيطرة الاسرائيلية على ما يجري في غزة.

منحت اسرائيل حوالي 100 تاجر من غزة تصاريح تخولهم استلام وتخزين مواد البناء تقع هذه المخازن تحت الرقابة الالكترونية الاسرائيلية المباشرة وكل من يشتري مواد بناء يتم تسجيل اسمه على الكومبيوتر ما يعطي اسرائيل قاعدة بيانات توثق مصير كل كيس اسمنت او قضيب حديد دخل الى قطاع غزة وكيفية استخدامه.

يوجد 100 مراقب بينهم 20 اجنبيا يزورون بانتظام مواقع البناء ليتاكدوا ان مواد البناء وصلت فعلا للهدف المخصصة له لهذا يعتبر هؤلاء المراقبون الاشخاص المكروهين بشدة في غزة.

يتم تصوير كل مبنى او منزل يعاد بناؤه او ترميمه ويتم اضافة الصور الى قاعدة البيانات المحوسبة فيما تمنع اسرائيل الاشخاص المعروفين بعلاقتهم الواضحة مع حماس من استلام او شراء مواد البناء، كما رفضت طلبات لترميم مبان قرب الحدود بعد ان اشتبهت بإمكانية استخدامها كغطاء لأعمال حفر وبناء انفاق وكل تاجر يحاول خداع اسرائيل يتم سحب تصريحه.

الفلسطيني الجديد

شهد هذا الشهر احياء الذكرى 75 لمولد الشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش "عاش حوالي 20 عاما من حياته في اسرائيل" والقى الشاعر اليهودي "حاييم غوري" البالغ من العمر 93 عاما كلمة بهذه المناسبة قال فيها "التقيت بعد توقيع اتفاقية السلام في مصر مع ادباء وكتاب قالوا لي لقد فشلت مخابراتكم في فهم المصريين لانه لم يقرأ ما كتبه الشعراء من قصائد وكتب".

أدرك مكتب منشق شؤون الحكومة في المناطق اهمية المعلومات الاستخبارية ولكنهم يدركون ايضا ضرورة فهم "روح العصر" بما لا يقل عن اهمية المعلومات الاستخبارية لذلك يقوموا بقرأة ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي ويلتقون مع مختصين في علوم الاجتماع وباحثين وصحفيين فلسطينيين ويتضح من هذه اللقاءات والأحاديث ان الضفة الغربية وقطاع غزة تشهد مولد "فلسطيني جديد" فلسطيني شاب ومثقف لكنه ايضا يعاني من البطالة والإحباط وغياب افق المستقبل او أي افق شخصي او وطني.

فلسطيني من ابناء جيل لا يخاف كثيرا من اسرائيل كما كان والداه فيما يتجه بنظره غربا نحو الديمقراطية والمجتمع والثقافة الاسرائيلية كمثال جدير بالاقتداء ولا ينظر نحو الشرق او الجنوب باتجاه القاهرة او دمشق الشاب الفلسطيني الجديد يريد التغيير وانهاء الاحتلال ايضا.

المصدر : جنوبيات