أقام "المنتدى الثقافي للمرأة" في الغازية حواراً تشاورياً مع وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتورة عناية عز الدين حول مشاركة المرأة المشاركة السياسية للمرأة من أجل تنمية مستدامة في "مطعم البرج الأخضر" في قناريت.
وابتدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، وتقديم من ميرفت غدار التي رحبت بالوزيرة وبالحضور بالقول: نحن في المنتدى الثقافي نحرص كل الحرص على المشاركة والتعاون مع السيدات الرائدات في نشاطهن وتطوير الوعي الثقافي والإجتماعي.
ورحبت رئيسة المنتدى آمال أيوب غدار بالوزيرة الدكتورة عناية عز الدين وبالنائب الدكتور ميشال موس وعقيلته جنين ورؤوساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية والإختيارية، وقيادتي حركة "أمل" و"حزب الله"، والفعاليات السياسية والحزبية والتربوية والاجتماعية والإعلامية.
وقالت: النجاح سلالم لا تستطيع أن ترتقيها ويداك في جيبك. وبناءً على هذا القول ابتدأ مشوار "المنتدى الثقافي للمرأة" في الغازية، ورسمنا طريقنا لهدف واحد ألا وهو دعم الأسرة بشكل عام، والمرأة بشكل خاص، كونها النواة الصلبة والركيزة لكل بيت. فإن فشلت أو تقاعست تزعزعت العائلة وتفككت. فمن خلال النشاطات المتعددة للمنتدى وتسليطنا الضوء على المواضيع الهامة، للنهوض بمجتمعنا ومواكبة التطور بإيجابية غير محدودة. وبما ان الثبات أساس النجاح، فاكتفينا بالنشاطات الهادفة على مبدأ "النوعية وليس الكمية" وبما اننا في هذه الأيام نحتفل بأعياد المرأة،لا بد أن نحتذي بقول الإمام علي (ع) المرأة ريحانة وليست قهرمانة! وأن الأم هي حاضنة الرسالة والمناضلة والثائرة. هي المرأة مهما تبدلت ادوارها تظل تتقن عملها بحنان وذكاء.
وأضافت: بعد مشاركتها الفعالة في المجتمع لابد نشكرها إيمانا بدورها الفعال.
ويشرفني باسم المنتدى، وباسم كل امرأة حرة خطت لبناء مجتمعا، أن أرحب بضيفتنا الكريمة التي نعتبرها نموذجا مثاليا يحتذى به، وامرأة مقاومة، ناجحة وقدوة رائدة! ونحن سعداء بتشريفك لمنتدانا.
ثم تحدثت الوزيرة عز الدين بالقول: بعد السلام والشكر على هذه الدعوة الكريمة التي سمحت لي أن اكون معكم في هذه الأيام التي تخصص للمرأة في هذه البلدة الجنوبية العزيزة، وهذا المنتدى الذي يعتبر دليلاً واضحا على التطور الذي شهدته أوضاع المرأة الجنوبية، التي ساهمت بكل جدية وطوال السنوات والعقود الماضية في مسيرة المقاومة والتنمية والتحرير. نساء الجنوب قويات شجاعات مبادرات متمكنات بالفطرة، وتقدمن عمليا ومن خلال أدائهن بخطوات كثيرة على المجال التنظيري النسائي.بدءا من شراكتهن في العمل الزراعي المنتج الذي شكل العامود الفقري لاقتصاد الجنوب مرورا بدورهن المركزي والمقرر داخل العائلة وصولاً إلى الانخراط في كل أشكال المقاومة ضد العدو الإسرائيلي فضلا عن تبوئهن أعلى المناصب والمراكز في مختلف المهن والنشاطات الاقتصادية. وحققت نجاحا وأحدثت فرقا ما جعلها بحق محركا أساسيا في المجتمع وقوة دفع للنهوض بواقعه والارتقاء به.
وأضافت: استطاعت النساء الجنوبيات إثناء حديهن لأبنائهن أن يزرعن حق الواجب والتضحية والعلاقة بالوطن والارتباط بالأرض حتى التجذر. وهذا النجاح الثقافي رافقه إنجاز مكمل وهو جعل العلم قيمة عليا لدى الأجيال الجنوبية والعمل الجاد والمجتهد قاعدة ثابتة. لست أبالغ في الحديث عن قوة النساء في هذا الجنوب الولاد والنوار والمعطاء، وهل من قوة تضاهي تقديم أم لولدها على مذبح الوطن ولسان حالها:اللهم تقبل منا هذا القربان فداء لأرض هذا الوطن وكرامته وعزته. إن الواقع النسائي يحتاج إلى تمكين وحماية وتطوير،ولا يتحقق هذا إلا بالتشريعات والقوانين التي تمنع كل أشكال التمييز ضد النساء وتؤمن التوازن للمرأة بين دورها الأسري وبين إنخراطها في سوق العمل.
وأكدت "أن الصوت يرتفع اليوم من أجل إقرار الكوتا النسائية في مواقع القرار السياسي، وهذا القرار تتبناه حركة أمل وقد طالب به دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكان السباق في تطبيقه ولو نسبيا من خلال توزير سيدة وترشيحها للانتخابات، ولكن هذا المطلب لا ينسينا مطالبنا الأخرى التي لا تقل أهمية، وخاصة التمييز في قوانين العمل عن رفض لتوظيف المرأة بسبب الحجاب، أو لأنهن حوامل لكي يتهرب رب العمل من إجازة الأمومة التي ينظر إليها كعبء مع إنها حق طبيعي للمرأة. وإن الوضع لم يعد يحتمل التأخير،فتوسيع حقوق المرأة وتقويتها هو المبدأ الأساسي للتنمية الإنسانية".
وقالت: إن المسؤولية تقع على عاتق الأحزاب المعنية بوضع حد لتهميش النساء من جهة ولعدم أخذ قضاياهن بعين الاعتبار من جهة أخرى. وإنه من المستحيل أن تنتظم عملية تنمية حقيقية من دون مشاركة فعلية للمرأة التي تشكل نصف هذه المجتمعات. إن النساء اللبنانيات عموما والجنوبيات خصوصا هن الشريكات في كل الإنجازات الكبيرة التي غيرت لبنان،وحولت الجنوب من منطقة الحرمان والتهميش إلى منطقة نابضة بالحياة والعزة والقوة والإقتدار.
وختمت الوزيرة عز الدين: إننا مقبلون على استحقاق انتخابي ببعدين متكاملين لا ينفصل أحدهما عن الآخر. الأول استراتيجي مرتبط بحماية الإنجاز اللبناني التاريخي أي التحرير، والثاني مرتبط باستكمال مسار التنمية بشقيها المادي والإنساني. وهذه فرصة لتثبت المرأة الجنوبية مرة جديدة إنها المحرك الفعال في عملية التطوير التي يشهدها مجتمعنا وإنها مفتاح مؤثر في العملية الديمقراطية في لبنان. فلنذهب إلى صناديق الاقتراع بوعي ووفاء وتقدير لما تحقق، والأهم أن تكون خياراتنا هادفة لاستمرار الأمل في أجيال هذا الوطن.
وسلمت رئيسة المنتدى درع شكر وتقدير للوزيرة عز الدين.