الأحد 4 آذار 2018 09:19 ص

الاعلان عن تحالف سعد - عازار المنافس لـ «المستقبل» والوطني الحر في صيدا - جزين


* محمود زيات

الموعد يقترب، الخيارات باتت ضيقة، قانون «النسبية» المُربك لدى البعض.. و«الفرصة» التي لا تُعَوَّض لدى البعض الآخر، يأسر معظم القوى والتيارات، حساسية سياسية وانتخابية تحوم على المشهد الانتخابي ، تداخل وتصادم في حسابات «الصوت التفضيلي» والحاصل الانتخابي .. حتى داخل الفريق الواحد و«رحلة» لم تنته بعد من التكتيكات وجمع الاوراق، في وقت انجز فيه الفريق الذي يشكل منافسة حقيقية للتيار الوطني الحر في جزين ..و«تيار المستقبل» في صيدا، والمدعوم من «الثنائي الشيعي» ، كل ترتيباته وتحضيراته للمعركة ـ المنازلة.
تلك هي صورة الواقع الانتخابي في دائرة صيدا ـ جزين، قبل اقل من تسعة اسابيع من موعد الانتخابات التي تتسم بحجم اللاعبين وبتنوع انتماءاتهم  وحساباتهم المعقدة.
وحده امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد ، ووريث النائب الجزيني الراحل سمير عازار المحامي ابراهيم عازار ، بكَّرا في التقارب الانتخابي الذي بُنِيَ على اساس سياسي قائم ، يجمع الطرفين في الخطوط العامة ، بعيدا عن حسابات اطراف السلطة وفي وجهة تختلف عن وجهتها، وهما اعلنا عن هذا التقارب قبل ايام ، في «مسيرة الوفاء» للنائب الراحل معروف سعد في صيدا، ففي اعلانين بتوقيت متناغم ، يفصل بينهما ثلاث ساعات ، اعلن من جزين وصيدا عن نواة اول لائحة ،  الاول ترشح عازار عن احد المقعدين المارونيين في «عروس الشلال» جزين ، اعقبه اعلان سعد الترشح عن احد المقعدين السنيين في «عاصمة الجنوب» صيدا، فيما بقية القوى الحزبية والتيارات السياسية الاخرى، ما تزال منشغلة في درس الخيارات المتاحة امامها، تضمن الحصة المتوخاة لكل طرف.
معظم القوى السياسية والتيارات الحزبية، برأي اوساط جزينية عليمة، بات يُرهن خياراته التحالفية في الانتخابات النيابية  التي يضيق هامش مناوراتها، بالمسار الذي سيسلكه الرئيس سعد الحريري ، بعد زيارته الى العاصمة السعودية الرياض، وهي الاولى له منذ الازمة الحادة التي تسببت بها اقالته من رئاسة الحكومة من الرياض، ووفق التوقعات المبنية على وقائع الازمة السعودية ـ اللبنانية، فان اي تحالفات من شأنها ان تُزعج السعودية لن ترى النور، بالنسبة الى الحريري ، الامر الذي يدعو الى الريبة ، بالنسبة الى حلفاء قبل زيارة الرياض، وعلى رأسهم «التيار الوطني الحر»، الذي وجد نفسه مضطرا للعودة الى المربع الاول في دائرة صيدا ـ جزين ، ليفتح قنوات اتصال مع «الجماعة الاسلامية» التي حسمت خيارها بخوض الانتخابات من موقع خارج اي تحالف مع «تيار المستقبل»، ومن موقع المنفتح على النائب السابق ادمون رزق الذي يُسوق لنجله ، ومع الدكتور عبد الرحمن البزري الذي وجد في قانون «النسبية» فرصة لتظهير حالته السياسية في المدينة، وهو ينشط في درس المعطيات الانتخابية لتحديد وجهة تحالفه .
 وقد ترك اللقاء الذي جمع البزري مع نائبي «التيار الوطني الحر» المرشحين عن المقعدين المارونيين في جزين زياد اسود وامل ابو زيد، تساؤلات عما اذا كان «التيار» يجد مصلحة في التحالف مع طرف صيداوي يقدم مرشحا واحدا، بديلا عن «المستقبل» التي فتحت شهيته على المقاعد المسيحية ؟، ام ان اللقاء مجرد حركة انتخابية روتينية ..بانتظار تبلور الصورة الكاملة  بشأن مصير العلاقة مع «تيار المستقبل» ، والذي سيتوضح مع عودة الرئيس الحريري من الرياض، وتشير الى انه في جزين ، ثمة من يعتبر ان قطع الامل من قيام تحالف بين التيارين، ترك اجواء مريحة لدى «القوات اللبنانية» الجاهزة للتحالف مع «الوطني الحر» بمرشح عن المقعد الكاثوليكي، لكن المخاطر ستبقى قائمة حول حجم الحصة النيابية التي سيخرج بها التيار من انتخابات دائرة صيدا ـ جزين ، في ضوء معطيات تؤكد انخراط «الثنائي الشيعي» في الانتخابات ، دعما للائحة سعد ـ عازار.
وبرأي الاوساط ، فانه يصح القول في انتخابات دائرة صيدا ـ جزين، انها معركة سياسية ساخنة بامتياز، لكون المرجعيات الرئاسية الثلاث منخرطة بالكامل في مسارها وحساباتها الانتخابية وحساسيتها السياسية، ففيها خارطة سياسية تبدأ من صيدا من طرفين تجمعهما الخصومة السياسية الحادة، يُمسك بمسار الحياة السياسية في صيدا التنظيم الشعبي الناصري و«تيار المستقبل» ، فضلا عن لاعبين سياسيين وجدوا في قانون الانتخاب القائم على النسبية هامشا للرهان على حساب التحالفات وخلط الاوراق التي يفرضها مثل هذا القانون، على عكس قانون «الاكثري» الذي حرمها من ان تخوض الانتخابات باسمها، وليست كقوة سياسية تُجَيِّر اصوات جمهورها لغيرها، وهو ما كان يحصل مع تيارات سياسية ودينية ، ومنها «الجماعة الاسلامية» التي كانت تُكافأ على تحالفها الانتخابي «المستدام» مع «المستقبل» بحصة داخل المجلس البلدي لصيدا، الحال نفسها عند «الحالة الاسيرية» التي تضم جمهور الشيخ احمد الاسير الذي يحاكم لدى القضاء اللبناني على خلفية تورطه في احداث عبرا  التي بدأت باستهداف حواجز الجيش اللبناني ، والتي تخوض حراكا في الشارع من خلال اعتصامات متنقلة ومتحركة تحت شعار «اقرار قانون العفو العام»، ويبرز منها تسمية «احرار صيدا» التي ترشح منها القيادي السابق في الجماعة الاسلامية الدكتور علي الشيخ عمار.
لا تبدو في حسابات «تيار المستقبل» انه متحمس لترشيح احد الى جانب النائب بهية الحريري عن المقعد السني الثاني في صيدا ، وهو يتجه للتعويض عن المقعد الذي «سيخسره»!، بمقعد كاثوليكي او حتى ماروني، ما لم يصل مع «التيار الوطني الحر» الى صيغة تحالفية تضمن له الخروج من الانتخابات بحصته النيابية القائمة اليوم على مقعدي مدينة صيدا ، وهو ما اعتبره «الوطني الحر» تعقيدا  للامور لا يتناسب مع آماله، سيما وانه يواجه منافسا جديا عن احد المقعدين المارونيين في جزين  يمثله عازار المتحالف مع الدكتور اسامة سعد، وفق ما اكد عازار خلال اعلان ترشيحه امس في جزين، حيث قال ان التحالف مع امين عام التنظيم الشعبي الناصري ثابت ونهائي، وان ضم مرشح عن المقعد الكاثوليكي في جزين الى اللائحة التي ستجمعه مع اسامة سعد سيكون قريبا جدا.

المصدر :الديار